د. مينا ملاك عازر
يوم الأربعاء الماضي، كانت مناقشة رسالة الدكتوراه المقدمة مني، وكان يوماً حافلاً بالحب إذ وجدت أُناس لم أتوقع حضورهم وغاب ناس لم أتوقع غيابهم رغم وعود كثيرة تلقيتها من أفراد بيني وبينهم معزة شديدة بتأكيد الحضور إلا أنني لم استطع الضيق منهم، فكان قلبي كله ثقة فأن ثمة مكروه ما منعهم من الحضور وهو ما تأكدت منه فيما بعد في معظم الحالات، أما من أتوا وما كنت أتوقع حضورهم فلهم مني كل اعتزاز لتغلبهم على ظروف عملهم وصبرهم أن يجلسوا من الساعة الثانية والنصف للسادسة والنصف حتى سماع قرار لجنة المناقشة.
بمناسبة لجنة المناقشة فقد كان النقاش ممتعاً إلا أن الاختلاف في الرؤى هو الذي أدى إلى أن تكن المناقشات ساخنة تخفف من برودة الجو كثيراً وتزيد من حرارة الحب الذي لمسته من المناقشين الذين تقبلوا اختلافي معهم في الرؤى استمتعت بملاحظات الدكتورة لطيفة سالم - أم المؤرخين- التي ترأست اللجنة كانت مبدعة في محبتها وعمق فهمها للعلوم الاجتماعية التي تحتمل الاختلاف في الأفكار والآراء، وكثيراً ما أثنت على عملي حتى أنها قالت أنني أنصفت السادات وأردفت بقول أعتبره تاج على رأسي أن الرسالة تستحق النشر - والحمد لله- وكان لها في نهاية المناقشة لمسة رائعة حين طلبت أن يلتقط لها صورة مع الآباء الكهنة الحضور، وقد كان، بل أن أعضاء اللجنة حذوا حذوها وطلبوا نفس الطلب فتحولت الصورة لصورة جماعية جمعت لجنة المناقشة والآباء الكهنة بناء على طلب الدكتورة نعمة حسن الأستاذ المساعد بالقسم وتأييد الأستاذ أحمد زكريا الذي اقترح أن يصعد الآباء الكهنة للمنصة ليتم التقاط الصورة فوقها، وبمناسبة الدكتور أحمد زكريا فله مني كل احترام وإجلال فقد طالما أيدني في أثناء كتابتي للرسالة وأرشدني ووجهني بحب أبوي رائع ودفء جميل لم يقل أبداً عن تلك الطيبة الواضحة التي أبدتها الدكتورة صباح أحمد البياع المشرفة المشاركة حتى أن هذا كان بادياً في اختيار أعضاء لجنة المناقشة الدكتورة لطيفة سالم الأم الحنون والدكتورة نعمة فقد أثرت المناقشة بأطروحاتها واستفساراتها الموجهة لي وأمتعتني بملحوظاتها الفنية الرائعة.
نعود للحضور الكريم الذين تجشموا مشقة الحضور والبقاء لمدة طويلة مستمعين وكان من بينهم أستاذي الدكتور محمد عبد الوهاب الذي أتى من الإمارات ليتابع المناقشة، والأستاذ فاروق جاويش الأستاذ بجامعة الأزهر الذي بقى للنهاية حتى يطمئن على ابن من أبنائه، ويطمئن على أنه نال أفضل تقدير على عمله، وقد كان، ثم جاءتني مكالمة الأستاذ الدكتور محمد مؤنس من الإمارات لأكتشف أنه كان على الخط من قبل ليسمع بنفسه منطوق القرار وهنأني،كما أثر في بجم محبته الدكتور حسام المساح عضو لجنة الخمسين الذي حضر المناقشة ليطمئن وييشاركني فرحتي، وكما شرفني بالحضور الرائع بتواضعه وخلقه وحبه الهائل والدافئ الأستاذ المفكر كمال زاخر الذي حضر وشرفني وبذلك تكون مراسم المناقشة جمعت الرجل العلماني كمال زاخر وله مني كل تقدير والآباء الكهنة ورجل من جامعة الأزهر كلهم اجتمعوا على حب البلد وحبي، ولهذا أحمد الله كما أشكر كل من حاولوا الحضور واعتذروا لي لعدم تمكنهم من بينهم الأستاذ مدحت بشاي التي حالت ظروفه الصحية دون الحضور وكثيرون حالت مواعيد عملهم دون تواجدهم وتشريفهم لي بالحضور.
المختصر المفيد أشكرك يا رب.