الأب رفيق جريش
تظهر على السطح من حين لآخر أصوات تعترض على المبالغ الكبيرة التى تنفق على تحديث السكك الحديدية وإدخال القطار السريع والمونوريل فى منظومة المواصلات الوطنية والتى تعمل على تقريب المسافات البعيدة، وذلك لصالح المواطن فى الدرجة الأولى والاقتصاد فى الدرجة الثانية، خاصة التى تصل إلى الموانئ وتنقل البضائع، وحجة هؤلاء أننا نستدين من أجل هذا الإصلاح، والحقيقة التى لا تقال وهى أن هذا التحديث متأخر فى أقل تقدير ثلاثون ـ لأربعين سنة ما عدا مترو الأنفاق فى القاهرة الذى بدأ إنشاؤه فى الثمانينات. ولننظر للبلاد حولنا والتى تمر أيضًا بنفس ظروفنا ماذا فعلت فى قطاع القطارات السريعة لتنمى اقتصادها وتصون فيها كرامة المواطن المسافر، وعلى سبيل المثال لا الحصر.

- الجزائر أنشأت القطار السريع على منوال الـ T G V الفرنسى ودخل جزئيًّا الخدمة وسرعته ٢٠٠ كم فى الساعة.

- خط إثيوبيا – جيبوتى افتتح هذا الخط السريع عام ٢٠١٨ سرعة القطار ١٢٠ كم فى الساعة.

- خط جنوب إفريقيا فى بريتوريا العاصمة الإدارية التنفيذية إلى مطارها الدولى يصل قطارها السريع إلى ١٦٠ كم فى الساعة.

- المغرب قطارها السريع الذى يُوصلُ مدينة طنجة – بمدينة الدار البيضاء هو أسرع قطار فى إفريقيا لتصل سرعته إلى ٣٢٠ كم فى الساعة وتم افتتاحه أيضًا عام ٢٠١٨.

مثل آخر أيضًا من دولة الإمارات، حيث أنهت مشروع القطار السريع الذى يربط إمارة دبى بإمارة أبوظبى فى ٥٧ دقيقة بدلًا من ساعتين، وإلى إمارة الفجيرة إلى ١٠٥ دقائق.

هذه الأمثلة للدول التى حولنا تحفزنا أن نتحرك وتشجع تحديث قطاراتنا ومواصلاتنا حتى المواصلات الداخلية من حافلات تشهد طفرة كبيرة يكون فيها الإنسان محترمًا ومحافظًا على كرامته بدلاً من خطر الشعبطة التى كنا ومازلنا نشاهدها.

نهنئ الحكومة وأنفسنا بمحطة الصعيد الجديدة (البدرشين) التى تنطلق من محافظة الجيزة كبديل لمحطة مصر، فى روعة التصميم، نتمناه أن يصل أيضًا دقة الإدارة وضبط المواعيد وتحديث المحطات الأخرى فى أسرع وقت لتكون المنظومة كاملة متكاملة.

فلا يجب أن نحط من عزيمة المسؤولين والعاملين بكلام غير مدروس، فالكل مسؤول فى تقدم بلادنا وكفانا تأخرًا، إذ نريد بكل الوسائل وبشتى الطرق الالتحاق بركب التقدم والازدهار وكفانا تخلفًا.
نقلا عن المصري اليوم