بقلم: د. مينا ملاك عازر
يعيش الشعب المصري بين ثلاث،المطبلاتي الذي يرى أخطاء الرئيس إنجازات، والمتصيد الذي يرى النجاحات كوارث، والمحايد وهم للأسف قلة، هم من يرون الأمور كما هي، الرئيس السيسي نفسه يمكن يكون إتلخبط من هول التخبط الذي يراه، الشعب نفسه لا يعرف أيهما صحيح؟ الحادثة واحدة لكن الآراء تختلف وتتناقض بينها وبين بعض، وقبل أن يدلو أي أحد بدلوه في حادثة ما سنتخذها مثلأً للتلاطم الإعلامي الدائر متخيلين ردود أفعال المطبلاتي والمتصيد وأخيراً المحايد.
حادثة مثل سؤال أحد النواب للرئيس أثناء إلقائه خطابه في مجلس النواب عن سد النهضة.
المطبلاتي سيرى أن النائب أخطأ حينما سأل سؤال مثل هذا في العلن وأن الرئيس كان يجب أن يفعل هكذا ولا يرد على النائب المتجاوز الذي لا يفهم في مقتضيات الأمن القومي الذي يفهم فيه الرئيس وحده، ويعرف ويدرك أنه ما ينفعش الإجابة على مثل هذا السؤال علناً.
المتصيد سيرى أن الرئيس أخطأ، وما عمله عيب كبير وخطية لأنه تجاوز في حق الشعب حين تجاهل سؤال ممثله بل أن الرئيس أخطأ حينما لم يشر لقضية مثل هذه في خطابه وترك الفرصة للنائب لكي يسأل، وما كان ليتركه يتساءل بل كان عليه أن يجيب دون تساؤل خاصةً وأن مسألة سد النهضة مسألة جديرة بالاهتمام من الجميع وموضع سؤال واهتمام الكل، والرئيس بذلك تجاهل ممثلي الشعب وضرب به عرض الحائط وأهمله وعبر عن أن الشعب مش مهم بالنسبة له، وتساؤلاته مش مهمة.
أما المحايد فسيرى أنه كان ضروري أن النائب يسأل عن قضية مهمة كهذه وكان على الرئيس أن يطمئنه ولا يتجاهله كما حدث، ولكن لا يجب أن تكون إجابته كاملة إذ أراد الرئيس، فكان يمكن للرئيس أن يطمئنه بخروج عن النص فالرئيس معتاد الخروج عنه، كما كان من الأفضل أن يشير له الرئيس ولو بشكل عرضي إذا اقتضت الضرورة بأن يكتم خطوة ما قد يؤدي الكشف عنها لخسارة يتكبدها المفاوض المصري في مفاوضات بناء السد.
عزيزي القارئ، هذه هي رؤى الثلاث قبل أن يقدم أحد منهم رؤيته لحادثة كهذه ولعل أحد لا يعر هذه الحادثة اهتمامه لكن في كل الأحوال قد سلطنا عليها الضوء لأنها تستحق هذا، وما يستحق بنا الاهتمام أكثر أن الرئيس لم يشر لسد النهضة لا من قريب ولا من بعيد بغض النظر عن سؤال النائب من عدمه، فالمهم أن الرئيس يطمئننا وإن كنا مطمئنين بعد الصورة الأخيرة التي جمعت أخيراً الرئيس بوزير الري ومدير المخابرات المصرية، ما يعني انتقال المسألة لحيز جديد ما كانت لتصل له من قبل وذلك بدخول رجال المخابرات المصرية لمائدة المفاوضات ولو من بعد.
المختصر المفيد العقل زينة.