محرر الأقباط متحدون
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس أحد الشعانين في كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي، وألقى عظة قال فيها "يسعدني أن أرحّب بكم جميعًا وبخاصة بالأطفال وأهلهم، للاحتفال بهذه الليتورجيا الإلهية، وتبريك أغصان الزيتون علامة السلام الآتي من "المسيح الذي هو سلامنا" (أفسس ٢: ١٤). ونلتمس سلام المسيح في قلوبنا، فنتمكّن من نشره في عائلاتنا ومجتمعنا ووطننا".
 
استهل البطريرك مار بشارة بطرس الراعي عظته في قداس أحد الشعانين قائلا "يسوع في أورشليم لآخر مرة قبل موته فاديًا ومخلّصًا البشرية جمعاء. يدخل أورشليم ليموت فيها، مختتمًا حياته العامة التي اختتم فيها رسالته الخلاصية تعليمًا وأفعالًا وآيات. كانت أورشليم تغص بالجماهير الذين توافدوا للاحتفال بعيد الفصح اليهودي بعد ستة أيام. ولذلك استقبلوه عفويًّا بمثابة ملك، وراحوا يهتفون كبارًا وصغارًا وأطفالًا حاملين أغصان النخل والزيتون "هوشعنا، مبارك الآتي باسم الرب، ملكنا" وتعني لفظة هوشعنا: "يا رب خلّصنا". وأضاف غبطته يقول "عيد الشعانين هو عيد الأطفال. يحملون الشموع المزينة بأغصان الزيتون للدلالة على إيمان نورهم، وعلى روح السلام في قلوبهم. فإنّا نهنئهم بعيدهم وبأثواب العيد الجديدة. ونحمل بصلاتنا الأطفال الفقراء الذين يُحرمون بهجة العيد، راجين أن يكون شخص المسيح عيدهم، الذي يخاطب قلوبهم بحبّه".
 
في عظته مترئسا قداس أحد الشعانين، قال البطريرك مار بشارة بطرس الراعي "اليوم ١٣ نيسان ٢٠٢٥ يصادف مرور خمسين سنة على ذكرى اندلاع الحرب الأهلية في لبنان (١٩٧٥-٢٠٢٥) التي مزّقت حياتنا وطفولتنا وشبابنا، وشوّهت علاقاتنا بلبنان وببعضنا البعض. "طوى لبنان صفحة الحرب الأهلية واليوم يطوي صفحة الخروج عن الشرعية ومحاربتها، لكن طيّ الصفحات لا يكفي. لا بد من قراءة الوقائع التي أوصلتنا إلى هذه الحال والتعلم منها لأن من لا يفهم أخطاءه يكررها ولا وقت للتكرار بعد اليوم لأن لبنان يحتاج مستقبلًا يليق بتاريخه. لذلك لا بد من إعادة دراسة ما حصل والتصالح والتصارح حتى نتخطى هذه المرحلة تماماً كما نجحت بلدان أخرى في ذلك. هذه تسمّى تنقية الذاكرة".
 
وفي ختام عظته مترئسا قداس أحد الشعانين في كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي "لنصلِّ، أيّها الإخوة والأخوات، لكي نفتح قلوبنا لاستقبال المسيح، فندخل معه أسبوع آلامه وموته وقيامته، ونحقّق عبورًا روحيًا معه، مائتين عن خطايانا، وقائمين معه لحياة جديدة، حياة النعمة".