الأقباط متحدون - في مثل هذا اليوم.. ولد الداعية الإسلامي عبد الحميد كشك
  • ٠١:٠٢
  • الجمعة , ١٠ مارس ٢٠١٧
English version

في مثل هذا اليوم.. ولد الداعية الإسلامي عبد الحميد كشك

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٠٤: ١١ ص +03:00 EEST

الجمعة ١٠ مارس ٢٠١٧

عبد الحميد كشك
عبد الحميد كشك

في مثل هذا اليوم 10 مارس 1933م..

ولد في مثل هذا اليوم الداعية الإسلامي عبد الحميد كشك.

ولد الشيخ عبد الحميد كشك في شبراخيت بمحافظة البحيرة في 10 مارس عام 1933 وتوفي في 6 ديسمبر عام 1996 وهو عالم وداعية إسلامي كفيف يلقب بـفارس المنابر ومحامي الحركة الإسلامية ويعد من أشهر خطباء القرن العشرين في العالم العربي والإسلامي ، خطب لمدة أربعين سنة حيث ان له أكثر من 2000 خطبة مسجلة ، وحفظ القرآن وهو يبلغ من العمر عشر سنين ثم التحق بالمعهد الديني بالإسكندرية ، وكان أثناء الدراسة الجامعية يقوم مقام الأساتذة بشرح المواد الدراسية في محاضرات عامة للطلاب بتكليف من أساتذته الذين كان الكثير منهم يعرض مادته العلمية عليه قبل شرحها للطلاب خاصة علوم النحو والصرف.

عُين عبد الحميد كشك معيداً بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالقاهرة عام 1957 ولكنه لم يقم إلا بإعطاء محاضرة واحدة للطلاب بعدها إبتعد عن مهنة التدريس في الجامعة حيث كانت روحه معلقة بالمنابر التي كان يرتقيها منذ الثانية عشرة من عمره حيث القي خطبة علي اهل قريته وهو في سن صغير جداً وكان يلقيها بكل شجاعة ولفت نظر المصليين حيث طالب فيها بالدواء و الكساء لأبناء القرية الغير قادرين ، وحصل على إجازة التدريس بامتياز بعد تخرجه من كلية أصول الدين ومثل الأزهر الشريف في عيد العلم عام 1961 ثم عمل إماماً وخطيباً بمسجد الطحان بمنطقة الشرابية بالقاهرة ثم انتقل إلى مسجد المنوفي بالشرابية أيضاً..

عام 1962، تولى الإمامة والخطابة في مسجد عين الحياة، في شارع مصر والسودان، بمنطقة حدائق القبة في القاهرة، وبقي يخطب فيه قرابة عشرين عاماً، بحسب ما ورد في مذكراته "قصة أيامي، مذكرات الشيخ كشك".

كان هذا المسجد يشهد زحاماً كبيراً خلال صلاة الجمعة. وقد قبض عليه في إحدى المرات، وكان الضابط الذي يحقق معه جديداً، فقال: ما اسمك؟ أجاب: عبد الحميد كشك. قال: ما عملك؟ فأجاب الشيخ: مساعد طيار.

خاض الشيخ كشك العديد من المعارك ضد أهل السياسة، داخل مصر وخارجها، ووجه سهام نقده لرؤساء مصر وزعماء عرب.

رغم أن عبد الناصر كرمه في عيد العلم عام 1961، إلا أن كشك انتقد سياسته واعتقاله لأعضاء جماعة الإخوان وإعدام سيد قطب، قائلاً: "يشنقون الرقاب التي قالت لا إله إلا الله، وعبد الوهاب يغني له تسلم يا غالي".

علق كشك على وفاة عبد الناصر قائلاً: "يوم وفاة جمال عبد الناصر يوم لا ينسى، كان يعتقد أن ملك الموت لا يجرؤ أن يقتحم الأسوار المنيعة ويدخل على عبد الناصر، ويوم مات طرق بابي طارق، وقال لقد مات فلان، فأعد نفسك لأنك ستعتقل الليلة، وقلت سبحان الله أشقى به حياً وميتاً، وأعددت نفسي وملابسي، وكلما طرق الباب خرجت بنفسي لأفتح له، إنه رعب حتى بعد الممات، لكنه مات، فسبحان الحي الذي لا يموت".

عقب توقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1978، قال الشيخ كشك: "الحكومة خائنة للإسلام والسادات في ضلال مبين"، فهاجمه الرئيس السادات بنفسه في خطاب 5 سبتمبر 1981 الشهير، ولم يسلم كشك من حملة الاعتقالات عام 1981، التي شنها السادات، في ما يعرف بقرارات سبتمبر، ولم يخرج كشك من السجن إلا عام 1982 بعد اغتيال السادات، وكان خروجه إلى البيت، وتم منعه من الدعوة والخطابة.

وحول السادات قال الشيخ كشك: "ولي السادات حكم مصر بعد أن هلك سلفه، وقد كان امتداداً لمن كان قبله، كان عبد الناصر يجاهر بالظلم وجاء السادات ليقنن الظلم!".

في ظل حكم مبارك تم منع الشيخ كشك من الخطابة، وعاش تحت الإقامة الجبرية في منزله، لكن كان له خطبة واحدة، حين وقع الزلزال في مصر، فاحتشد المصلون أمام منزله وصلى بهم الجمعة وخطب خطبته الوحيدة في عهد مبارك.

تعجب الشيخ كشك في خطبة قديمة من طلب تقدم به القذافي للحكومة المصرية، لشراء قبر عبد الناصر بمبلغ 500 مليون دولار، ليجعله مزاراً في ليبيا. فقال الشيخ في خطبته: "بدلاً من أن تنفق الملايين على شراء قبر جمال عبد الناصر اجعل من قبرك أنت مزاراً، لكنني أستبعد أن تجد قبراً يضمك لأن التراب سيلفظك". وانتشر هذا الفيديو الذي توقع فيه الشيخ كشك مصير القذافي على نطاق واسع...

من أبرز ما قاله الشيخ كشك عن أغاني أم كلثوم، ما يتعلق بأغنية خدني لحنانك خدني، فقال: "امرأة في السبعين من عمرها تقول: خدني لحنانك خدني، يا شيخة خدك ربنا". وتساءل :"كيف لها أن تذهب مع حبيبها بعيد بعيد وحدينا والشرع يحرم اختلاء الرجل بالمرأة من غير محرم وإلا كان الشيطان ثالثهما".

وتناول كشك أيضاً في إحدى خطبه كلب أم كلثوم، الذي عض أحدهم، وذهب ذلك الشخص ليشكوها، فقيل له إن أم كلثوم ثروة قومية لا يجب شكواها.

وانتقد كشك المطرب عبد الحليم بشدة، ووصفه بأنه المسؤول الأول عن إفساد شباب مصر وسخر من أغنياته، ولعل أشهر ما قاله عنه هو أن عبد الحليم لديه معجزتين الأولى أنه أمسك الهواء بيديه، يقصد مقطعاً في أغنية (زي الهوا)، ومعجزته الثانية أنه يتنفس تحت الماء، وكان يشير إلى قصيدة "رسالة من تحت الماء".

رغم ما عرف عن عشق الشيخ كشك للفنان محمد عبد الوهاب، وحرصه على سماع أغانيه، إلا أن عبد الوهاب لم يسلم من هجومه، حين أطلق أغنية "من غير ليه". ووصل به الأمر إلى حد تكفيره، فأصدر فتوى مع الشيخ صلاح أبو اسماعيل لتكفيره واعتباره خارجاً عن الملة.

وقال كشك: "هل من الإسلام أن يتساءل عبد الوهاب مندهشاً أو معترضاً.. جايين الدنيا ما نعرف ليه؟. ألا يعلم الجميع لماذا جئنا إلى الدنيا وأننا إلى الله ذاهبون؟". إلا أن القضاء أنصفه وبرأ عبد الوهاب من تهمة الإلحاد، نزولاً عند شهادة الشيخ المشد، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر آنذاك.

لم يترك الشيخ كشك فايزة أحمد أيضاً، فعلق على أغنية "ياما القمر ع الباب" ساخراً: "شفتم عمركم القمر بيبقى عطشان؟ ياما القمر على الباب، والأخرى تقول روسيا طلعت القمر، وأمريكا طلعت القمر، وإحنا القمر بتاعنا على الباب، ومش عارف إمتى بقى راح يسيب الباب؟".

ولم تسلم منه شادية أيضاً في أغنيتها "غاب القمر يا بن عمي يللا روحني.. دا النسمة آخر الليل بتفوت وتجرحني": "إيه إلي خلاك يا مضروبة تتأخري معاه لهذا الوقت بعيداً عن أعين الرقباء".

أطلق الشيخ كشك سهام نقده على الكتاب والأدباء أيضاً، والقائمة هنا تطول لتشمل الكثيرين.

نجيب محفوظ
تحت عنوان: "الشيخ كشك في كتاب كلمتنا في أولاد حارتنا.. يكفِّر محفوظ ويهاجم نوبل"، نشرت المصري اليوم في 29 أغسطس عام 2012 تقول إنه بعد حصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل في الأدب عام 1988، عن رواية أولاد حارتنا، أصدر الشيخ كشك كتابه "كلمتنا في الرد على أولاد حارتنا"، اعتبر فيه أن رواية محفوظ تمس المقدسات الإسلامية.

عبد الرحمن الأبنودي
قال الشيخ كشك عن الشاعر عبد الرحمن الأبنودي إنه التقاه في سجن طره، وقال له الأبنودي :الواحد يعني لازم يقدم للبلد خدمات ومواهب، فرد الشيخ: حضرتك قدمت إيه من المواهب؟ قال: إنت مش عارفني؟ والله بنحب نتشرف يا بني.. قال دا أنا فلان مؤلف أغنية تحت الشجر يا وهيبة. فرد الشيخ ساخراً: ما شاء الله، إيه دا؟ إيه الفتوح دي والتجلي دا؟ إيه يا واد يا بتاع وهيبة أنتا!؟ إيه العظمة دي يا سيدي؟ تحت الشجر يا وهيبة؟! إسرائيل بتجيب صواريخ هوك وطيارات إف 15 وإف 16 وإحنا أُف منكم! إيه يا وهيبة إيه!"

حين وجه الأديب والصحافي أنيس منصور انتقادات لشركة مصر للطيران لتوقفها عن تقديم الكحوليات على رحلاتها، باعتبار ذلك أمراً سلبياً للركاب الأجانب، انتقده الشيخ كشك بقسوة، ووصفه بأنه إبليس مسطول. فرد منصور بوصف كشك، بأنه "كشك فون" لانتشار خطبه على شرائط الكاسيت.

م يتردد الشيخ كشك في انتقاد الشيخ محمد متولي الشعراوي حين وقف في مجلس الشعب في 20 مارس عام 1978، حين كان وزيراً للأوقاف، وقال عن الرئيس الراحل أنور السادات: "والذي نفسي بيده لو كان لي من الأمر شيء لحكمت لهذا الرجل الذي رفعنا تلك الرفعة وانتشلنا مما كنا فيه إلى قمة ألا يسأل عما يفعل!"

فقال له الشيخ كشك وهو يصرخ بأعلى صوته: "ماذا تقول لربك غداً يا شيخ شعراوي، لما وقفت في مجلس الشعب وقلت: لو كان بيدي شيء من الأمر لرفعت هذا الحاكم إلى قمة لا يسأل عما يفعل! من الذي لا يسأل عما يفعل يا شعراوي؟ والجماهير خلفه يعلو صوتها على صوته يقولون: الله الله".............!!