كتب - محرر الاقباط متحدون 
نعى الروائي مينا عادل جيد، انتقال الأب هنري بولاد اليسوعي، ونشر جيد عبر حسابه على فيسبوك، صورة تجمعه بالمتنيح وعلق عليها : 
 
منذ عدة أشهر في حوار صحفي لي في المصري اليوم وجدتني أتذكره في إجابة سؤال "وفي إحدى المرات استضافوا المفكر المسيحي هنري بولاد لمناقشة كتاب «الجنس ومعناه الإنساني» لكوستى بندلى ، فكانت أيضا نقلة في حياتي أن تتم مناقشة موضوع الكتاب دون خجل."
 
أول مرة أسمع عنه أو أراه في حياتي منذ أكثر من ١٣ سنة، كان في جزويت المنيا،  كنت حينها في بداية الجامعة  ملتحقا ببرنامج تأهيلي لمدة سنتين اسمه جيل المستقبل يتبع جزويت المنيا، قالوا لنا سيأتي لكم راهب اسمه هنري بولاد لإلقاء محاضرة بعنوان (الجنس ومعناه الإنساني)، عنوان مثير وخاصة في سن مبكرة ومحافظة منغلقة في الصعيد، وطائفة أكثر انغلاقا حتى من مجتمعها، كنا نتهامس ونتغامز بعنوان المحاضرة قبل بدئها، ونتلوع لسماع الكلام عن الجنس وفي نفس الوقت هناك حاجز أخلاقي داخلنا يجعلنا نتوجس من عنوانها وخاصة أنها ستكون بحضور زميلاتنا.
 
جاء لنا رجل عجوز بسيط المظهر يتحدث عربية شبه مكسرة وفور أن بدأ كلمته عن الجنس ومعناه الإنساني عرفنا كم نحن سذج، ما أبعدنا وأجهلنا؛ الجنس ذلك التابوه الذي كنا نتبادل أسراره بسرية وسخرية وذكورية وأوهام سينيمائية، يمكن التحدث فيه أمام الناس ودون خجل، وبشكل عميق، بل والأكثر إدهاشا أن الجنس صار على لسان الراهب العجوز له "معنى إنساني" .!
 
وداعا الأب هنري بولاد اليسوعي، الصورة من حوالي ٧ سنوات، بعد مجيئي للقاهرة وعملي بالتلفزيون، أثناء تسجيل حلقة تلفزيونة مع الاب هنري بولاد بدير الاباء اليسوعين بالفجالة، وذكرته حينها بالمحاضرة القديمة