القمص يوحنا نصيف
بكل تأكيد إن قصد الله من تجسده، وحياته على الأرض، ودخوله أورشليم، وصلبه، هو أن يحررنا من عدونا إبليس؛ ثم يملك على قلبنا فندخل في ملكوته، ونتمتع بالحياة معه، نصير أولاده، أولاد الملك.
للرب المصلوب جاذبية، في شد أولاده إلى فوق، تفوق كل قوى شد العالم، وإغراءاته، وشهواته، وآماله.. "وأنا إن ارتفعت عن الأرض، أجذب إلي الجميع" (يو١٢:٣٢).
رحلة الصعود شاقة، ولكن قوة جاذبية الصليب ليست فقط تحررنا من رباطات العالم، بل هي تجذبنا فنجري(نش١)، ويجري معنا الآخرون.
فالرحلة صعود مع الرب إلى أعلى درجات البذل،
إلى أعلى درجات الحب،
إلى أعلى درجات الاحتمال،
إلى أعلى درجات الوداعة، حتى أنه سلم نفسه للكهنة الذين سيقومون بذبحه، ويقدمونه من حيث لا يدرون ذبيحة عن العالم كله!
ينبغي على الذين يسيرون وراء يسوع في الطريق الصاعد، عليهم أن يكونوا قد وقعوا في منطقة جاذبية الصليب، فذاقوا الحرية وأحبوها..
إنه شرط أساسي للسير وراء المسيح.. حرية من الذات، وشهواتها وكرامتها.. حرية من سلطان العالم، والمال، والخبز..
الحرية تجعل خطواتنا وراء المسيح قوية وثابتة، وتكسب حركتنا خفة وفرحا.
الحرية قد وهبت لنا بالميلاد الثاني، فلننعم بها ونسعد بها، ولا نسمح لقوة في الوجود أن تسلبنا حريتنا في المسيح يسوع.
القديس القمص بيشوي كامل
نبذة: الرحلة من أورشليم إلى الجلجثة