الأقباط متحدون - أسفين يا ريس
  • ٠١:٣٤
  • السبت , ١١ فبراير ٢٠١٧
English version

أسفين يا ريس

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٠٤: ١١ ص +02:00 EET

السبت ١١ فبراير ٢٠١٧

مبارك
مبارك

د. مينا ملاك عازر
عزيزي القارئ، ما تقرأه في عنوان المقال ليس خطأ كتابي من كاتب هذا المقال، وليس انحدار مني باللغة العربية ولا لغة الكتابة الصحفية التي دائماً وأبداً أحترمها.

فها نحن نتذكر اليوم لحظة تنحي الرئيس مبارك من خلال خطاب قصير بعث به على لسان المرحوم عمر سليمان - نائبه حينذاك- تنحى في كلمات مقتضبة تاركاً البلد في قبضة المجلس العسكري الذي أيد الشعب في رغبته لعزل الرئيس، ولم يؤيد الرئيس عندما رفض المشير أن يعين نائب للرئيس في استقراء من المشير بأنه زائل المنصب والرئيس، أو في رغبة حقيقية فيما هو أعظم وقد ناله.

لكن في حقيقة الأمر بعد تنحي الرئيس مبارك انطلقت المبادرات بالدعوة لتقديم الاعتذار له والأسف، وانطلق ما عُرف بآسفين يا ريس، وذلك على أن الشعب أهانه ويحاكمه والمسألة كلها وجهات نظر، ولكل واحد حقه في أن يرى أن يعتذر أو يتأسف أو يحاكم الرئيس، وما دامت المسألة قانونية فللكل الحق فيما يفعل.

أما ما فعله الرئيس بأن لبس المجلس العسكري في الشعب الذى كان الشعب يوقره ويحترمه فخرج يهاجمه ويلعنه بكافة طوائفه، من إخوان يهددون، وسلفيون يتوعدون، وعلمانيون وليبراليون يتهمونه ببيع البلد والتنازل عنها في صفقات مشبوهة مع الإخوان، أقول أن ما فعله الرئيس بأن لبس المجلس العسكري بالشعب يكاد يكون من مبارك أسفين في المجلس العسكري الذي باعه ولم يبايعه في لحظات ثورة يناير، بل أن كل رجل من رجال المجلس لعسكري مسؤولون عن  وصول حماس للسجون، ومن تركوا  موقعة الجمل تجري في الميدان التي استنفرت الشعب مرة أخرى بعد أن كاد يعود نزولاً على كلمات مبارك الرقيقة التي كادت تذيب الجليد.

ثم أن الرئيس لبس الشعب نفسه في من اختاروه وقبلوه ليقود البلاد وهو المجلس العسكري الذي بات واضح أنه بكافة أعضائه فشل في صد هجوم وتغول الإخوان عليه، ورضخ لابتزازهم وسلم لهم البلد في النهاية، وأطيح به من الإخوان لولا رفض الشعب ذلك، فعاد واستدعى الشعب أحد أعضاء المجلس السابق ورئيسه وقتها المشير السيسي ليعود ليطيح بالإخوان، لكن ما عاناه الشعب في فترة حكم المجلس العسكري من ضعف أمام الإخوان وتسليم البلد لهم وما عاناه على يد الإخوان لا يمكننا وصفه إلا بكونه أسفين آخر من الرئيس مبارك للشعب، يعني من الآخر الرئيس أعطى أسفين للمجلس العسكري الذي تخلى عنه، والشعب الذي رفضه بأنه لبسهم في بعض، لذا يستحق مني تقدير على ذكائه السياسي، بقولي له أما حتة أسفين يا ريس.

المختصر المفيد رحل مبارك فجاء ألف مبارك.