مينا ملاك عازر
مصر تحاكي أمريكا، تضع قدمها بجوار قدمها، تضع رأسها بارتفاع رأسها، نناطح أمريكا في عراقة ديمقراطيتها، ونسبقها إلى ما وصلت إليه فعلاً، وهي أن يكن لها رئيسين جمهورية فنتفوق عليها، ويكون لدينا أربع رؤساء جمهورية واثنين رئيسي وزارة، فعندنا مبارك الرئيس المخلوع، ومرسي الرئيس المعزول، وعدلي منصور المستشار الجليل والرئيس السابق، والمشير عبد الفتاح السيسي الرئيس الحالي، وعند جماعة الإخوان رئيس واحد، وفي رئاسة الوزارة إبراهيم محلب رئيس وزراء قائم بالأعمال ومسيرها، وعندنا الباشمهندس شريف إسماعيل مكلف بالمهمة الثقيلة وهي تشكيل الوزارة المهمة التي لثقلها أعفي منها وتُركت لأجهزة أخرى بالدولة، وتركوه ليرتاح في فندق الماسة إلى أن تعرف الأجهزة من يعاونها، أقصد من يعاونه في الحكومة المؤقتةقصيرة الأجل كما هو مفترض.
أمريكا بيبقى لديها رئيسين رئيس منتخب لم يسلم السلطة وآخر انتهت فترة رئاسته وتسمى إدارته في هذه الفترة بالبطة العرجاء،ويستمر هذا الوضع عندهم لمدة شهرين، وهذا ينص عليه دستورياً من أول نوفمبر بلحظة إعلان نتيجة الانتخابات وحتى العشرين من يناير حين تُسلم السلطة للرئيس الذي انتخبه الشعب، وفي مصر لا نعرف متى ستتسلم الأجهزة المعنية بتشكيل الحكومة السلطة لتسليمها للباشمهندس شريف إسماعيل، هي صحيح أجهزة سلطاوية لكن السلطة شكلاً في يد محلب، إسماعيل ينتظر وينتظر ويبدو أن انتظاره قد يطول قليلاً عن أسبوع منذ تكليفه وحتى لحظة كتابة هذا المقال.
نتفوق عن أمريكا في أننا لدينا أشياء كثيرة موازية ومتزامنة وغير مفهومة، وهذا يجعل من الإعلاميين مافيش فايدة فيهم، ما بيعجبهمش العجب ولا الصيام في شهر رجب، الرئيس قال للإعلاميين مافيش فايدة فيكم، ولأني أعتبر نفسي من زمرة الإعلاميين هؤلاء الذين لا فائدة منهم ولا فيهم، فأحب أقول للرئيس نعم مافيش فايدة فينا، لإنمافيش فايدة في حد، الكل ماشي بأبو قديمه، عايزنا ليه نطور نفسنا!؟ هو كنت حضرتك عرفتنا مشيت محلب وجبت إسماعيل ليه!؟ عشان إحنا نبطل نعمل إللي مش عاجب حضرتك، مثلاً هو كنت حضرتك فهمت الناس إيه اللي بيحصل في قضية الفساد حتى تقفل الباب أمام التكهنات والمتاجرين بفضول الشعب المصري عشان ساعتها لما نغلط ونعمل إللي مش عاجب حضرتك يبقى فعلاً مافيش فايدة فينا.
أجهزة الدولة التي اختارت صلاح هلال المتهم بالفساد والمتهم بريء إلى أن تثبت إدانته كمان مافيش فايدة فيها، مش بتعرف تختار يا فندم، اختارت إبراهيم سليمان وفسد، واختارت صلاح هلال وفسد مش بتبقى مغسلة وضامنة جنة، يا فندم في حاجات كتيرة ومؤسسات أكتر في البلد مافيش فايدة فيها، وما بتعلنشي للناس بشفافية تقطع على الفتايين الإعلاميين الطريق أمام فتيهم إللي مش بيعجب حضرتك، زي انعدام شفافية وحيادية الطب الشرعي في قضية مريم ملاك ولا قضية خالد سعيد، وهناك انعدام شفافية في قضية تلوث مياه النيل في الشرقية وغرق صندل الفوسفات وغرق مركب الوراق وحاجات كتيرة من حق الإعلام فيها يقول ويعيد، وأهمها شلت محلب وجبت إسماعيل ليه؟ وإيه مقومات إسماعيل عشان يبقى رئيس وزراء مصر.
المختصر المفيد أيوه مافيش فايدة فينا عشان مافيش فايدة فيهم.