محرر الأقباط متحدون
بدأ الكاردينال كونراد كرايفسكي، المسؤول عن مكتب الكرسي الرسولي المعني بأعمال المحبة لصالح الفقراء باسم الحبر الأعظم، بدأ مهمة إنسانية جديدة إلى أوكرانيا في وقت يعاني فيه السكان من البرد وانقطاع التيار الكهربائي، فقد وصل يوم أمس الاثنين إلى ليوبولي ومنها يتوجه إلى زابوريزيا، وأوديسا وكييف ومناطق أخرى ليسلم السكان مساعدات من البابا فرنسيس.
 
وصل نيافته إلى ليوبولي إذا على متن شاحنة صغيرة تابعة لدرك دولة حاضرة الفاتيكان قادها بنفسه، وهي تحمل أربعين مولداً كهربائياً وعدداً كبيرا من السترات الدافئة تم جمعها خلال الأيام الماضية لمساعدة الأوكرانيين على مواجهة البرد القارس حيث تدنت الحرارة لتصل إلى خمس عشرة درجة دون الصفر. بهذه الطريقة ومع اقتراب الاحتفال بعيد الميلاد يسعى الكاردينال كرايفسكي، مرة جديدة، إلى التعبير عن محبة البابا وقربه من المواطنين الأوكرانيين، ضحايا الحرب.
 
بعد وصوله إلى ليوبولي يوم أمس الاثنين أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة هاتفية مع الكاردينال كرايفسكي الذي أوضح أنه كان متواجداً على الأراضي البولندية وبالتحديد في مدينة برزيميل الحدودية، حيث شاهد وصول شاحنتين كبيرتين محملتين بمولدات الكهرباء والسترات الدافئة، التي وُزعت على هيئة كاريتاس المحلية التي تسعى منذ تسعة أشهر إلى تلبية احتياجات النازحين الأوكرانيين، لاسيما النساء والأطفال، الذي فر معظمهم من منطقة دونباس.
 
هذا ثم روى نيافته أن عبور الحدود بين البلدين لم يكن سهلاً، إذ توجد أرتال من السيارات، ما يتطلب الانتظار لثماني أو خمس عشرة ساعة. وأضاف أن ما يزيد من صعوبة المهمة الثلج المتساقط باستمرار، ما أدى إلى انقطاع الطرق. وتحدث عن وجود رتل من الشاحنات على طول ثلاثين كيلومترا، والتي تحتل جزءاً كبيراً من الطريق. وأكد نيافته أنه بفضل جواز السفر الديبلوماسي ولوحة التسجيل الخاصة بدولة حاضرة الفاتيكان لم يدم انتظاره طويلاً، موضحا أن حرس الحدود تعاملوا معه بلطف، خصوصا بعد أن عرفوا أنه يحمل المساعدات الإنسانية إلى الأوكرانيين.
 
بعدها أكد المسؤول الفاتيكاني أن عامل الوقت مهم جداً في أوكرانيا، مشيرا إلى أن الوصول سريعاً إلى مناطق النزاع لمد السكان بمولدات الكهرباء والسترات الدافئة أمر يساهم في إنقاذ حياة العديد من الأشخاص، خصوصا وأن الناس يعانون من البرد وعدم توفر الكهرباء للإنارة والطهي، وهذا الأمر تحول إلى تحد يومي بالنسبة للسكان، خلال فصل الشتاء، بعد أن أدت الحرب إلى دمار جزء كبير من البنى التحتية. وقد أعلن الرئيس زيلينسكي بالأمس أن التيار الكهربائي بات مؤمنا اليوم بالنسبة لستة ملايين مواطن، بيد أن تلبية احتياجات الناس تحتاج إلى جهود عملاقة، وهذا ما يسعى إليه الفاتيكان، كما قال نيافته، من خلال عبور الحدود وإيصال المعونات إلى الأشخاص المحتاجين.
 
وأضاف نيافته أنه سينطلق من ليوبولي ليزور مناطق أخرى معبراً للسكان عن قرب البابا منهم، على الرغم من صعوبة هذه المهمة نظراً لتدني درجات الحرارة. وختم كرايفسكي مؤكدا أنه سينقل المساعدات في أسرع وقت ممكن، بعد وصول المزيد من الشاحنات إلى ليوبولي، موجها كلمة شكر إلى كل من شاركوا في هذه الحملة الإنسانية.