بقلم: جون ألفي
 
قامت ثورتنا .. وأتت معها رياح التغيير علي مختلف أركان الحياة في مصر، فذهب نظام مستبد لا يسمع إلا نفسه، وذهب القمع السياسي والفكري والاجتماعي والامني، وذهبت غيوم وأوجاع ثلاثون عامًا. 
 
إلا أن أهم ما أتت به الثورة الكريمة بعد الحرية والكرامة والعيش الذي لم نراه للآن، إفرازات جديدة كالتعددية الحزبية والسلطة للميدان -أي للشعب- ومن وسط كل هذا وذاك ظهر الاخوان المسلمون وحزبهم السياسي الحرية والعدالة، بداية من المشهد الاخير لحكم "مبارك" والمفاوضات مع "عمر سليمان" وأخيرًا - وليس آخراً - تولي الدكتور "محمد مرسي" رئاسة الجمهورية الجديدة.
 
ولكن في وسط عاصفة التطمينات التي هبت علينا عقب إعلان "مرسي" رئيساً يجب ألا نغفل هنا المخاوف التي آثرت أن أطرحها الآن قبل أن ندخل في غمار دولة "مرسي" .
 
لا آري بأي حال أن الاخوان المسلمون لا يعملوا إلا لمصلحتهم أولاً وأخيرًا، بداية باستفتاء مارس الذي حولوه لجهاد ضد الكفار لتأييد التعديلات - التي اعترضوا عليها لاحقًا- وما كان هذا إلا إرضاء للمجلس العسكري وقت تلاقي المصالح ، فالعسكري لم يجد تنظيمًا سياسيًا جاهزًا بعد الثورة أكثر من الاخوان ليرسم معه شكل الحياة السياسية في مصر الثورة. 
 
وبعد الاستفتاء المهزلة أمتعونا الاخوان بانتخابات برلمانية بإصرار منهم علي توقيتها بمجموعة مخالفات انتخابية كانت كفيلة باستبعاد كل مرشحيهم، وأعود لأذكر وعدهم - القاطع- أنهم لن ينافسوا علي أكثر من ثلث المقاعد، ولكن جنون السلطه المحرومين منها جعلهم يتراجعوا عن وعدهم وينافسوا علي جميع المقاعد، وترك السادة النواب في البرلمان ذو الأغلبية الإسلامية الشعب المصري في طوابير الوقود وأنابيب الغاز ورغيف الخبز وتفننوا في مغالاة دينية – بديعه -  وتخلوا عن ميدان التحرير علي ان الشرعية للبرلمان وتركوا شهداء محمد محمود وماسبيرو وبورسعيد ومجلس الوزراء تحت غطاء إرضاء العسكري- وهم الان يدعوا انهم ممثلي الثورة- وانتهوا بتأييد الجنزوري كفصل أخير في رواية زواج العسكري والإخوان.
 
أتذكر ما فعله الاخوان المسلمون وقت الاحتفال بعيد الثورة الاول وغليان الثوار والشعب من العسكري وقتها بسبب شهداء الحوادث التي ذكرتها وكان آخرها فض اعتصام التحرير وسحل البنات ، ونزل للميدان مئات الآلاف منددين بهتاف يسقط حكم العسكر الشهير ، فقام الاخوان بتعليق البلالين وتشغيل الأغاني ورفع صوت القران ليغطي علي صوت الثوار " فعلا هم ممثلي الثوره" .
 
استحواذ هزلي علي تأسيسية الدستور الأولي للحرية والعداله ، وآخر ملتوي في التأسيسية الثانية علي هيئة تيار إسلامي ضاربين عرض الحائط بكل المناشدات والمطالبات بالمشاركة ولكن لا صوت يعلو علي صوت مصلحتهم اولا
 
وعد أكيد بعدم الدفع بمرشح رئاسي، ولكن كيف ونهم السلطة لا يترك مخيلتهم للحظه ؟؟ فدفعوا باثنين وهنا أتساءل ماذا اذا لم يستبعد الشاطر فكيف كان وضع رئيسنا حاليا ؟؟ انه السمع والطاعه العمياء لرجل واحد فقط ، فان كان الاخوان حريصون علي مصلحة الوطن لدفعوا بالرجل الذين يروه الأنسب لقيادة مصر ولكنهم حرصا علي الوصول لكرسي الرئاسة دفعوا باثنين لضمان مصلحتهم في حكم مصر
 
الاخوان هم اكثر تيار سياسي - لا دعوة فلا أراهم دعاه واللا دعاة للكذب والتضليل- استقبلوا السياسيين الأمريكان ولو فعل غيرهم لرفعت عليهم سيوف التخوين والعمالة اما هم فلا لا لا 
 
والإخوان اكثر من باع الثورة لتحقيق المصلحة الخاصة بهم سياسيا للوصول للحكم ، والآن بعد ان اكتشفوا ان الميدان السبيل الوحيد لكرسي الحكم اختفي شعار " الاسلام هو الحل " و-حل - مكانه مرشح "الثورة"،، انتهازيه سياسيه لأبعد الحدود 
 
من قام بالإنفاق علي حملة الرئيس مرسي ؟؟ 
 
ما فحوي لقاء مدير المخابرات العسكرية القطرية الغير معلنه لهم ؟؟ 
 
ما مدي التنسيق والتفاهم بينهم وبين الولايات المتحدة ؟؟ 
 
ما طبيعة العلاقة المنتظرة مع ايران وحماس وحزب الله ؟؟ 
 
ما المعني السياسي من وراء صلاة مرسي للجمعة الماضية قبل اعلان النتيجة بمسجد عمرو بن العاص الفاتح الاول لمصر ؟؟ 
 
ما مدي اتفاقهم مع السلفيين لتطبيق المشروع الاسلامي في مصر ؟؟ 
 
كلها اسئله لن تجد اجابتها وخاصة الان لان الاخوان علي رأس حكم مصر
 
وارجوكم لا تحاولوا إقناع أنفسكم ان الاخوان فعلوا كل ما فعلوا حتي عندما يصلوا للحكم عن طريق مرسي يتركوه لكل المصريين بكل وداعه وبراءة وإنكار للذات 
 
أين كانت هذه الفدائية من الاول ؟؟ 
 
كان يجب ان اطرح كل هذه المخاوف وان القي الرد المقنع عليها حتي تتبدد غيوم وضبابية أفعالهم بشفافية لم نهعدها حتي كتابة هو السطور 
 
الاخوان المسلمون ،،، مبروك