ياسر أيوب
بعد اعتزالها التنس فى ٢٠٠٦ وهى فى الخمسين من عمرها.. غابت مارتينا نافراتيلوفا عن الاهتمام والأضواء التى اعتادت عليها طيلة ٣٢ سنة عاشتها نافراتيلوفا فى ملاعب التنس تلعب وتفوز وتلاحقها الكتابات والشاشات والكاميرات.. فقد كانت إحدى أعظم لاعبات التنس فى كل العصور.. صاحبة ١٦٧ بطولة للفردى و١٧٧ بطولة للزوجى والرقم القياسى للفوز ٩ مرات ببطولة ويمبلدون.. وأكبر لاعبة تنس فى التاريخ تفوز ببطولة ولاعبة وحيدة التى فازت ببطولة واحدة على الأقل كل سنة طيلة مشوارها مع التنس.. ورغم أنها بعد اعتزالها اللعب قامت بتأليف عدة كتب وروايات صادفت نجاحا لكنه لم يمنحها ما سبق أن قدمه لها التنس.. ومنذ أيام قليلة فقط.. عادت نافراتيلوفا للأضواء من جديد دون أن تقصد أو تتعمد ذلك.. فقد فاجأت نافراتيلوفا الجميع بتأكيد معارضتها لسياسة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ورفضها لكل قراراته إلا قرار منع الرجال المتحولين جنسيا من المشاركة فى أى ألعاب ومسابقات رياضية للنساء.
وقالت بطلة التنس التاريخية البالغة من العمر ٦٨ عاما إنه ليس عدلا السماح لهؤلاء الرجال بمنافسة النساء فى كل وأى لعبة.. ولم تتوقع نافراتيلوفا كل هذه الحرب وهذا الهجوم الضارى الذى باتت تواجهه منذ أعلنت موقفها الرافض لمشاركة هؤلاء الرجال المتحولين.. سواء من الرجال المتحولين أنفسهم أو مناصريهم والجماعات المدافعة عن حقوق المثليين وحرية اختيار الهوية الجنسية.. ولم تتوقع نافراتيلوفا أيضا أنها بهذه التصريحات وهذه الحرب فضحت مزاعم هؤلاء الصارخين دائما بالحرية الشخصية التى هى حق لكل إنسان.. فإن انتقدهم أى أحد ومارس نفس هذه الحرية فى قبول أو رفض أصبح عدوا.. أو نازيا وهمجيا ومتطرفا وصفات أخرى كثيرة قيلت فى الأيام الماضية عن نافراتيلوفا.
والمثير فى الأمر أن نافراتيلوفا اعترفت منذ سنين طويلة بعدم حب الرجال وارتبطت بعدد من النساء واعتبرت ذلك أمرا يخصها وحدها.. وقتها دافع عنها من يهاجمونها الآن.. وظلوا يهاجمونها بضراوة رغم تأكيدها على أنه إذا كان الإنسان حرا فى اختيار أسلوب حياته الشخصية إلا أنه ليس حرا فى أن ينافس الآخرين بأسلوب يفتقد للعدالة والمساواة.. ولم يقتنع أعداء نافراتيلوفا بهذا التفسير لأنهم يؤمنون فقط يحريتهم وليست حرية الآخرين.. يمنحون أنفسهم حقوقا ليسوا على استعداد لأن يمنحوها لغيرهم إن اختلفوا معهم فى الرأى والاختيار.. واعتبر أمريكيون كثيرون أن ما قالته نافراتيلوفا هو الخطوة الثانية الأهم بعد قرار ترامب بمنع الرجال المتحولين جنسيا من المشاركة فى مسابقات النساء ولم يعد كثيرون يملكون الحق فى الدفاع عن هؤلاء الرجال.. وبدأت نافراتيلوفا المطالبة بإبعاد هؤلاء الرجال عن التنس وبطولاته النسائية.
نقلا عن المصرى اليوم