كتب: سامية عياد
يتغلغل الكسل فى حياة البعض فيجعلهم فى حالة تراخ و عدم الرغبة فى العمل و تجنب التعب و تقديم حجج واهنة على كسلهم و هو ما يعد خطيئة تقف حائل أمام خلاص النفس..
يدعونا القمص بنيامين المحرقى فى مقاله "خطية الكسل" الى تجنب الكسل و العمل بجد و اجتهاد سواء فى حياتنا الروحية أو حياتنا العملية ، فالقديس الأنبا أنطونيوس شعر فى يوم ما بالملل فبدأ يشكو الى الله و يقول "يا رب إنى أحب أن أخلص لكن الأفكار لا تتركنى ، فماذا أصنع ؟" فسمع الله شكواه و ارسل ملاكه لعزاء القديس وتقويته ، إذ برجل بلباس الرهبان جالسا أمام قلاية القديس يضفر الخوص ثم يتوقف عن عمله و يقف ليصلى ثم يعود يعمل ثم يتوقف للصلاة و هكذا ، ثم تحدث الملاك مع القديس قائلا : "أعمل هكذا وأنت تستريح" ففعل القديس نفس ما كان يفعله ملاك الرب و لم يدع الملل يضايقه مرة آخرى .
الكسل يجعل الإنسان يقصر فى جهاده الروحى فيفقد النعمة التى حصل عليها فى سر المسحة ، و يصل الى الفقر و العوز و السقوط ، عكس ما يصل إليه الإنسان الذى يجتهد فى حياته الروحية فيقتنى الفضائل و ثمار الروح القدس ، ايضا الكسل يجعل الإنسان عاطلا لا يعمل متطفلا على غيره و على المجتمع ، و فى هذا يقول معلمنا بولس الرسول "إن كان أحد لا يريد أن يشتغل فلا يأكل أيضا" و يقول السيد المسيح "لأن الفاعل مستحق طعامه" .
احذر الكسل و لا تدع له مكانا فى حياتك لعله يعطلك عن السير فى طريق الرب فتخسر خلاص نفسك ..