ليلة حب بكى فيها نجوم الأوبرا، وبرزت خلالها مشاعر تفيض بالحنين للراحل حسن كامى، أحد أيقونات الأوبرا والدراما، والتي نظمتها دار الأوبرا المصرية لتؤكد العرفان بإنجازات مبدع خلوق ساهم بأعماله فى تشكيل مشاعر وتوجهات جيل من الفنانين، كما جسدت قيم الإخلاص والوفاء وعبر خلالها عمالقة الموسيقى عن معاني سامية تجاه فنان عظيم.
تلك الليلة التي شاركت فيها الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم، بالعزف على آلة الفلوت بمتتاليه للفلوت والاوركسترا أعدها محمد سعد باشا بقيادة الدكتور مجدي بغدادي في مشهد يؤكد رسالة الفنان بأنه الباقي خالدا بأعماله حتى إذا رحل بجسده بعدها عزف الدكتور حسن شرارة من مؤلفات والدة الموسيقار عطية شرارة كونشرتو الفيولينه، ثم اكتمل المشهد الموسيقي بعازف البيانو العالمي رمزى يسى الذي أبدع في موسيقي نوكتور لشوبان وكامبانيلا لباجانينى.
وكان من أبرز المشاهد عندما أجهشت السوبرانو إيمان مصطفى أثناء غنائها تأثراً بذكرى الراحل حيث قالت إنه قدر لها أن تلتقى بالفنان حسن كامي ليكون أحد الأسباب القوية فى تحقيق أحلام الشباب باعتباره أول من اكتشف قدرات صوتها، كما ساندها لاستكمال مسيرتها الفنية ودعمها بخبراته الطويلة لتنمو علاقة صداقة قوية حملت العديد من المعانى السامية.
وتألق نجوم فرقة أوبرا القاهرة بمصاحبة اوركسترا الأوبرا بقيادة المايسترو الإيطالي ديفيد كريشينزي في رثاء الأب الروحي لهم في مجموعة من أغاني أشهر الأوبرات العالمية، منها (كارمن، ماكبث، توراندوت، روسالكا، مدام بتر فلاى، لوتشيا دى لامرمور، شمشون ودليلة، الحفل التنكرى، لابوهيم)، إلى جانب مشهد النصر من أوبرا عايدة أداها ببراعه (تحية شمس الدين، ومنى رفلة، ورشا طلعت، والميتزوسوبرانو جولى فيظى، والتينور وليد كريم، والباريتون مصطفى محمد والباص رضا الوكيل).
شارك أيضا فى الاحتفالية كضيوف شرف العازفون هشام جلال (بيانو)، شريف عليان (كونترباص)، حازم عبد القادر (درامز)، إلى جانب فرق باليه أوبرا القاهرة، الرقص المسرحى الحديث، كورال اوبرا القاهرة وإخرجها هشام الطلى، وتخلل الفقرات مادة فيلمية عن الراحل حسن كامى روى خلالها بعض ذكرياته الفنية وصاحبها مشاهد من أشهر أعماله الدرامية، كما أقيم على هامش الاحتفالية معرضا ضم عدد من الصور الفوتوغرافية الفنية والشخصية للراحل حسن كامي إلى جانب ملابس شخصية راداميس في أوبرا عايدة التى برع فى أدائها وبعض الأوسمة التذكارية الحاصل عليها.
من جانبها قالت عبد الدايم، إن الاحتفالية تأتى تكريماً لاسم الراحل القدير الذى تعتز به كصديق ومعلم نقل لها الكثير من الخبرات الحياتية والفنية التى دعمتها فى اجتياز العديد من التحديات والتغلب عليها، مشيرة إلى أن الفنون المصرية فقدت أيقونة توهجت فى سماء الإبداع.
وقال رئيس الأوبرا، إن الراحل ترك بصمة مميزة فى عالم الأوبرا والدراما، مؤكدا أنه كان الأب الروحى لجميع أبناء الأوبرا، ومثالاً فنياً وإنسانياً اثر فى جيل كامل منهم ولم يدخر جهداً فى تقديم يد العون لمن يطلبها.
حضر الاحتفال وزير الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، ووزيرة التضامن الاجتماعى، وعدد من قيادات وزارة الثقافة والشخصيات العامة وعائلته وزملائه وتلاميذه.