✍️ { بقلم : أشرف ونيس } .
يا الله ؛ يامن تَملك ما لا يُملَك و تعرف مالا يُعرَف و تحكم ما نراه وما لا نبصره .
تتسابق الأيادي فى ارتفاعها إليك ، و تتسارع الأعناق فى ميلها ؛ تارة نحو سُكناك حيث السماء وما ارتفع عن مرمى قياسنا ، و أخرى صوب ما تحت أقدامنا ؛ حيث جئنا و تكونَّا و جُبلنا - تراب الأرض !
فهاهى حناجرنا و قد بُح صوتها ، و هاهى أصواتنا و قد تعرجت تردداتها ، بل وهاهى ترددات أصواتنا و قد جاز العطب و الخوار و الوهن أمواجها !
فلقد سئمت نفوسنا أحمر اللون ، و ضجرت أرواحنا ذراته ، وقت ركوضها و جريانها خروجا من الأبدان ، و كأنها أسيرٌ يبغى التخلص من قيوده ، التى لطالما تأطر و تحيز بين حدودها !
وأي دماء تلك التى تراها الأعين ، حين تمتد أيدي الإنسان على أخيه الإنسان قتلاً و نحرًا وإبادة ؟! و ماكانت الأرض سوى شاهد على فظائع تندى لها أجبنة بني آدم ، بل و عجماوات الأرض إن شعرت !
ألا ترى و تراقب ؟! ألا تكشف و تتبين ؟! ألا تحنو و ترفق ؟!
منذ متى وقد شرعت فخلقت فتركت خليقتك لتلاقي مآلها ، و تلقى حتفها ، بل و تتلقى مصيرها المشئوم !
وما بين : العشوائية و الفوضى ، الخوف و الرهبة ، الخوار و الضعف ، الانهيار و الموت ؛ هل لازلت تقبض حكمًا و تحكمًا على أطراف الأمور و تفاصيلها ؟ أم أن النهايات ستأتى تباعًا لما تعلنه و تقدمه لنا البدايات ! و إن كانت البدايات لنا هلاكًا فكيف ستتصور لنا النهايات ؟!
ليتك تشرق إلينا تفوهًا ، لتكسر صمت السماء ، و تخرس ضجيج الأرض ، فنبعث من بين قبور موتنا أحياء ، فنقوم و نحيا ، نصعد فنكون ....... و هكذا نتبرأ من الموت ، و إلى الأبد !