محرر الأقباط متحدون
قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس في حديث اذاعي صباح هذا اليوم: الى اين نحن ذاهبون مع جرائم القتل المستمرة والمتواصلة حيث البارحة ارتكبت جريمتا قتل مروعتان في اللد لوحدها ومسلسل الجرائم مستمر ومتواصل.

وتابع: من الذي يتحمل مسؤولية ما يحدث ؟ ومن الذي يجب ان يقوم بدوره المأمول من اجل وضع حد لهذه الظاهرة المأساوية التي باتت ظاهرة مقلقة تمس السلم الاهلي وتجعل الناس يعيشون في حالة خوف وقلق وترقب لما سيحدث .اننا نعزي الاسر المكلومة بفقد ابنائها ونعرب عن شجبنا واستنكارنا لهذه الجرائم المروعة التي تتنافى مع اية قيمة انسانية او اخلاقية او حضارية .

وأكد أن الشرطة تتحمل قسطا وفيرا من المسؤولية ولكنني اعتقد بأن هنالك دورا يجب ان يقوم به ايضا رجال الدين والعلماء ورجال الفكر والثقافة والاعلام من اجل توعية ابناءنا وارشادهم وجعلهم ينبذون مظاهر العنف بكافة اشكالها والوانها .

وقال المطران عطا الله حنا ان ثقافة الانتقام والجنوح نحو العنف انما هي ظاهرة تتنافى وقيمنا الانسانية والاخلاقية فالانسان لم يخلق لكي يكون قاتلا ومجرما بل لكي يكون فاعلا للخير وخادما للمجتمع ومناديا بالمحبة والاخوة بين الانسان واخيه الانسان .

علموا ابناءكم ان ثقافة الانتقام والجنوح نحو العنف ليست حلا لاية مشكلة فالعنف يولد العنف والقتل يجلب القتل ومسلسل الجرائم المروعة التي نشهدها ونعيشها يجب ان يتوقف حقنا للدماء ووقفا لهذه المأساة التي باتت ظاهرة مؤلمة ومحزنة لدى كافة ابناء شعبنا . لا يمكننا ان نقبل بأية تبريرات لهذه الجرائم فمهما كانت الخلافات حادة لا يجوز اللجوء الى العنف بل هنالك رجال الاصلاح وهنالك اسلوب الحوار وكل مشكلة او خلاف كبيرا كان ام صغيرا يمكن ان يحل من خلال لغة الحوار والتفاهم وثقافة المحبة والاخوة الانسانية .

علموا ابناءكم بأن جرائم القتل ليست بطولة بل هي تعد على الارادة الالهية ومن يقتل انما يتطاول على الارادة الالهية فإلهنا الذي خلقنا هو سيد الحياة والموت وهو الذي يأتي بنا الى هذا العالم متى يشاء ويأخذنا متى يشاء . ما اقسى هذه المشاهد المروعة لهذه الجرائم التي تدمي قلوبنا .

وأختتم: نلتفت الى اهلنا في اللد والى كل البلدات والمدن التي تعاني من الاجرام والعنف بأننا نقف معكم ونؤازركم ونواسيكم في احزانكم وآلامكم ونسأل الله القادر على كل شيء ان يسبغ علينا بمراحمه وان يرشد الناس جميعا الى الخير وان يهدي اولئك الضالين الى الطريق القويم وان يرموا اسلحتهم وكافة الوسائل العنفية التي يستعملونها وبدلا من ان يكونوا اداة موت وترويع وتخويف للناس ان يكونوا اداة محبة واخوة ورحمة .