الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم.. القوات البريطانية تقيم عرضا عسكريا في ميدان عابدين
  • ٠٠:٥٦
  • السبت , ٣٠ سبتمبر ٢٠١٧
English version

فى مثل هذا اليوم.. القوات البريطانية تقيم عرضا عسكريا في ميدان عابدين

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٠٣: ٠٩ ص +03:00 EEST

السبت ٣٠ سبتمبر ٢٠١٧

القوات البريطانية تقيم عرضا عسكريا في ميدان عابدين
القوات البريطانية تقيم عرضا عسكريا في ميدان عابدين

فى مثل هذا اليوم 30 سبتمبر 1882م ..
القوات البريطانية تقيم عرضا عسكريا في ميدان عابدين إثر دخولها القاهرة في أعقاب انتصارها على القوات المصرية بقيادة عرابي في معركة التل الكبير، وكان ذلك إيذانا ببدء الاحتلال البريطاني الذي جثم على مصر أكثر من سبعين عاما..

احتلال القاهرة 1882...
انسحب عرابي من المعركة، وبدون قوات نظامية تحت إمرته، قام عرابي ومسئولي الحزب الوطني بالعودة في اليوم نفسه 15 سبتمبر عام 1882، إلى القاهرة ليدافع عنها. وواصلت القوات البريطانية تقدمها السريع إلى الزقازيق حيث أعادت تجمعها ظهر ذلك اليوم ثم استقلت القطار (سكك حديد مصر) إلى القاهرة التي استسلمت حاميتها بالقلعة عصـر نفس اليوم. وقبض سلاح الفرسان البريطاني على أحمد عرابي وعلى العرابيين وعلى ثلاثين ألفا من المصريين الوطنيين.

وقد وصل ولزلي وكبار ضباطه إلى القاهرة بالقطار في اليوم التالي. بعد 12 يوماً، أعيد تنصيب الخديوي توفيق رسمياً حاكماً على مصر. عقد الإنجليز ما سُمى بالمجلس العرفي الذي قرر رفع عريضة الإستسلام إلى الخديوي توفيق. وطلب المجلس من عبد الله النديم كتابة هذه العريضة. كتبها عبد الله النديم ولم يعتذر عن الثورة وألقى بالمسئولية كلها على الإنجليز وتوفيق. اعتذر المجلس العرفي عن عدم رفع العريضة بصياغة النديم إلى الخديوي. وكلف بطرس غالي بصياغة عريضة جديدة وكتبها وفيها كثير من المحاسنة والملاينة. وتلك هي العريضة التي رفعت للخديوي توفيق. وقد أشرت تلك الضمانات والتنازلات التي منحها توفيق لبداية الاحتلال العسكري البريطاني لمصر، الذي دام 72 سنة حتى 1954.

إثنان رفضا الإعتذار عن الثورة، علي الروبي الذي قبض عليه وتقرر نفيه إلى السودان، حيث مات هناك وعبد الله النديم الذي ظل يكافح بما سمحت له ظروف الإختفاء لأكثر من تسع سنوات.

عرابي حوكم لاحقاً، وحـُكم عليه بالاعدام، ولكن خوفاً من إشعال انتفاضة، فقد خفف الحكم إلى النفي إلى سيلان (الآن سري لانكا). الابطال فقد عوقبوا علي بطولاتهم بعد ذلك بالنفي مددا تتراوح بين 3 سنوات و20 سنة إلي جزر الهند ومصوع وبيروت وغيرها.

أما الذين باعوا وطنهم فقد قبضوا الثمن بضعة آلاف من الجنيهات وقد كتب خنفس إلي الانجليز يتظلم لانه اخذ ألفين فقط ولم يأخذ عشرة آلاف مثل سلطان باشا! ولما غربت الشمس خلف التلال كانت الدماء التي بيعت تخضب رمال الصحراء، وكانت الذئاب قد أقبلت تنهش الجثث التي ملأت الخنادق التي أقامها الفلاحون المصريون من الرمل والطين والدماء!!