بل أنني أستطيع الذهاب لما هو أبعد من هذا وأقول، أن اكتشاف حقل الشروق في مصر قد أدى لتردي بورصة الغاز والبترول في الكثير من دول المنطقة، مما دفع قطر لرفع سعر البنزين لديها ثلاثين بالمئة، ما يعني تأثراً بالغاً في اقتصاديات قطر التي كانت يوماً وما زالت أكبر دولة مصدرة للغاز ولديها احتياطي غاز هائل، هنا لنا وقفة، هل اندلاع حرباً سعودية إيرانية سيجعل قطر في مأمن من هذا، لا بالطبع، فهذا يعني أن الغاز القطري سيتأثر بل قد يتوقف تصديره ما يعني تأثر أوربا ووقوعها فريسة لروسيا، ما يعني أن من مصلحة روسيا إشعال حرب أو إبقاء الوضع متوتر في المنطقة، وتهديد صادرات قطر من الغاز لترويع أوربا ولعله من مصلحتنا أن تندلع الحرب بعد سنوات وبعد بدء إنتاجنا من الغاز من حقل الغاز المصري لكن قد تكون اندلاع الحرب ذات تأثير سلبي علينا فقد تحرمنا من الدعم العربي المادي لنا والذي قد نعوضه بتصدير الغاز بكميات كبيرة وبأسعار عالية تعوضنا عما سنفتقده ونستغل حاجة أوروبا لكن المهم هنا ألا نكون متورطين في تلك الحرب بجنود لأن دماءنا غالية بل هي أغلى من الغاز والنفط مجتمعين.
 

بل ثمة فائدة أخرى، قد تعود علينا أن معظم المال الخليجي الهارب من الخليج والمال العالمي الهارب من بورصات الخليج المتهاوية قد ينتقل لدينا إن وجد بيئة استثمارية خصبة، وهذا ما يجب العمل عليه في كل الأحوال من الآن أن تكون البيئة الاستثمارية لدينا خصبة وسهلة التعامل معها لجذب أموال كثيرة من العالم الخارجي وخاصة أنه قد تكون إسرائيل نفسها في مهب رياح الحرب، وقد ينالها تهديدات إيرانية لحشد القوى الإسلامية حولها، وجذب الدعم الباكستاني عن السعودية مستغلة التقارب الباكستاني الإيراني الجغرافي ولضمان أنها لا تقع في كماشة السعودية باكستان.
 

الصراع السعودي الإيراني يمكنك أيضاً رؤية مجرياته واضحة في الكثير من البقاع لكنك لا يمكنك أبداً أن تهرب من حقيقة مفادها أن احتمالات تنحي الملك سلمان المتزايدة في الآونة الأخيرة بفعل أنباء تناقلت عن معهد شئون الخليج قد تؤدي لو تمت لأحد أمرين إما لهزة شديدة للسعودية خاصةً مع وصول الأمير محمد ابن سلمان ولي ولي العهد السعودي لسدة الحكم كما تقول التكهنات الغربية، وهو أمير يعتبره البعض مندفع ما قد يؤدي إلى تنامي فرص الحرب أو يكون أمير سهل الانصياع للضغوط الغربية، وتنتهي حدة الأصوات المنادية للصدام العسكري السعودي الإيراني المباشر.