الأقباط متحدون - من شركاء السعودية وتركيا في سوريا؟ 2-2
أخر تحديث ٠٢:٠٠ | الثلاثاء ١٦ فبراير ٢٠١٦ | ٨أمشير ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٤٠ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

من شركاء السعودية وتركيا في سوريا؟ 2-2

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بقلم : د. مينا ملاك عازر

 

توقفنا في المقال السابق، عند من هي الدول المرشحة للاشتراك لجوار السعودية وتركيا في القتال بسوريا؟ تناقشنا حول الدول التي يمكن الاشتراك في سوريا من الدول العربية والآسياوية، وسألني البعض حول لبنان فقلت لهم قاطعاً إنها مشتركة بالفعل في جانب بشار، لا يمكن أن تتدخل ضده وإلا يكون الصدام بين حزب الله والجيش اللبناني - الأقل تدريباً وتسليحاً- ويحمل بين طياته عوامل تفسخه -لا قدر الله-
أما في أفريقياً فالمشاركة الجزائرية منتهية لا يمكن مناقشتها بحسب الدستور الجزائري الذي يمنع هذا، وتونس لا يمكنها هذا فهي تحتاج لتأمين نفسها أمام داعش ليبيا الذي في مأمن من غارات التحالف الدولي حتى وقت قريب، وليس في الحسبان السعودي إلى الآن، وأما المغرب فالمسألة تحتاج في نظرها لوقفة تدرس فيها العائد الذي سيعود عليها، وكيف سترضي الإخوان المتعاونين في ليبيا مع داعش والراضين عن أفعالها في مصر حتى وإن بدوا أكثر تفتحاً.
أما موريتانياً والسودان فهما لا يستطيعا إلا المشاركة الرمزية، وإن كان السودان مثقل الكاهل بدعم داعش ليبيا، فكيف يقاتله بحسب المعلن من السعودية في سوريا؟
لم يبقى سوى مصر وهي ذات موقف معقد بلا جدال، هي لديها داعش يحتل أقل من واحد بالمئة من أرض سيناء تحتاج لمقاتلته طويلاً بل تحتاج لتأمين حدودها مع ذلك الكيان الإرهابي المنقلب في غزة والمتحكم في خطوط إمداد السلاح لإرهابيى سيناء، كما أن مصر بات عليها أن تهتم أكثر بالجبهة الغربية التي تكاد داعش أن تحتلها وتتماس مع حدودها في إنذار شديد اللهجة للنظام المصري الذي انشغل طويلاً عن دعم الجيش الليبي الوطني، وإن كانت فرص تقلص المد الداعشي واردة بسبب التكتل الأوربي ضده، والدفع االأوربي لمصر لتدخل بري بالتعاون مع فرنسا وإيطاليا ما يعني عرقلة مصر عن التدخل بسوريا، خاصةً مع قلق مصر أيضاً من الامدادات السودانية والدعم بالسلاح لعصابات الإرهاب المسلح في مصر، ومحاولة النظام السوداني المستمرة بإظهار مشكلة حلايب وشلاتين في الصدارة لشغل المصريين عن سد النهضة الذي تدبر له الدول المعادية لنا مع إثيوبيا - وربنا يستر-
وأخيراً، لم يبقى لنا من بين الدول عامةً سوى باكستان التي يستحيل عليها الانخراط في تحالف مثل هذا لاحتياجها لجهود جيشها لمكافحة الإرهاب ببيشاور ومكافحة نظام طالبان، ولقلقها من الهند التي لم تزل عدو واضح لباكستان أولى بالاهتمام من داعش وغيرها، خاصةً وأن باكستان تجاورت طويلاً مع تنظيم القاعدة واستطاعت التعامل معه فلم يعد يقلقها التنظيمات الإرهابية هذه.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter