بقلم: د. وجيه رؤوف

كل واحد فيهم أحمد
كل واحد واقف في التحرير أحمد
كل بنت واقفة في التحرير أحمد
كلهم كده مع بعض أحمد
طالما لسه فيه شباب واقفة في التحرير يبقى دم ابني ما رحش هدر .

هذه هي كلمات أم أحمد أحد شهداء مذبحة مجلس الوزراء،
كلمات تملؤها الدموع والشجن والأمل في عدم ضياع حق ابنها الشهيد،
تلك الكلمات سمعتها وشاهدتها على كليب باسم (المجد للشهداء) من إنتاج حركة مصريين،
والحقيقة مارأيته في هذا الفيديو حرك قلبي وعقلي معًا في كلمات هذه السيدة المكلومة في ابنها الشهيد،
فهذه السيدة لم تسترسل في رص آيات دينية أو خصخصة شباب مصر لصالح جنس معين أو طائفة معينة أو عقيدة معينة، فقد قالت :
كل واحد في التحرير أحمد
كل بنت في التحرير أحمد
كلهم أحمد
لقد صاغت تلك السيدة المحترمة معالم المواطنة والعدالة والمساواة في أروع صورها، فهي لم تقل :
كل مسلم في التحرير أحمد
أو
كل سني في التحرير أحمد
أو
كل رجل في التحرير أحمد
ففي لحظة واحدة صاغت تلك السيدة معاني المساواة بين الجميع، فلا فرق بين رجل وامرأة أو بين مسلم ومسيحي، فكلهم في النضال واحد وفي الهم واحد،
ما أروع تلك السيدة وما أجمل روحها، فقد صاغت بكلماتها رثاءً لمذبحة موقعة الجمل، وموقعة ماسبيرو، ومحمد محمود، ومجلس الوزراء، صياغة محكمة، وفي رثائها لابنها المفقود قدمت رثائها لجميع شهداء الثورة من 25 يناير إلى الآن،


الحقيقة في نهاية الكليب استعرضت الشاشة أسامي الشهداء ولم أكن أعرف اسم ابنها الكامل، فأردت أن أعرفه ثلاثيًا فتصفحت الأسماء لأجد أسامي الشهداء بالمئات، فهناك العشرات يبدأ اسمهم بـ"أحمد"، فكيف لي أن أعرفه وسطهم، وكذلك هناك الكثير من الشهداء يبدأ اسمهم بـ"مينا"، وبذلك لم أصل لنتيجة من معرفة الاسم بالكامل، وهنا رن في أسماعي صوت أم الشهيد يعبث في أذني :
عن ماذا تبحث؟؟ كلهم أحمد.