الأب جون جبرائيل الدومنيكانيّ
لا توجد كرازة محايدة، فهي إما لتحريرك أو لاستعبادك. كثيرٌ من الوعّاظ يستخدمون العهد القديم وكأنهم يعلنون الحق، لكن في الحقيقة يتحوّلون لكتبة وفرّيسيين. السبب هو أنهم لا يرون الكلمات من خلال عيون المسيح. المسيح هو المفتاح لفهم العهدين القديم والجديد. مَن يستخدمون الكتاب المقدس من غير وضع يسوع المسيح مفتاحًا لفهم كلّ نص يحولون الكتاب إلى استعباد الناس تحت سلطة دينية قديمة.
الكرازة الحقيقية يجب أن تكون تحريرية، تُحرّر الناس من القيود. يسوع لم يهدد الناس بالنار والعقاب، ولم يقدّم لهم كلامًا معسولًا مخدِّرا ومسكّنات وقتيّة، بل كان يُقدّم لهم الخبر السار، ملكوت الله علي الأرض، المبني على المحبة والسلام والرحمة والمغفرة، والخلاص.
كلمة يسوع هي كلمة تحرير:
من المرض: "اذهب، إيمانك شفاك" (لوقا 7 : 50).
من الخطيئة: "اذهبي، مغفورة لك خطاياك" (لوقا 7: 48).
حتى مع الشاب الغني: "نظر إليه وأحبه" (مرقس 10 : 21). كان يسوع يُحرر الناس من أثقالهم وأعبائهم، ولم يفرض عليهم الأحكام.
يسوع لم يكن يهدد بالويل والعقاب، اللهم إلا عندما كان يتحدّث مع رجال الدين قائلاً: "ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون" (متّى 23 : 13). هؤلاء الذين أساءوا إلى الكلمة واستغلّوا السلطة لإبقائهم في مكانهم.
الأب جون جبرائيل الدومنيكانيّ