الأقباط متحدون - 13 رسالة للسيسي بالقمة العربية.. المنطقة تواجه أخطر أزمة في تاريخها وتحديات غير مسبوقة.. لا بد من تنسيق عربي لإنقاذ الوضع
  • ٠٠:٤٧
  • الأحد , ١٥ ابريل ٢٠١٨
English version

13 رسالة للسيسي بالقمة العربية.. المنطقة تواجه أخطر أزمة في تاريخها وتحديات غير مسبوقة.. لا بد من تنسيق عربي لإنقاذ الوضع

٣١: ٠٤ م +02:00 EET

الأحد ١٥ ابريل ٢٠١٨

السيسي_صوره من القاء
السيسي_صوره من القاء
 كتبت – أماني موسى
 
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي أن منطقتنا العربية تواجه تحديات غير مسبوقة، مشيرًا إلى ضرورة تكاتف الدول العربية جميعًا لمواجهة الإرهاب، مؤكدًا أن الإرهابي ليس فقط من يحمل السلاح، بل من يمول ويوفر الملاذات الآمنة ومن يدرب ومن يوفر الغطاء السياسي والأيدلوجي، متحدثًا عن العديد من النقاط.. نورد أبرز النقاط التي ارتكزت عليها كلمة الرئيس السيسي خلال القمة العربية الـ 29 المنعقدة بالسعودية.
 
مصر لن تدخر جهدًا لدعم الدول العربية الشقيقة
افتتح الرئيس كلمته بتوجيه التحية للحضور، قائلاً" أود بداية أن أُعرب عن سعادتى لوجودى معكم اليوم، موجهًا الشكر والتقدير، للملك عبد الله الثاني بن الحسين، عاهل المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، لما بذله من جهد دؤوب، خلال ترؤسه لأعمال الدورة الماضية للقمة العربية، مضيفًا: وإنني على ثقة في أن حكمة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، سوف تمنح زخمًا كبيرًا لآليات العمل العربي المشترك.
 
وأكد السيسي أن مصر لن تألو جهدًا في سبيل دعم رئاسة القمة والدول الشقيقة، وكذا جهود الأمين العام لجامعة الدول العربية، بهدف تحقيق المصالح العربية.
 
 
تحديات غير مسبوقة يواجهها العالم العربي 
أضاف الرئيس، يأتي اجتماعنا اليوم، والأمن القومي العربي يواجه تحديات غير مسبوقة.. فهناك دول عربية تواجه لأول مرة منذ تاريخ تأسيسها، تهديدًا وجوديًا حقيقيًا، ومحاولات ممنهجة لإسقاط مؤسسة الدولة الوطنية، لصالح كيانات طائفية وتنظيمات إرهابية، يمثل مشروعها السياسي ارتداداً حضارياً كاملاً، عن كل ما أنجزته الدول العربية منذ مرحلة التحرر الوطني، وعداءً شاملاً، لكل القيم الإنسانية المشتركة، التي بشرت بها جميع الأديان والرسالات السماوية.
 
إشارة إلى الجيش التركي وتواجده على الأراضي السورية في اختلال واضح وصريح
أوضح الرئيس أن هناك دول إقليمية، تهدر حقوق الجوار، وتعمل بدأب على إنشاء مناطق نفوذ داخل الدول العربية، وعلى حساب مؤسسات الدولة الوطنية بها.. إننا نجتمع اليوم، وجيش إحدى الدول الإقليمية متواجد على أرض دولتين عربيتين، في حالة احتلال صريح لأراضي دولتين عربيتين شقيقتين.. وهناك اجتماعات تجري لتقرير مصير التسوية، وإنهاء الحرب الأهلية الشرسة، التي أزهقت أرواح ما يزيد عن نصف مليون سوري، بدون مشاركة لأي طرف عربي، وكأن مصير الشعب السوري ومستقبله، بات رهنًا بلعبة الأمم، وتوازنات القوى الإقليمية والدولية.
 
دولاً عربية تتآمر مع أطراف إقليمية ضد دول المنطقة
وأضاف، للأسف الشديد، فإن الصراحة تقتضي القول، بأن هناك مِنَ الأشقاء مَن تورط في التآمر مع هذه الأطراف الإقليمية، وفي دعم وتمويل التنظيمات الطائفية والإرهابية.
 
القضية الفلسطينية جرح نازف
وهناك أيضًا الجرح الفلسطيني النازف، وشهداء فلسطين الذين يسقطون كل يوم... قضية العرب المركزية التي توشك على الضياع، بين قرارات دولية غير مفعلة، وصراع الأشقاء أصحاب القضية، الذي يستنزف قواهم ومواردهم الضئيلة، ويفتح الباب أمام مَن يريد تكريس واقع الاحتلال والانقسام كأمر واقع، ويسعى لإنهاء حلم الشعب الفلسطيني الشقيق في الحرية والدولة المستقلة.
 
 بلادنا العربية تواجه أخطر أزمة في تاريخها ولا بد من تنسيق عربي لإنقاذ الوضع
لهذا، فإنني لا أبالغ، إن قلت أنّ بلادنا ومنطقتنا تواجه أخطر أزمة، منذ استقلالها وانتهاء حقبة التحرر الوطني... وعلينا جميعاً تقع مسئولية كبرى في وقف هذا التردي في الأوضاع العربية، واستعادة الحد الأدنى من التنسيق المطلوب لإنقاذ الوضع العربي، والوقوف بحزم أمام واحدة من أخطر الهجمات التي عرفتها الدولة الوطنية في المنطقة منذ تأسيسها.
 
 وشدد السيسي، إننا بحاجة اليوم إلى استراتيجية شاملة للأمن القومي العربي، لمواجهة التهديدات الوجودية التي تواجهها الدولة الوطنية في المنطقة العربية، وإعادة تأسيس العلاقة مع دول الجوار العربي على قواعد واضحة، جوهرها احترام استقلال وسيادة وعروبة الدول العربية، والامتناع تمامًا عن أي تدخل في الشأن الداخلي للدول العربية، مشيرًا إلى المبادرات التي طرحتها مصر في السابق في هذا الشأن.
 
وإنني على ثقة من أنه بالإمكان التوصل لهذه الاستراتيجية الشاملة، إذا توافرت الإرادة السياسية الجماعية، وصَدَقَ العزم على التعاون لاستعادة زمام المبادرة، بشكل يُفضي إلى وقف الانتهاك المتكرر لسيادة واستقلال بلادٍ عزيزة من دول أمتنا العربية.
 
فلسطين قضية الحق في مواجهة القوة
لابد من أن نبدأ بفلسطين.. إن ما قدمه ويقدمه الشعب الفلسطيني من تضحيات على مدار عقود، تضع الضمير الإنساني كله على المحك.. إن قضية نضال الشعب الفلسطيني ليست قضية العرب وحدهم، ولكنها قضية الحق في مواجهة القوة.
 
خيار السلام هو الخيار الاستراتيجي الوحيد
ولازال العرب متمسكين بخيار السلام خياراً استراتيجياً وحيداً، وما زالت المبادرة العربية للسلام هي الإطار الأنسب لإنهاء الاحتلال، وتجاوز عقود من الصراع الذي أتي على الأخضر واليابس، لتبدأ مرحلة من البناء آن لشعوبنا أن تجني ثمارها.
 
الإرهاب يهدد المنطقة بأسرها ومصر وجيشها يخوضون حربًا شرسة بسيناء
أينما نولي أنظارنا في المنطقة، من العراق إلى اليمن، ومن سوريا إلى ليبيا، نجد نفس الخطر الذي يداهم جميع دولنا العربية، خطر التنظيمات الإرهابية والكيانات الطائفية، التي تبتذل الإيمان الديني والتنوع الثقافي في منطقتنا، لتصادر الآفاق الرحبة للتعاون والتسامح والإثراء الثقافي، لصالح خيالها المريض، الذي يعادي الحضارة الإنسانية، ولا يتصور العلاقة بين البشر إلا في صورة صراع دموي ومباراة صفرية.
 
 
وإنني أثق أنكم تتابعون جميعاً، الجهود الجبارة التي تقوم بها القوات المسلحة والشرطة المصرية، في معركة الحياة والشرف، معركة سيناء 2018، التي تتواصل نجاحاتها يوماً بعد يوم، لدحر قوى الشر والإرهاب التي لا تهدد مصر وشعبها فحسب، بل تهدد المنطقة والحضارة الإنسانية بأسرها.
 
الإرهابي ليس فقط من يحمل السلاح، بل من يموله ويوفر له غطاء سياسي وأيديولوجي
إن معركتنا هي جزء أساسي من حرب شاملة، يجب أن نتضافر جميعاً لخوضها ضد التنظيمات الإرهابية أينما وجدت.. هذه الحرب الشاملة يجب أن تشمل كل حلقات العمل الإرهابي، تنظيماً، وتسليحاً، ودعماً سياسياً، وغطاءً أيديولوجياً وإعلامياً.. فمن يحمل السلاح هو فقط الحلقة الأخيرة، من سلسلة إجرامية تشمل من يموله ويسلحه، أو يوفر له ملاذاً آمناً، أو منبراً إعلامياً وتبريراً فكرياً، أو من يستخدمه كمخلب قط، لإنشاء مناطق نفوذ والتدخل في الشؤون الداخلية لدولنا العربية.. ولا مجال لأن نستثني أي حلقة من حلقات هذه السلسلة الإجرامية، فكلهم بدون استثناء شركاء في الإرهاب، وكلهم مسئولون عن الجرائم البشعة التي ترتكبها هذه التنظيمات الإرهابية.
 
 مصر قلقة إزاء تطور الأوضع بسوريا
إن مصر تعرب عن قلقها البالغ نتيجة التصعيد العسكري الراهن على الساحة السورية، لما ينطوي عليه من آثار على سلامة الشعب السوري الشقيق، ويُهدد ما تم التوصل إليه من تفاهمات حول تحديد مناطق خفض التوتر. وتؤكد مصر في هذا الإطار رفضها القاطع لاستخدام أية أسلحة محرمة دولياً علي الأراضي السورية، مطالبةً بإجراء تحقيق دولي شفاف في هذا الشأن وفقاً للآليات والمرجعيات الدولية.
 
 آن الأوان للتحرك بشكل جدي لإنقاذ سوريا
لقد آن الأوان أن نتحرك بشكل جدي، لوضع حد لنزيف الدم السوري، الذي أزهق أرواح أكثر من نصف مليون مواطن سوري، وأدى لتحويل الملايين إلى نازحين ولاجئين، داخل بلادهم وفي الدول العربية والمجاورة.
 
سوريا أرض عربية ولن نسمح أن تزل اليمن وليبيا ساحة صراعات دولية
ويجب أن نوجه رسالة واضحة ولا لبس فيها، بأن سوريا أرض عربية، ولا يجوز أن يتقرر مصيرها وتُعالج مُشكلاتها إلا وفقاً لإرادة الشعب السوري.
وكذا الحال بالنسبة لليمن وليبيا، فلن نسمح بأن تظل هذه الدول الشقيقة، مسارح لصراعات دولية وإقليمية، تمزق شعوبها وتدمر مقدراتهم.
 
وأكد الرئيس على استعداد مصر الدائم لتسوية الأمور بليبيا واليمن وتغليب الحل السياسي.
 
مشددًا على أن مصر لن تقبل قيام عناصر يمنية بقصف الأراضي السعودية بالصواريخ الباليستية باعتباره تهديداً للأمن القومي العربي.
 
الأمن القومي العربي كل لا يتجزأ
إن التحدياتَ جسامٌ، ولكني واثق من أن العزم الصادق، والجهد المُنَسَّق بين الدول العربية، كفيلٌ بمواجهتها.. إن مصر تُجدد عهدها معكم، بأن تكون في القلب من كل جهد، يهدف لإعادة الحياة إلى عملنا العربي المشترك، ومواجهة الأطماع الإقليمية الخارجية في منطقتنا، فالأمن القومي العربي كلٌ لا يتجزأ. وإن شعوبنا العربية تنتظر من هذه القمة الكثير، فلنكن أهلاً لتطلعاتها وآمالها.