القمص بطرس البراموسى

مقدمة
قيامة السيد المسيح هي أعظم حدث في تاريخ البشرية، وهي أساس الإيمان المسيحي. فبدون القيامة، يظل الإيمان بلا قوة، والرجاء بلا معنى، والخلاص غير مكتمل.

يقول القديس بولس الرسول:
"وإن لم يكن المسيح قد قام، فباطلة كرازتنا وباطل أيضًا إيمانكم" (1 كورنثوس 15: 14).

فالقيامة ليست مجرد ذكرى، لكنها حياة جديدة ومستمرة في قلوب المؤمنين، وهي مصدر فرح لا ينقطع. ولكن كيف نفرح حقًا بقيامة الرب؟ وكيف نعيش هذا الفرح في حياتنا اليومية؟

1.الفرح بالقيامة لأنه انتصار على الموت والخطية
قيامة المسيح هي الضمان الأكبر لغلبتنا على الموت والخطية.
•    قبل القيامة، كان الموت عدوًا رهيبًا، لكنه بعد قيامة المسيح تحول إلى مجرد بوابة للحياة الأبدية.
•    يقول الرب: "أنا هو القيامة والحياة. من آمن بي ولو مات فسيحيا" (يوحنا 11: 25).
•    بالقيامة، تحقق الفداء وكُسر سلطان الخطية والموت، وأصبح لنا الحق في حياة جديدة مع الله.

☀️ كيف نفرح؟
•    بأن نعيش حياة النصرة على الخطية، عالمين أننا قمنا مع المسيح روحيًا، ولسنا عبيدًا للخطية بعد الآن.
•    يقول بولس الرسول: "احسبوا أنفسكم أمواتًا عن الخطية، ولكن أحياء لله بالمسيح يسوع" (رومية 6: 11).

2.الفرح بالقيامة لأنه عربون للحياة الأبدية
•    قيامة المسيح هي عربون قيامة كل المؤمنين في اليوم الأخير.
•    كما قام المسيح بجسد ممجد، كذلك سنقوم نحن أيضًا بنفس الجسد الممجد.
•    يقول الكتاب المقدس:
"فإنه كما في آدم يموت الجميع، هكذا في المسيح سيُحيا الجميع" (1 كورنثوس 15: 22).

☀️ كيف نفرح؟
•    بأن نعيش برجاء وفرح، ونتطلع إلى القيامة العامة، عالمين أن الحياة الأرضية ليست النهاية.
•    عندما نواجه تجارب أو أحزان، نتذكر أننا سنقوم مع المسيح، وسنكون معه إلى الأبد.

3.الفرح بالقيامة من خلال حياة الشركة مع المسيح
•    قيامة المسيح ليست حدثًا ماضيًا فقط، بل حياة مستمرة فينا.
•    يقول بولس الرسول: "مع المسيح صُلبت، فأحيا لا أنا، بل المسيح يحيا فيَّ" (غلاطية 2: 20).
•    الفرح الحقيقي بالقيامة يأتي عندما نحيا في شركة مستمرة مع الرب، نصلي، نتناول من جسده ودمه، ونتأمل في كلمته المقدسة.

كيف نفرح من خلال هذه الشركة؟
•    بالصلاة الحارة، وطلب الامتلاء بروح القيامة.
•    بالاشتراك الدائم في الأسرار المقدسة، لأن فيها نتحد بالمسيح القائم من الأموات.
•    بالحياة المقدسة، لأن القيامة هي دعوة للقداسة والانتصار على الخطية.

4.الفرح بالقيامة من خلال السلام الداخلي
•    عندما ظهر المسيح القائم لتلاميذه، كانت أول كلماته:
"سلام لكم" (يوحنا 20: 19).
•    القيامة تمنح القلب سلامًا عميقًا، لأنها تعلن انتصار الرب على كل قوى الظلمة.
•    لا خوف بعد القيامة، لأن المسيح داس الموت، وأعطانا روح القوة وليس الفشل.

☀️ كيف نفرح من خلال ذلك؟
•    بأن نثق في محبة الله ونعيش في سلام، عالمين أن المسيح حيّ، وهو يقود حياتنا مهما كانت الظروف.
•    بأن نطرح كل مخاوفنا عند قدمي المسيح، ونتذكر وعوده القوية لنا:
"لا تخف، أنا الأول والآخر، والحي، وكنت ميتًا، وها أنا حي إلى أبد الآبدين" (رؤيا 1: 17-18).

5.الفرح بالقيامة من خلال مشاركة الآخرين بها
•    عندما قامت مريم المجدلية في فجر القيامة، أسرعت لتخبر التلاميذ بالبشرى العظيمة.
•    لا يمكن أن نفرح بالقيامة بمفردنا، بل يجب أن نشارك هذا الفرح مع الجميع.
•    قيامة المسيح هي رسالة فرح ورجاء لكل إنسان في العالم.

☀️ كيف نفرح بتلك المشاركة؟
•    بأن نبشر الآخرين بقوة القيامة، ونشهد للمسيح الحي في حياتنا.
•    بأن نخدم المحتاجين، ونظهر لهم محبة المسيح القائم من الأموات.
•    بأن ننشر الفرح في بيوتنا وكنائسنا ومجتمعاتنا، ونعيش بروح القيامة في كل مكان.
6.الفرح بالقيامة من خلال التسبيح والاحتفال الروحي
•    الكنيسة تحتفل بالقيامة بالتسبيح والتراتيل الروحية، وهذا جزء أساسي من الفرح الحقيقي.
•    يقول المزمور: "هذا هو اليوم الذي صنعه الرب، فلنفرح ولنتهلل فيه" (مزمور 118: 24).
•    التسبيح هو تعبير عن فرح القلب الداخلي بالقيامة.

☀️ كيف نفرح بهذا التسبيح؟
•    بأن نشارك في قداسات القيامة والتسابيح القبطية، ونرفع قلوبنا إلى السماء.
•    بأن نسبح الله يوميًا، ونتأمل في أعماله العجيبة، ونعبر عن امتناننا له.
7.الفرح بالقيامة من خلال الغفران والمصالحة
•    المسيح على الصليب قال: "يا أبتاه، اغفر لهم" (لوقا 23: 34).
•    فكيف نفرح بالقيامة إن كان هناك خصام أو ضغينة في قلوبنا؟
•    القيامة تدعونا للصفح، والمصالحة، والتسامح مع الجميع.

☀️ كيف نفرحمن خلال الغفران؟
•    بأن نفتح قلوبنا للمحبة، ونسامح من أساء إلينا.
•    بأن نبدأ صفحة جديدة مع الآخرين، كما أعطانا المسيح حياة جديدة بقيامته.

خاتمة
قيامة المسيح ليست مجرد حدث تاريخي، بل حياة جديدة تمنح الفرح والسلام والرجاء.
فلنفرح بالقيامة، ونعيشها في كل لحظة، ولنعلنها لكل إنسان، لأنها أعظم بشارة عرفتها البشرية.

☀️ "المسيح قام... بالحقيقة قام!"☀️
✝️ المجد للرب القائم من الأموات إلى الأبد، آمين