حكم عليه الزمن أن يقضى طفولته خلف القضبان، طفل لم يكمل السابعة عشر من عمره تحول في غمضه عين إلى قاتل، بعدما ساقه القدر إلى مصيره المحتوم، ليقدم على قتل زوج والدته أثناء محاولات مستميتة منه للدفاع عنها وتخليصها من بين براثينه أثناء قيامه بطرحها أرضا والاعتداء عليها بوحشية.
وكشف أمر الإحالة في القضية رقم 1891 لسنة2020 جنايات الطفل، أن النيابة العامة تتهم المدعو «محمد. م» 17 سنة، عاطل ومقيم بشارع طومان باى، الزيتون، بأنه في يوم 12 أكتوبر الماضى، قتل المجنى عليه «أحمد على كامل»، زوج والدته، من غير سبق إصرار أو ترصد، بأنه على إثر مشادة كلامية تطورت إلى مشاجرة بين المجنى عليه ووالدة المتهم استل سلاحا أبيض وسدد له عدة طعنات قاصدا من ذلك قتله فأحدث ما به من إصابات والموصوفة بتقرير الصفة التشريحية المرفق بالأوراق والتى أودت بحياته على النحو المبين بالتحقيقات.
وقالت والدة المتهم خلال تحقيقات النيابة العامة أنها كانت بصحبة نجلها في هيئة التأمين الاجتماعي في مصر الجديدة لإنهاء بعض الإجراءات، ولكنها فقدت إحدى الأوارق فاتصلت بزوجها وأخبرها بالرجوع للمنزل لتبحث عنها، مشيرة إلى أنها فور رجعوها للمنزل جلست على الكنبة، وعقب ذلك شاهدت زوجها خارجا من الحمام وقام بضربها وسبها، وتدخل أولادها لتخليصها منه.
وتابعت «أنا أول ما عرفت أسلك نفسى طلعت أجرى على باب الشقة وخرجت قدام الباب وفضلت أصوت ولقيت زوجى أحمد طالع ورايا وكان ماسك ساطور وضربنى وشتمنى، ووقعت على الأرض وأغمى عليا، وجارتى رشت على وشى مايه عشان تفوقنى، وببص على شمالى لاقيت زوجى ومحمد ابنى في تشابك بينهما وبعدين لاقيت زوجى وقع على جانبه وجريت عليه وفضلت أصوت وكان مصابا، وابنى محمد هرب، وبعد كده الشرطة قبضت عليه في الشقة اللى في الدور اللى تحت.
بداية الواقعة بورود بلاغ لقسم شرطة الزيتون من الأهالى بشارع طومان باى، بوجود مصاب بالعقار رقم 20 دائرة القسم، وبالانتقال تلاحظ وجود شخص ملقى على الأرض بالطرقة أمام السلم بالطابق الـ13 وغارقًا في الدماء، وبالفحص تبين أن الجثة مسطحة على ظهرها لذكر في منتصف العقد الخامس من العمر، يرتدى بنطال رياضى وتيشرت داخلى أسود اللون، وبمناظرة الجثمان تبين وجود جرح بمنطقة الصدر من الناحية اليسري، وكذا عدد 3 جروح متفرقة بأعلى الذراع اليسرى كما تبين وجود الكثير من الدماء أسفل جثمان المجنى عليه.
وبمناقشة زوجة المتوفى وتدعى «هاله.ج»، 42 سنة، ربة منزل ومقيمة بمحل البلاغ، أفادت بنشوب مشاجرة بينها وبين زوجها إثر خلافات سابقة بينهما، وتبين أن المتوفى يدعى «أحمد على»، 55 سنة، مقاول ومقيم بذات العقار، وأن نجلها المدعو «محمد.م»، 17 سنة، عند رؤيته لزوجها يعتدى عليها بالضرب قام بإحضار سكين صغير من المطبخ وطعنه بالصدر وكذا أحدث إصابته ما أدى إلى وفاته.
وبسؤالها عن نجلها أفادت بأنه أخذ السكين وهرب بها عقب وفاة زوجها، وبإجراء التحريات تبين أن المتهم لم يقم بمغادرة العقار محل الواقعة وبفحص الشقق المهجورة تحت الإنشاء بالعقار أمكن ضبطه حال اختبائه داخل شقة بالدور الـ12 وأرشد عن مكان السلاح المستخدم وعثر عليه داخل ماسورة صرف صحى بذات الشقة محل الضبط.
ومن جانبه قال عبدالرازق مصطفى، المحامى والباحث القانونى وعضو بالائتلاف المصرى لحقوق الطفل، وعضو الدفاع عن المتهم، أن المتهم في حالة الدفاع الشرعى عن النفس بموجب القانون المصرى في المواد من ٢٤٥ إلى ٢٥١ والتى تعطى حقا وتبيح للشخص استخدام القوة اللازمة لدرء خطر الحال الذى يهدد النفس أو المال بنحو قد يستحيل معه لجوء الشخص إلى السلطات العامة لطلب حمايته من هذا الخطر.
وتابع «مصطفى»، من الهام أن نشير في هذه القضايا التى تتسم بالعنف الأسرى وتجعل من هذه اللحظة العابرة في حياة الطفل متهم في جريمة قتل، لأنه يدافع عن أمه لدرء خطر واقع من زوجها الذى كان يهدد حياته من خلال سلاح أبيض «ساطور»، فإن تعرض الأطفال في مصر للعنف الأسرى يتسبب في تأثير سلبى كبير على جميع المستويات النفسى والاجتماعي والتعليمى.
جعلونى مجرما.. طفل يقتل زوج أمه دفاعا عنها فى الزيتون جعلونى مجرما.. طفل يقتل زوج أمه دفاعا عنها فى الزيتون جعلونى مجرما.. طفل يقتل زوج أمه دفاعا عنها فى الزيتون