آن الأوان لكي تنضم الولايات المتحدة إلى دول العالم في الإعتراف بأن المسيحيين يقاسون إبادة في الشرق الأوسط. هذا ما أتى في تقرير قُدم الخميس لوزير الخارجية الأميركي جون كيري لحثه على التصريح بأن الدولة الإسلامية ترتكب إبادة بحق المسيحيين.
ووفقاً للتقرير الذي شارك في تأليفه “فرسان كولومبوس” و”دفاعاً عن المسيحيين”، فإن البرلمان الأوروبي، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ومفوضية الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان، وحكومتي العراق وإقليم كردستان المستقل، وصفوا أعمال داعش المرتكبة بحق المسيحيين بـ “الإبادة”. وهذا ما فعلته أيضاً هيلاري كلينتون واللجنة الأميركية للحرية الدينية الدولية.
صدرت الوثيقة المعنونة “الإبادة بحق المسيحيين في الشرق الأوسط” والمؤلفة من حوالي 300 صفحة نتيجة طلب وزارة الخارجية أدلة محددة مرتبطة بالجرائم التي ترتكبها داعش بحق المسيحيين.
قالت المجموعتان: “نطالب بأن يُشمَل المسيحيون في البحث حول الإبادة، وأن تصدر توصية للتحقيق، وفي الحالات المناسبة، لاتهام المسؤولين”.
وثّق التقرير ما كابده المسيحيون من مجازر وخسائر واستعباد وتهجير على أيدي الجماعة الجهادية.
وتضمن عرضاً وجيزاً للأساس القانوني لإعلان الإبادة، مفصلاً الأدلة التي تثبت أن داعش ينوي ارتكاب إبادة. وقدّم ما تقول المجموعتان أنها أدلة غير مُعلنة سابقاً جُمعت من بعثة أرسلت الشهر الفائت إلى العراق لتقصي الحقائق.
كذلك، أشارت المذكرة القانونية إلى اتفاقية الأمم المتحدة حول الإبادة بخاصة عندما تقول أن الإبادة تتضمن جهوداً لمنع الولادات ضمن الجماعة المستهدَفة.
أورد التقرير: “في الأسر لدى داعش، يُفصل الأزواج والزوجات لأسابيع. وغالباً ما تُقدم الحرية للمسيحيين مقابل أحد أفراد العائلة الذي هو الأب عادة. يعيش كثيرون من بين أفراد الجماعة (النازحة في الداخل) من دون أزواج أو زوجات لأكثر من سنة ونصف من غير أن يسمعوا خبراً عنهم… لقد اغتصب عناصر داعش مئات النساء المسيحيات إن لم يكن الآلاف منهنّ، ما تسبب بأذى دائم لأعضائهن التناسلية أو بحمل النساء بأطفال خاطفيهنّ”.
قُدم التقرير في حدث أقيم الخميس وأدلى فيه المتحدثون بشهادات مؤثرة عن الإبادة الحاصلة.
قالت المسيحية الأشورية جوليانا تيمورازي، رئيسة مجلس الإغاثة المسيحي العراقي: “ذهبت إلى العراق قبل ثلاثة أسابيع، والتقيت بفتاة في الثالثة رماها عناصر داعش على جدار، فلم تعد قادرة على النطق. وأين كان والدها؟ كان قد قُتل لأنه مسيحي. في الوقت عينه، أشهدُ القضاء التام على أمتي، الأمة الأشورية التي يفوق عمرها 7000 عام، وتُعدّ إحدى الأمم الأولى في العالم التي اهتدت إلى الديانة المسيحية قبل أكثر من 2000 عام من خلال خدمة القديس توما الرسول. ستُمحى لغتي الآرامية، لغة يسوع، ولن تُسمَع بعد الآن”.
من جهته، قال جون كيربي، المتحدث باسم وزارة الخارجية، في تصريح له نهار الخميس أن وزارة الخارجية “تشعر بالذعر من جراء الأعمال المرعبة التي يرتكبها تنظيم داعش بحق شعوب من مجموعات إتنية ودينية متنوعة في العراق وسوريا”.
أضاف كيربي: “لقد أوضحت الولايات المتحدة أن اهتمامنا بمحاسبة المجرمين لا يتضاءل. فكما أوضح الوزير كيري في الجلسات الأخيرة حول الميزانية، تستمر وزارة الخارجية بالمحاولة جاهدة لجمع وتقييم كل المعلومات المتوفرة بشأن أعمال داعش الوحشية. ولا نزال نعمل بجد على تقرير الكونغرس الذي سيفصّل هذه الأعمال الرهيبة”.
حتى الآن، وقّع حوالي 65000 أميركي على عريضة “أوقفوا الإبادة المسيحية” التي أطلقتها منظمتا “فرسان كولومبوس” و”دفاعاً عن المسيحيين” لحث وزارة الخارجية على أن تشمل المسيحيين في إعلانها حول الإبادة.