كتب - محرر الاقباط متحدون 
قال البابا فرنسيس بابا الفاتيكان :"  أن الإنسان في العهد القديم عاش المرض موجهاً فكره باستمرار نحو الله: فتوكل عليه في لحظات البكاء، وتضرع إليه طالباً منه الشفاء، ولجأ إليه في أوقات المحن والتجارب. أما في العهد الجديد فجاء الابن الذي كشف عن محبة الآب، وعن رحمته ومغفرته وبحثه الدائم عن الإنسان الخاطئ والضائع والمجروح. 
 
 
مضيفا في كلمته الى أعضاء اللجنة الحبرية البيبلية :" وليس من قبيل الصدفة أن نشاط المسيح العلني طُبع باللقاء مع المرضى، إذ إن الشفاءات العجائبية كانت ميزة أساسية من خدمته. فقد شفى البرص والمقعدين، وشفى حماة بطرس، وخادم قائد المائة، حرر الممسوسين بأرواح شريرة، وشفى جميع المرضى الذين لجأوا إليه.
 
مضى البابا إلى القول إن رأفة المسيح حيال هؤلاء والشفاءات العديدة التي صنعها شكلت علامة على أن الله افتقد شعبه، وعلى أن ملكوت السماوات بات قريباً، وقد كشفت عن هويته الإلهية، وعن رسالته المسيحانية، ومحبته حيال الضعفاء وصولا إلى حد التماهي معهم، عندما قال "كنت مريضا فزرتموني". وقد بلغ هذا التماهي ذروته في الآلام إذ أصبح صليب المسيح علامة لتضامن الله معنا وفي الوقت نفسه لإمكانية أن نتحد معه في عمله الخلاصي. وبعد القيامة، عندما أوكل الرب إلى تلاميذه مهمة متابعة عمله، طلب منهم أن يشفوا المرضى، واضعين أيديهم عليهم ومباركين إياهم باسمه.
 
بعدها لفت البابا فرنسيس إلى أن الكتاب المقدس لا يقدم لنا جواباً ساذجاً ويوطوبياً على التساؤلات بشأن المرض والموت، ولا يقدم جواباً قَدَرياً، إذ إن الإنسان في الكتاب المقدس يُدعى إلى التعامل مع الألم كفسحة للقاء مع قرب ورأفة الله، الأب الطيب، الذي يعتني بخليقته الجريحة برحمة لا متناهية، كي يشفيها، يرفعها ويخلصها. وبهذه الطريقة يتحول الألم مع المسيح إلى محبة وتصبح نهاية الأشياء في هذا العالم رجاءً في القيامة والخلاص. فالنسبة للمسيحي إن المرض هو عطية الشركة التي من خلالها يجعله الله مشاركاً في ملء الخير بواسطة اختبار الضعف.
 
وأشار فرنسيس في هذا السياق إلى أنه في العالم الذي نعيش فيه يحدثنا الألم عن إمكانية أن نُحِب ونُحَب، وعن قدرتنا على إعطاء معنى للأمور الوجودية في ضوء المحبة، وعن استعدادنا لقبوله كفرصة للنمو والخلاص. كما أن المرض يعلمنا كيف نعيش التضامن الإنساني والمسيحي، بحسب نمط الله الذي هو قربٌ، ورأفة وحنان. وهذا ما يذكرنا به مثل السامري الصالح في الإنجيل.
 
 
في ختام كلمته عبر البابا عن امتنانه لضيوفه وشجعهم على متابعة عملهم خدمةً لكلمة الله من خلال البحث والتعليم، مذكراً بأنهم يلعبون دوراً هاماً في عملية انثقاف الإنجيل التي هي جزء لا يتجزأ من رسالة الكنيس، وأكد أن عملهم ينمو أكثر عندما يعرفون كيف يقبلون سر التجسد في حياتهم الإيمانية. وتمنى أن يأتي نشاطهم بالثمار المرجوة طالباً منهم أن يصلوا من أجله.