نادر شكرى 
انتهت شنودة'>الطفل شنودة'> أزمة شنودة'>الطفل شنودة لصالح الانسانية وكما قال قداسة البابا تواضروس الثانى فى عظته بالأمس انه انتصار الإنسانية ، وهى بالفعل قضية انسانية وليست دينية ، ساهمت فى اعادة طفل حرم من اسرته التى احتضنته ليعود لمنزله والدفء والحب ، ليبدأ الطفل حياة جديدة داخل منزل بعد عام عاش خلالها داخل أسوار مغلقة ، لا يرى شىء سوى يوم معتاد من الروتين والتعليمات والقيود .
 
لاشك أن اليوم الاول لشنودة بعد عودته ، سيتذكره الجميع ، هذا الطفل الذى الهب الرأى العام ،تعاطفا معه ، وجعل الجميع يشعرون بالسعادة والفرح ، وكأنه طفلهم ، والجميع يسرع لرؤيته والبعض يحمل له الهدايا حتى دون معرفة مسبقة باسرته ، فشنودة خلق حالة لقضية تحتاج لحل لنماذج أخرى مثله تبحث عن حل .
 
فوجود طفل فى دار ايواء ليس الحل الافضل ، فعندما شهدت " شنودة بالامس " فى اول ظهور له ظل لفترة طويلة صامت ، ينظر حوله وكأنه يرى لاول مرة اشخاص وعالم وواقع جديد غير معتاد عليه فى يومه المعتاد بدار الايواء ، فظل فى هذه الحالة لوقت طويل منذ السابعة صباحا وحتى السادسة مساءا ، لا يتحدث حتى بدأ يتخلى عن هذا الامر وينتفض من ظلمة ما عاشه بدار الايواء ، مع تواجد من يحبه حوله ، وهم يتحدثون معه ويحاولون جذبه الى عالمه القديم ، فبدأ الطفل يبتسم ويلهو ويتحضن أمه وابيه ، وينطق بكلماته المعتادة ، ويتحرر أكثر ليتحرك ويلعب ، ويمسك بتليفونه القديم الذى مازالت والدته تحتفظ به .
 
ويمسك هاتفه ويستعيد العابه القديمة ، ويشير الى والدته مدام امال الى لعبة معينة وهو يتذكر معها ، ذكريات قديمة عندما تم شراء الهاتف له ، ويبدأ يتحرر أكثر فيتحرك بمفرده  داخل الاماكن التى قام بزيارتها ويتحدث عن الاكل المفضل له ، وعن العابه ، وهو يقول " انا هبقى ظابط شرطه " ، وكما شاهدنا امس فى ظهوره معنا بقناتى " مى سات " وسى تى فى " وهو يمسك بالعابه ويتحرك فى الاستوديو ، ويقول بابتسامة الملائكة " أنا فرحان أوى " ، ثم يعود ليحتضن والدته ، التى كانت محملة بالتعب من عناء ايام طويلة تبحث عنه .
 
ويعود شنودة بعد يوم طويل لمنزله ، ليجد الدفء فى حضن أمه ، وفى مخده لينام وهو يشعر بالامان ويشعر انه سيجد من يصنع له يوم جديد ، ويحقق له احتياجاته التى سيطلبها ، وتشرق شمس جديده عليه داخل منزله فى حضن امه ووالده ، يتحدث معهم ويخرج معهم فى شوارع منطقته يمسك بهم ، وهو يعلم انه حر طليق فى عالم طفولته التى قيدت لمدة عام ، فما أجمل الحرية للاطفال وما أصعب ان يحبس طفل داخل جدران دون أن تكون له حرية ليفعل ما يشاء ، انها الطفولة يا سادة التى تحتاج من يراعها ويحميها ويقدم لها مناخ الابداع والنشاط ، لذا كانت قضيتنا انسانية لطفل عاد من جديد ليرى الشمس وتعود له ابتسامته ، فى حضرة والديه ، فكل الشكر لحكمة المسئولين والنيابة العامة وللقيادة السياسية ولكل من شارك فى حملة عودة لطفل لاسرته ورسم الابتسامه له ولاسرته ولكل محبيه .