بقلم الراهب القمص يسطس الأورشليمى
كتاب وباحث في التاريخ المسيحى والتراث المصرى
وعضو إتحاد كتاب مصر

الذين يصلون كأبناء لله، يطلبون أن تتم مشيئة الله على الأرض بمعنى أن يحيوا هم أنفسهم بلا لوم .. وكذلك سكان الأرض أن يهبهم [ الله القوة ليصنعوا مشيئته، ويتمثلوا بالملائكة في السماء.. يصلون أن يروا توقف الخطية ولا يتبعوا مشيئتهم الخاصة. فالأبناء يبتهلون من أجل جميع الناس.. ليُحسبوا أهلاً للسلام الذي من فوق.. ويجدوا راحة القلب.. وهم مثابرون على التمثل بالجمال الروحانى للأرواح السماوية..]

    القدِّيس كيرلس الأورشليمي: ملائكة الله الطوباويون يصنعون مشيئة الله كما يرنَّم داود قائلاً: "باركوا الرب يا ملائكته المقتدرين قوَّة، الفاعلين كلمته" (مز103: 20) فعندما تُصلِّي بقوَّة تود القول: كما تتم مشيئتك في ملائكتك، فلتتم هكذا فينا نحن علي الأرض يا رب.

القدِّيس يوحنا الذهبي الفم يقول: اجعلنا يا رب قادرين أن نتبع الحياة السماويَّة، فنريد نحن ما تريده أنت.

القدِّيس غريغوريوس أسقف نيصص:  إذ قيل إن حياة الإنسان بعد القيامة ستكون كحياة الملائكة، وجب علينا إن ندبِّر حياتنا في هذا العالم بوقارٍ، حتى أننا ونحن نعيش بعد في الجسد لا نسلك حسب الجسد. هنا يحطِّم طبيب النفوس طبيعة المرض، إذ صار الممسَكون في المرض هاربين من الإرادة الإلهيَّة، لذلك فإنهم يبرأون منه بارتباطهم بهذه الإرادة الإلهيَّة. صحَّة النفس هي تتميم إرادة الله اللائقة.

العلامة ترتليان:  نحن نصلِّي إن تتم مشيئته في الكل. من الجانب الرمزي تفسر: "كما في الروح كذلك في الجسد"، فإننا نحن سماء وأرض.

كما في السماء كذلك على الأرض: إن كان المؤمن يسلك بجسده على الأرض لكنّه لا يرى في الأرض عائقًا عن تمتّعه بالملكوت الإلهي السماوي، فهو يحيا هنا لحساب هذا الملكوت بقلب مرتفع للسماويات. بهذا يطلب من أبيه السماوي أن يتمّم مشيئته فيه وهو على الأرض كما يتمّمها في السمائيّين.
يعلّمنا السيّد أن نقول "لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض"، وليس "كما بواسطة السماء هكذا بواسطة الأرض"، لأنه لا يمكن للسمائيّين ولا الأرضيّين أن يتمّموا مشيئتهم بدونه! إنّهم في حاجة إلى نعمته لتتم مشيئته فيهم.

يقول القدّيس كبريانوس: [إذ يعوقنا (العدو) عن طاعة مشيئة الله بأفكارنا وأعمالنا في كل شيء، لهذا نصلّي ونطلب أن تتم مشيئة الله فينا، ولكي يتحقّق ذلك نحن في حاجة إلى إرادته الصالحة أي معونته وحمايته، إذ ليس لأحد القدرة من ذاته على ذلك.]

    في الصلاة الربّانيّة "أبانا" التي علّمنا إيّاها المسيح، نصلّي إلى الله أن تتمّ مشيئته في الأرض كما هي في السماء. "لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض". ثلاث علامات نستطيع فيها أن نشدّد على مطلبنا من الله.

العلامة الأولى: هي مشيئة الله، فلنرى، ما هي مشيئة الله؟.

الكلمة "مشيئة" تنحدر من الفعل "شاء" وهذا يعني: أن يرغب ويريد. وفي حالتنا هذه "مشيئة الله" ليست ما يريد الله لنفسه، بل لخلاصنا. جَبَلَ الله الإنسان ليصل إلى الشركة ويتمجّد معه. لكن آدم وحواء تممّوا مشيئتهم الخاصة بهم وهكذا خسروا فرصة أن يشتركوا بمجد الله. يجب على الإنسان الآن أن يطبّق مشيئة الله ليصل إلى المجد والتأله والكمال والقداسة. وهذا ما قد كتبه القدّيس بولس "لأن هذه هي إرادة الله قداستكم" (1تس3:4).

مشيئة الله أُعلنت من الله من خلال القدّيسين، الأبرار، المؤمنين في العهد القديم، أي الأنبياء. وأُعلنت بتمامها بتجسد ابن الله الكلمة الذي كشف لنا الطريق الذي يجب أن نتبعه لنتألّه. فالمسيح نفسه قال لنا:"لا تطلبوا مشيئته (مشيئة المسيح)، بل مشيئة الآب الذي أرسله" (1يو20:5). كان القدّيس بولس الرسول مصراً على كونه رسولاً "بمشيئة الله" (1كو1:1). وهو نفسه أرشد المسيحيين أن يختبروا في حياتهم "ماهي إرادة الله الصالحة المرضيّة الكاملة" (رو12 :2).

لكننا هنا نرى حقيقة أخرى. ألا وهي التضرُّعُ إلى الله أن يساعدنا كي نعمل مشيئته، يدلّ هذا أنّ الفضيلة اجتهادٌ لتحقيق رغباتنا، وما هي إلاّ النعمة الإلهية طالما نعمة الله تفعل والإنسان يتجاوب مع فعل الله.

العلامة الثانية: هي "كما في السماء". مع الكلمة "السماء" نعني جوهرياً، ملائكة الله. وبهذه الصلاة نتعلّم أن نحفظ مشيئة الله كما تحفظها الملائكة في السماء. أولئك من جانب، يمجّدون الله باستمرار. ومن الجانب الآخر، يطيعون مشيئته، ولا يعبرون أبداً عن اعتراضهم بل يعيشون من الله وهم له أرواح خادمة. هذين الأمرين يعطيان الملائكة استلهاماً مستمراً، فلا يشعرون أبداً بالإرهاق. وبالتالي بهذه الطلبة نعترف أننا نريد أن نصلّي وأن نحفظ وصايا الله، وهذه الوصايا تعبّر عن مشيئة الله.

ونحن نطلب أن تتحقق مشيئة الله كما تحدث في السماء. ففي الطلبة السابقة "ليأتِ ملكوتك" نشتهي الخيرات المستقبلة وندلّ بذلك أننا نقهر هذه الغربة لنصل إلى هناك. وبسبب تأخر حضور الخيرات المستقبلة وتطول هذه الغربة المباركة عن الله. لهذا نصلّي لنعيش منذ الآن بالأسلوب الذي سنعيشه هناك ونرغب بالسماء قبل أن تأتي السماء.

العلامة الثالثة: هي "على الأرض"، هذا يعني أنّه علينا أن نعيش في الواقع على هذه الأرض ، كما تعيش الملائكة في السماء، وكما سيعيش القدّيسون بالحضور الثاني للمسيح. ولأنّ المسيح لم يعلّمنا أن نطلب الأمور غير الممكنة، فهو لا يستطيع على الإطلاق أن يمنعنا من العيش كما الملائكة. فهناك قدّيسون عاشوا محققين هذا في هذه الحياة قبل أن يموتوا، ولهذا نرّتل في الذكصولوجيات أنّهم عاشوا "ملائكيًا في العالم"، وهذا يدّل أننا نستطيع طلب هذا الأمر وعيشة ملائكية من الآن.

المشكلة هي أنّه، بينما نصلّي بهذا الدعاء لتتمّ مشيئة الله، نهدف عملياً أن نحققه بمشيآتنا. بينما نصلّي مرات كثيرة إلى الله بكلام "لتكن مشيئتك"، ولكن جوهريًّا، بأعمالنا وبأقوالنا نطلب منه مشيئتنا، يعني أننا نهدف أن نحقق مشيئة أجسادنا وأذهاننا "عاملين مشيئات الجسد والأفكار" (أفس3:2). لهذا ليس عندنا هدوء وسكون وفرح، ولا نستطيع أن نتقدّس. لكن يجب أن نغيّر الذهن وأن نطلب أن تتحقق مشيئة الله منّا ومن محيطنا، وأن يكون هذا ممكنًا من كلّ البشر. إنها طلبة تعني حياة التسليم للمشيئة الإلهية . أي أننا لا نفرض علي الله وضعاً معيناً نحيا فيه . بل ما يريده الله لنا ، هو ما نرضاه و نقبله . وفي حياة الإيمان بالله كصانع للخيرات، نفرح بما يشاءه لنا، حتى لو كان عكس ما نرغب. بل نقول له : " لتكن لا مشيئتي بل مشيئتك. "ليس كما أريد أنا، بل كما تريد أنت " (مت26 : 39 )

أنت يا رب تعرف الخير النافع لي، أكثر مما أعرف أنا.  وأنت تريد لي الخير أكثر مما أريد أنا لنفسي. لذلك فأنا أسلم حياتي بين يديك، تفعل بها كما تشاء، و أكون سعيداً بذلك ... لا أقول " لتكن مشيئتك " عن تغصب ، وإنما عن إقتناع.

ما أكثر الأمثلة التي يقدمها لنا الكتاب عن حياة التسليم هذه: في مقدمتها في العهد القديم  مثال أبينا إبراهيم: قال له الرب في بدء دعوته "أخرج من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك، إلى الأرض التي أريك .. " ( تك 12 : 1 ) . فخرج إبراهيم من وطنه حسب أمر الرب له " وهو لا يعلم إلى أين يذهب" (عب 11 : 8) . وأمامه عبارة " لتكن مشيئتك " .. ثم كانت مشيئة الرب الأخرى لإبراهيم، فوق الطاقة البشرية! حيث قال له " خذ ابنك وحيدك، الذي تحبه، إسحق .. وأصعده لي محرقة على الجبل الذي أريك إياه" ( تك 22 : 2 ) . فبكر إبراهيم صباحاً جداً، وأخذ إبنه معه ليقدمه محرقة للرب، وهو الابن الذي نال به المواعيد، والذي إنتظره من عشرات السنوات.. إبراهيم في إيمانه بمشيئة الرب، لم يناقش، بل أطاع. كان يؤمن بصلاح الله، وبمحبته، وبصدق مواعيده حتى أنه ذبح إسحق وقدمه محرقة ... كان يؤمن بقدرة الله على إقامة إسحق من الموت (عب 11 : 19) . وأياً كان الأمر لم يضع أمامه أن يفكر، إنما هي مشيئة الرب الصالحة يجب أن تنفذ ...

السيدة العذراء لم تفكر في يوم من الأيام أنها ستحبل وتلد. ولكن لمّا أتتها مشيئة الله، أنها ستكون أماً، وبطريقة معجزية، قالت للرب" ليكن لي كقولك " " هوذا أنا أمة الرب ". إن حياة التسليم كانت منهجاً ثابتاً للقديسة العذراء. لا شك أنها كانت تحب البقاء في الهيكل، في حياة الصلاة والتأمل والعبادة، ولكن الرب نقلها إلى أماكن متعددة، من الهيكل، إلى بيت يوسف، إلى بيت لحم، إلى مصر، إلى الناصرة، وهي لا تقول سوي" ليكن لي كقولك " " لتكن مشيئتك " ... ومع أن بشري الميلاد كانت تحمل معني الفرح بميلاد مخلص هو المسيح الرب ( لو 2 : 11) . حسبما قال الملاك للرعاة " ها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لكم و لجميع الشعب " .. إلا أنه بدلاً من هذا الفرح، صدر الأمر الإلهي أن تهرب العذراء بهذا المخلص إلى أرض مصر، إلي بلاد غريبة عنها موضعاً وديانة ولغة، يطردونها فيها من مدينة إلى أخرى، بسبب تساقط الأصنام (أش 19: 1) أن العذراء لم تحتج على سفرها وعدم إستقرارها في موضع، بل كانت في قلبها تلك التسبحة " ليكن لي كقولك " .

الملائكة أيضاً لا يناقشون مشيئة الله . ويسرعون في تنفيذها بلا إبطاء ... وهكذا يقول عنهم المرتل في المزمور " باركوا الله يا ملائكته ..الفاعلين أمره عند سماع صوت كلامه " (مز 103 : 20) . وهم ينفذون الأمر مهما كان يبدو عجيباً أو شديداً .. مثل الملاك الذي أمره الرب بضرب كل أبكار مصر (خر 12 : 13). أو الذي أمره أن يرفع السيف على أورشليم (2 صم 24 : 16) ... والإنسان الذي يطيع بلا جدال – مهما كان الأمر– هذا يتشبه بالملائكة. ليس عمل الملاك  هو التدبير أو التفكير، إنما عمله أن ينفذ. عمله أن يقول للرب " لتكن مشيئتك " ... فملائكة الأبواق، أو ملائكة الضربات، الذين وردت رسالتهم في سفر الرؤيا (رؤ 8 ، 9) ، لم يقولوا للرب: يا رب نحن ملائكة للرحمة، و ليس للإهلاك أو العقوبة. إعفنا من هذا الأمر! كلا، بل نفذوا ولم يناقشوا..      
 
عبارة ( لتكن مشيئتك ) كما تحتاج إلي إيمان و طاعة ، تحتاج أيضاً إلى إتضاع قلب ... إتضاع الإنسان الذي لا يكون حكيماً في عيني نفسه ( أم 3 : 7 ) إلى الدرجة التي يراجع بها الله في أوامره ويناقشه، ويقول له: لماذا؟ .. ولو أن بعض القديسين كانوا يجادلون الله عن دالة وليس عصيان، ولا عن شك ... الإنسان المتضع يقبل كل ما يشاءه الله في ثقة  وفي خضوع. أما الذي يعتمد على فكره، فإنه يفحص أعمال الله، بل ويصدر عليها أحكاماً!! ويقبل بعضها، ولا يقبل البعض الآخر! إنه يظن في نفسه أنه شئ. لذلك يقول الكتاب " لا تكونوا حكماء عند أنفسكم " ( رو 12 : 16 ) ويقول أيضاً " وعلى فهمك لا تعتمد " (أم 3 : 5). الإنسان المتواضع يقول: من أنا يا رب حتى أفحص أعمالك؟! " ما أبعد أحكامك عن الفحص، وطرقك عن الإستقصاء " (رو 11 : 33).

لا يجوز أن نضع مفاهيمنا مقياس نقيس به عمل الله.  إنما نتقبل ما يعمله بالإيمان، وليس بالفحص. ولا نخضع مشيئة الله لفهمنا البشري.  لأنه ما أعمق النقص في فهمنا.

متي العشار أطاع المشيئة الإلهية بمجرد كلمة. كان في مكان الجباية، وفي موضع مسئولية مالية. وبمجرد أن سمع من الرب كلمة (اتبعني)، حتى ترك كل شئ وتبعه (مت9:9) وكذلك باقي الرسل في دعوتهم تبعوا الرب وهم لا يعرفون ماذا يكون مستقبلهم معه، ولا ما هو نوع عملهم، أو مكان إقامتهم، أو وضعهم المالي، مثلما يفعل البعض، حينما يدعون للكهنوت. أما آباؤنا الرسل فقابلوا دعوة المسيح بروح عبارة " لتكن مشيئتك".

يمكن للإنسان أن يتدرب علي عبارة ( لتكن مشيئتك )، يبدأ مثلاً بإطاعة أوامر والديه، دون عصيان،  ودون تذمر، ودون مناقشة، بل بثقة، وبدون إبطاء. إن فعل هذا سيسهل عليه أن يطيع مشيئة الله، بكل إيمان .. ينفذ هذا أيضاً من جهة أوامر أب أعترافه، و أوامر رؤسائه بالعمل. فيتعود تنفيذ مشيئة غيره. الحياة الروحية تتركز كلها في عبارة ( لتكن مشيئتك ). أقبل مشيئة الرب، لكي تأخذ بركة هذا القبول، وتنمو في حياة التسليم. ولا تتكدر بسبب شئ، بل ليملك السلام علي قلبك ... وليس فقط تقبل مشيئته بالرضي، بل بالأكثر بالشكر والفرح. ونحن في حياة التسليم لمشيئة الله، نقول للرب مراراً كل يوم في صلاة الشكر "نشكرك علي كل حال و من أجل كل حال و في كل حال ". وأنت حينما تقول هذا، قله من قلبك، وليس بلسانك فقط.

إن الإنسان الضعيف في الإيمان، أي حادث يؤلمه، ويزعزع ثقته في الله، ويتذمر على الله، ويصعب عليه أن يقول في صلاته من قلبه: لتكن مشيئتك ... إن الكنيسة المملوءة بالإيمان، التي تعودت قبول مشيئة الله حتى إن مات أعز وأطيب ابن أو ابنة لها، تستقبل جثمانه في الكنيسة بصلاة الشكر ... إن حياة التسليم تمنح القلب السلام والهدوء

ولأن صلوات كثيرة ترتفع إليك لتنقذنا من مشيئات الناس. لتكن مشيئتك. أنت وحدك المدبر وصاحب الأمر والكل في يديك وتحت مشيئتك.

لتكن مشيئتك يا رب منفذة علي الأرض، كما هي منفذة من الملائكة وأرواح القديسين في السماء. ولتصبح هذه الأرض كأنها سماء، وسكانها كأنهم ملائكة، ولتصبح الحياة روحانية توافق مشيئة الله في السماء .. لها علي الأقل أربع صفات. منفذة بكل دقة، وبلا جدال، و بسرعة وبلا إبطاء، وعلي الدوام.

فهل أنت هكذا تفعل بالنسبة لوصايا الله. وهل تنفذها على الدوام بكل دقة .. أم تترك مشيئة الله حيناً .. وتنفذ مشيئتك الخاصة أو مشيئات الناس؟ وهل تنفذ أو تقبل مشيئة الله في إيمان وثقة .. كالملائكة .. أم تحتج وتتذمر .. أم تجادل، أم تؤجل؟ نذورك مثلاً وعشورك، هل تقدمها بلا إبطاء، أم تؤجل وتتأخر، ثم تساوي وتحاول أن تغير. والتوبة أيضاً، هل تنفذ مشيئة الله فيها بسرعة، أم تؤجل وتتراخى؟ وهكذا في باقي وسائط النعمة ... إن مشيئة الله منفذة بكل دقة ليس في السماء فقط .. إنما مشيئة الله منفذة علي الأرض أيضاً بكل دقة من الطبيعة " باستثناء الإنسان ".

عبارة " كما في السماء ، كذلك علي الأرض " يمكن تطبيقها  أيضاً على الطلبتين السابقتين. ويكون لها فيهما معني جميل. أي ليتقدس اسمك يا رب، كما هو مقدس في السماء، كذلك ليكن مقدساً على الأرض. وليأت ملكوتك على الأرض. كما هو في السماء أيضاً، فتملك على الأرض كما تملك في السماء تماماً، لتكن الأرض سماء أو كالسماء في تقديس اسمك ، وفي الخضوع لملكوتك، وفي تنفيذ مشيئتك .