رشدى عوض دميان
وحتى لا يفزع أو يمتعض أي أحد
من كلمة "السبهللة"،
أرجو أن أؤكد على أنها
ليست كلمة عامية كما تبدو،
ولكنها كلمة فُصْحَى جاءت
في كل معاجم وقواميس اللغة العربية؟!
......................................
كلمة "السبهللة" كلمة مشتقة
من الاسم "السَبَهْلَل" وتعني "الفارغ"،
يقَالُ: "جاء الرجل سَبَهْلَلاً"
أى جاء بلا شيء معه،
كما تعني الرجل "النشيط والمرح والمهذار"،
أي الذي لا يلوي ولا يهتم بأي شيء،
ويقال بالعامية: "ده راجل سبهللي"،
أي هذا رجل غير جاد أو غير منضبط.
———————-
*** كلمة "الدبلوماسية"، ليست كلمة عربية،
ولكنها من الكلمة اللاتينية Diploma ،
التي تعني “وثيقة رسمية، أو ورقة مطوية"؟!
وكان من المُتعارف عليه أن تُرْسَل مع المبعوث
من دولة إلى دولة أخرى
لتقديمها كأوراق اعتماده،
ولذلك تكون "مطوية" أي "مُغْلَقَة"
حتى لا يراها أحد قبل تقديمها لرئيس الدولة
المبعوث لها، أو لمن ينوب عنه
في مراسم تقديم أوراق الاعتماد.
———————-
*** تاريخ استخدام مصطلح "الدبلوماسية":
يعود إلى القرنين الثالث عشر والرابع عشر
عندما ظهر نظام السفارات لأول مرة في إيطاليا،
وكانت هذه السفارات عبارة عن الأماكن
التي يقيم بها الأفراد الذين
يتجسسون خلسة على أمور الدولة
التي يذهبون إليها لمعرفة كل ما يتعلق بها
وإبلاغه بالتالي لحكوماتهم؟!
ولكن بعد ذلك بدأ نظام الدبلوماسيين،
أي الممثلين الدوليين للتفاوض
لحل أية مشكلات تحدث بين الدول وبعضها.
———————-
*** جديرٌ بالذِكْر أنه لا يوجد هناك أي رابطة لغوية في المعنى بين "السبهللة" و "الدبلوماسية".
ولكن واقع الحال على المستوى العام،
وبخاصة فيما هو يحدث هذه الأيام،
فإن المقصود منهما هو نفس النتيجة،
أو الكلام والأفعال التي "بدون جدوى"؟!
فإن "الدبلوماسية" قد أصبحت عبارة عن "سبهللة"، أى أنها لا تنفع ولا تفيد؟!
وكذلك فإن "السبهللة"
هى “دبلوماسية" الهروب من الواقع،
وبقاء جميع المشكلات على حالها بدون حل؟!
"أي أنها أيضاً لا تنفع ولا تفيد"؟!
———————————————————-
(*) جزء من كتاب بعنوان:
"يا قلبي لا تحزن":
" الفصل التاسع:
من هموم الوطن الذي كان"؟!
سوف يصدر قريباً.