بقلم: جون ألفي
علمت من احد الآباء المسيحيين لماذا يتم وشم يميننا بعلامة الصليب اثناء طفولتنا ، ان المسيحيين في عصور الاضطهاد من الرومان كانوا في سبيل إيمانهم بمسيحيتهم كانوا يقتلون بحد السيف بعد عذابات رهيبة ، فإذا مات الاب والأم وظل طفلهم حي كانت إشارة الصليب ملتصقة بيمينه دليلا علي مسيحيته اذا كان لا يستطيع الكلام، فيموت لهذه الاشارة او يعيش متأكدا انه مسيحي. 
 
المسيحيون في مصر احد ضحايا ثقافة الخوف الان ، لقد ذكرت القصة السابقة لتوضيح حالة الايمان والشجاعة الفريدة التي كان عليها أسلافنا في عصور كان يقتل فيها اي مسيحي، في الوقت الذي هالني كم القلق والخوف والهلع من حكم ديني منتظر في مصر ، وعلو أسهم تيار الاسلام السياسي في أوساط ودوائر الحكم بعد الثورة . 
 
صور وآيات وصلاة والتماس وتضرع الي الله من جموع أصدقائي المسيحيين علي مواقع التواصل الاجتماعي من نوعية " يستجيب لك الرب وقت الشده ، والمسيح لم يعط صوته الانتخابي بعد ، ومصر للمسيح ، ويارب انقذنا " ، وهذا يحدث تزامنا مع مكالمه لاحد صديقاتي التي تعمل بمكتب سفريات التي اكدت لي ان اسر مسيحية تغادر خارج البلاد ولا تعود ، وأؤكد ان هذا يحدث بالفعل وليس تضخيم للأمور ، وهنا لي وقفه .... 
 
حالة الخوف من المستقبل مسيطرة علي معظم المصريين عامة وكل المسيحيين تقريبا خاصة ، وهنا آري الخوف يجد له مكان في قلوب المسيحيين ممزوجا بسلبية قبول انهم الطرف الضعيف المسالم في اللعبة السياسية في مصر ، لم آري المسيحيين يقوموا بمظاهرات اللا داخل الكاتدرائية قبل الثورة ، ولم يخرجوا للشارع المصري اللا بعدها ما اعتبرته بادرة خير للشعب المسيحي لان يعتبروا أنفسهم مواطنين في دولة لم تعطهم هذا الحق وصنفتهم ( مسيحي ، مسلم ) في البطاقة الشخصية ، ولكن غاب عنهم ان المواطنة حتي تنتزعوها ممن تخافوا منهم لن تنالوها وانتم تكتفوا بالصلاة والتضرع ، وهنا تظهر اهمية العمل السياسي من خلال الانخراط في الاحزاب التي تعتبر الوسيلة الشرعية لإعلاء المطالب و إثبات الوجود في الساحه السياسية ، فهل يعقل ان يعتبر المسيحيين كل من يظهر في برنامج تليفزيوني او لقاء سياسي مطالبا بحقوقهم وحل مشاكلهم بطلا شعبيا لهم ؟؟ وأين كل واحد منكم من هذه المشاكل ودوره في إظهارها ومواجهتها مهما كانت العواقب ؟؟ 
 
تخشون الاخوان المسلمين والسلفيين ؟؟ فيجب ان تسألوا أنفسكم لم فاز الاخوان بمواقع السلطه بعد الثورة ؟؟ 
شخصيا أعارض الاخوان علي طول الطريق ولا اعتبرهم فصيل وطني يبحث عن مصلحة البلاد ، ولكن أغار منهم في الايمان الممزوج بالعمل ، في الإصرار علي إثبات الوجود ، في تقديسهم للتنظيم والتحضير والترتيب ، في قيامهم علي قلب رجل - واحد - لنصرة فكرتهم ووضعهم ، كل هذا الذي وصل بهم من سجون ومعتقلات مصر الي رئاستها ، وفي المقابل اسجل أمامكم مدي الصعوبات التي قابلتها ومازالت اقابلها لحث الشباب المسيحي للدخول في الحياة السياسية من أبواب الاحزاب المدنية وما اكثرها - وما أضعفها - ولكن وان كانت ضعيفة يكفي انني حاولت وعبرت وأثبتت موقفي . 
 
كًَذِب من قال ان المسيحيون وصلوا بالفريق / احمد شفيق لجولة الإعادة ، فاصواتهم تفتت علي ثلاث ( صباحي - موسي - شفيق ) مع حفظ الألقاب ، ولكن في الإعادة ظهر خوف شديد وصلوات مكثفة لفوز شفيق المرشح ذو الخلفية العسكرية، وانا مع المسيحيين تماماً في خوفهم من الحكم الديني حال معظم سكان مصر ، ولكن التغني بشفيق كان مبالغ فيه ، وهنا اسأل .. 
 
من كان في موقف المتفرج وقت حرق كنيسة صول ؟؟ 
ومن دهس أبنائنا واخواننا في ماسبيرو ؟؟ 
ومن تهاون في حرق كنيسة امبابة ؟؟ 
ومن حدث في عهده كل الحوادث الطائفية الشهيرة بدءاً بالزاوية الحمراء حتي كنيسة القديسين ؟؟ 
انه الحاكم ذو الخلفية العسكرية ،، 
 
ولم لا يكون للكنيسة رأيها السياسي صراحة بدلا من نفي دعم فلان وعلان ، فالكنيسة بكل الأحوال توجه أبنائها بطريقة او بأخري ، وتخرج لتنتقد تصرفات الاخوان في التوجيه الانتخابي ، واللا فانه الطرف الثالث الذي ظل يرسل لوالدتي وأصدقائها رسائل أسبوعية بآيات من الإنجيل ووقت الانتخابات نفس رقم المحمول يرسل نصيحة لانتخاب شفيق لأنة مدني !! 
وهنا كيف اقف خلف الكاهن لأصلي وهو يوجه لانتخاب شفيق ويصلي صلاة الرئيس في القداس لمرسي ؟؟؟؟؟ 
اذا فلتعلن الكنيسة رأيها مع الاحتفاظ بحقها في التعامل والاحترام مع الرئيس القادم أيا كان ، او تصمت افضل ... 
أعزائي المسيحيين .. ساعدوا أنفسكم ولا تنتظروا مساعدة احد
أعزائي المسيحيين ،، الصلاة وحدها لا تكفي