الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم.. اعادة توحيد المانيا التي قسمت في 1945
  • ١٨:٢٣
  • الثلاثاء , ٣ اكتوبر ٢٠١٧
English version

فى مثل هذا اليوم.. اعادة توحيد المانيا التي قسمت في 1945

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٢٩: ١٠ ص +03:00 EEST

الثلاثاء ٣ اكتوبر ٢٠١٧

مظاهرات
مظاهرات

 فى مثل هذا اليوم 3 اكتوبر 1990..

سامح جميل

في الثالث من أكتوبر عام 1990، عاش العالم أهم حدث في نهايات القرن العشرين وهو إعادة توحيد شطري ألمانيا بعد 45 عاما من التقسيم الذي يعد من أسوأ نتائج الحرب العالمية الثانية. إذ صار الجزء الشرقي من البلاد «ألمانيا الديمقراطية» في قبضة الاتحاد السوفيتي - وهو الجزء الذي تربت فيه
المستشارة الحالية أنجيلا ميركل، والغربي «ألمانيا الاتحادية» في فلك الولايات المتحدة وحلفائها. كان سور برلين هو الفاصل بين شطري ألمانيا، وكان رمزا للحرب الباردة بين القوتين الأعظم في ذلك الحين.
 
بداية تقسيم ألمانيا، هي من نتاج الحرب الثانية التي ما إن انتهت عام 1945 حتى قسمت إلى أربع مناطق محتلة، بما في ذلك العاصمة برلين التي اتخذها الحلفاء مقرا لإدارتهم. ولكن صراع المنتصرين «الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة» على الغنيمة الألمانية على مدى أربع سنوات من نهاية الحرب، أدى إلى توحد المناطق الخاضعة للسيطرة الأميركية والفرنسية والبريطانية تحت مسمى جمهورية ألمانيا الاتحادية أوالفيدرالية وصارت برلين الغربية عاصمتها. وفي الوقت نفسه، تحولت المنطقة الخاضعة للسوفييت إلى ما سميت ألمانيا الديمقراطية أو الشرقية وعاصمتها برلين الشرقية. ثم جاء السور الفاصل بين شطري ألمانيا ليعمق الانقسام ويلهب حرارة الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي الشيوعي والغربي الرأسمالي. تلك الحرب كادت أن تتحول إلى حرب ساخنة منذ ظهور حلف وارسو إلى الوجود بقيادة الاتحاد السوفيتي، ليصبح ندا قويا يضم كل أعضاء الكتلة الشرقية في مواجهة حلف شمال الأطلسي «الناتو» الذي أسسته الولايات المتحدة مع حلفائها عام 1949.
 
المثير أن حكومة ألمانيا الغربية لم تعترف في بادئ الأمر مع حلفائها في «الناتو» بألمانيا الشرقية. ولكن المستشار الراحل فيلي برانت استطاع أن يقيم حوارا مع الشرق من خلال مبدئه الشهير «الاتجاه شرقا وتخفيف التوتر». إذ قام في مارس عام 1970 بأول زيارة تاريخية إلى ألمانيا الشرقية، أسفرت عن اتفاقات بين البلدين استهدفت إزالة الجمود في العلاقات بين الشرق والغرب. وكان على البلدين بعدها أن ينتظرا عقدين من الزمان ليعيدا توحيد ألمانيا.
مسلسل الأحداث التي انتهت بإعادة توحيد الدولتين، بدأ في التاسع من نوفمبر 1989 ، بعد استقالة ايريخ هونيكر رئيس ألمانيا الشرقية وزعيم حزبها الشيوعي في الثامن عشر من أكتوبر 1989.
 
توالت الأحداث بسرعة بعد هذه الاستقالة. اذ أعلن جونتر شابوفسكي عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الألماني الشرقي أن بلاده فتحت الحدود مع ألمانيا الغربية. وعلى الفور انطلق الآلاف من الألمان الشرقيين إلى برلين الغربية وسقط السور الفاصل بعد 28 عاما من بنائه.
وفي التاسع عشر من ديسمبر 1989،زارالمستشار الألماني الغربي هيلموت كول ألمانيا الشرقية لأول مرة، وحظي باستقبال شعبي هائل رددت خلاله الجماهير «ألمانيا أمنا بلد واحد». وفي أول فبراير1990 طرح رئيس الوزراء الألماني الشرقي هانز ميدروف تصوراته حول الوحدة الألمانية ، مؤكدا من خلالها على ضرورة الحياد العسكري وقيام مؤسسات فيدرالية.
 
وبعد أن أجريت في الثامن عشر من مارس 1990 أجريت أول انتخابات حرة في ألمانيا الشرقية ووافقت الحكومة الجديدة على الانضمام لألمانيا الاتحادية. وفي الخامس من مايو عقد في بون - عاصمة ألمانيا الغربية آنذاك - مؤتمر( 2 + 4 ) بحضور وزراء خارجية الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وبريطانيا وفرنسا والألمانيتين الشرقية والغربية لبحث اتفاقية الوحدة.
 
وفي الثامن عشر من مايو 1990 تم توقيع اتفاقية الوحدة النقدية والاقتصادية والاجتماعية وهي الاتفاقية التي كانت بمثابة الميلاد الحقيقي لألمانيا الموحدة. وفي الأول من يوليو توحدت العملة وتم إلغاء الرقابة على الحدود بين البلدين. وفي السادس عشر من يوليو توصل المستشار كول والرئيس السوفيتي جورباتشوف لصيغة الوحدة وبموجبها تبقى ألمانيا عضو في حلف شمال الأطلسي «الناتو».
 
وفي 31 أغسطس وقعت الدولتان اتفاقية الوحدة، خرجت بعدها ألمانيا الشرقية من حلف وارسو. وفي الثالث من أكتوبر أصبحت ألمانيا دولة واحدة بعد 45 عاما من الانقسام الذي جلبه الصراع الأميركي-السوفيتي -على اقتسام غنائم الحرب الثانية، اذ كانت ألمانيا هي تلك الغنيمة التي تم تقسيمها بينهما.
في منتصف ليل ذلك اليوم، رفع العلم الألماني بألوانه الأسود والأحمر والذهبي فوق مبنى البرلمان في برلين وعزف النشيد الوطني وسط احتفالات جماهيرية عمت أرجاء البلاد شرقها وغربها.
 
التاريخ.. يشير إلى أن إعادة توحيد ألمانيا في الثالث من أكتوبر 1990، سبقتها محاولتان قبل أكثر من نصف قرن. فالزعيم السوفيتي الراحل جوزيف ستالين طرح فكرة إعادة توحيد البلدين عام 1952، يحيث تقوم دولة موحدة ومحايدة وتنسحب منها قوات الحلفاء. ولما رفضت فكرته، طرح إعادة توحيد ألمانيا بشرط انضمامها إلى حلف وارسو، أي تكون في حظيرته.
 
مثل هذه الأفكار رفضها الغرب، فاستمرت الأوضاع الجغرافية على ماهي عليه حتى توحد البلدان من جديد في ظل تفسخ الكتلة الشرقية الشيوعية الذي بدأ في نهاية الثمانينينات وكان آخر ثمار التفسخ انهيار الاتحاد السوفيتي واختفاء حلف وارسو وهرولة العديد من دول أوروبا الشرقية إلى المعسكر الغربي إلى درجة أن حدود حل «الناتو» صارت قريبة من الحدود الروسية الآن بعد أن صارت الدولة التي حمل حلف وارسو اسم عاصمتها عضوا في «ناتو»!!.