عرض/ سامية عياد
منذ بدء الخليقة ظهر احتياج الإنسان للآخر ليتبادل ويتحاور معه ، لم يترك الله آدم ليعيش بمفرده وحيدا فخلق له حواء معينا له "ليس جيدا أن يكون آدم وحده فاصنع له معينا نظيره" ..
فى مقاله "الإنسان والآخر" أكد القس إبراهيم القمص عازر كاهن كنيسة الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس ببنى سويف على أهمية الآخر فى حياتنا ، فلا معنى لحياة الإنسان دون الآخر فمن خلال الآخر يشعر الإنسان بهوايته و وجوده و حضوره و تنمو و تنضج شخصيته ، فلا يستطيع الإنسان أن يكون وحيدا منعزلا و إن وجد لا معنى لحياة هذا الإنسان سيكون مجرد عدد ، فالإنسان فى حقيقته هو كائن فى علاقة.
كان آدم و حواء رغم اختلاف جنسهم مجتمعا متكاملا حيث ظهر فيه التكامل و المساواة بينهم و ايضا ظهر فيه الكيان الواحد "يكون الاثنان جسدا واحدا" على مستوى الروح والجسد ، و على مستوى العمل حيث يخاطبهم الله بلغة الفريق "أثمروا وأكثروا واملأوا.." ، و عندما فسد هذا المجتمع بالخطية تغرب الإنسان عن ذاته الحقيقية ليرى نفسه فردا و رأى فى الآخر منافسا و منازعا (قايين وهابيل) فتولدت مشاعر الحقد و الكراهية و الغيرة و المنافسة ، و التفكير فى التخلص من الآخر فكانت أول جريمة نسمع عنها القتل ليبدأ الصراع بين الإنسان و الآخر.
لكن عندما جاء السيد المسيح ليتمم الفداء ظهرت الكنيسة كمجتمع الخليقة الجديدة الذى ينتمى الى الرب يسوع الذى يقوده روح الله ، فالكنيسة مجتمع يجمع بداخله أبناء الله كأعضاء لا أفراد ، مجتمع عنوانه المحبة و هدفه الحياة الأبدية .