د. وسيم السيسي
بدعوة كريمة من رئيس جامعة ميريت بسوهاج، أ. د. سوسن مرسى، للمشاركة فى احتفالية كبرى بالجامعة، دعت إليها رؤساء جامعات الوجه القبلى: سوهاج، أسوان، قنا، أسيوط، مع أساتذة الكليات المختلفة، تعرفت على الكثيرين منهم: أ. د. أحمد عكاوى، رئيس جامعة قنا، أ. د. عبدالناصر سنجاب، عميد طب عين شمس.. إلخ.

حدثتهم عن اسم الجامعة ميريت نيت، ومعنى الاسم: ربة الحرب والدفاع عن مصر نيت، وكيف أنها أول ملكة حاكمة فى الأسرة الأولى، كانت زوجة للملك ديجيت وأم «دن»، فلما مات الزوج أصبحت هى الملكة الحاكمة فعلًا، ومقبرتها العظيمة فى أبيدوس الموجودة فى جنوب سوهاج.

قال مانيتون، المؤرخ المصرى سمنودى المولد فى عهد بطليموس الثانى ٢٨٠ ق. م، إن ميريت نيت ملكة حاكمة فى الأسرة الأولى التى كان عدد ملوكها تسعة، وقال المتحف البريطانى: هذا خطأ من مانيتون، فالأسرة الأولى كان عدد ملوكها ثلاثة!. جاء فلاندرز بترى، اكتشف مقابر الملوك التسعة، ومنها مقبرة الملكة ميريت نيت، وجدارية داخل المقبرة تمثل الملكة جالسة على قاعدة مائدة على شكل قلب، والوزراء على الجانبين، والمائدة عليها طيور السمان، والفرق بين ثلاثة ملوك وتسعة أربعمائة وخمسون سنة، وهذا يؤكد ما قاله مانيتون من أن الأسرة الأولى بدأت ٥٦١٩ ق. م وليس ٣٢٠٠ ق. م، كما يدّعِى المتحف البريطانى، ويؤكد ذلك عالِم المصريات الفرنسى أندريه بوشان حين استخدم الكربون ١٤ على مومياوات الدولة القديمة، فوجدها أقدم مما يقوله المتحف البريطانى بـ٢٤٠٠ سنة، فلو أضفنا ٣٢٠٠ إلى الفارق ٢٤٠٠ تكون النتيجة ٥٦٠٠ كما يقول ماينتون، أما نيت فكانت ربة الحكمة والدفاع عن الملك وجيوشه، كما كانت ربة الصيد والنسيج.

فى محاضرتى الثانية لطلبة وطالبات جامعة ميريت، حدّثتهم عن عظمة مصر منذ القدم، وكيف أن المرأة كانت هى التى تقوم بتقسيم الميراث، وكانت تشكو زوجها للقضاء إذا صدرت منه قسوة حتى باللسان، وكيف أن ختان الذكور بعد خمس سنوات، والعجيب أن أطباء المسالك فى أمريكا الشمالية يوصون بعدم ختان الذكور إلا بعد ثلاث سنوات حتى يتم انفصال طبيعى بين الغلفة ورأس القضيب، كما أن مصر لم تمارس ختان الإناث هذه الجريمة البشعة، وهى ليست ختانًا، بل هى تشويه لأعضاء الأنثى التناسلية Female Genital Mutilation وأنها ليست عملية طهارة، بل قذارة لأنها تؤدى إلى نزول البول على ساقى الطفلة، وما يتبعه من التهابات، وأن الله خلق الإنسان فى أحسن تقويم «التين ٤».

حدثتهم بالصور الموثقة عن شكر صحيفة الديلى ميل لأطباء مصر القديمة لإنقاذ ٢٠ بالمائة أكثر من الطرق المعتادة فى إنجلترا فى علاج إصابات الرأس بفضل عملية التربنة المصرية التى أجراها بيتر هتشنسون فى كمبردج فى إنجلترا ٢٠٢٢.

حدثتهم عن توصيات البرلمان الأوروبى بخصوص المرأة:

١- التعليم حتى ينقلها من المرأة الجنس إلى المرأة الإنسانة، فالمرأة ليست لعبة جنسية فى يد الرجل.

٢- العمل حتى يحررها من العبودية الاقتصادية للزوج.

٣- البرلمان: ٥٠٪ نساء حتى تسترد حقوقها السياسية الضائعة.

كان حفلًا عظيمًا. وفود الجامعات الأخرى يتحدثون ويحاضرون. ذكرت بالخير أ. د. صديق عفيفى، صاحب جامعة ميريت نيت، كما تحدثت ابنته أ. د. أمل صديق عفيفى، وذكرت مؤسسة يارو، ومعناها الجنة، لنشر الحضارة المصرية، ومديرها التنفيذى أ. د. هالة الطلحاتى، وأخيرًا لن يعود إلى مصر وجهها الحضارى إلا بالعودة إلى تاريخها العظيم، الذى فطن إليه الرئيس عبدالفتاح السيسى بمفتاح الحياة فى المؤتمر الاقتصادى ٢٠١٤، ومن بعده متحف الحضارة، ومن بعده طريق الكِباش.
نقلا عن المصري اليوم