مينا ملاك عازر
اليوم أُكمل من حيث توقفت المرة الفائتة، مستعرضاً لبعض مواقف ورؤى الناس لمشهدي الفساد الكبيرين، حين سقط وزير الزراعة وعمدة مكافحي الفساد، الأول هو الدكتور صلاح هلال الذي يقول الكل عنه أنه بسيط ومتواضع، ومش منظر متهم أبداً، والثاني هو الباشمهندس حمدي الفخراني الذي كان سقوطه مفاجأة، تحدث المقال الفائت عن رؤية الإخواني والحقود ومدعي الحكمة والمطبلاتية، وكلها رؤى متناقضة ومتضاربة لنفس المشهد، وها أنا أُكمل لحضرتك بعض النظرات لنفس المشهدين.
لو حضرتك شامت على هؤلاء الذين في السلطة، ولديهم السطوة بغض النظر عن إخوانيته أم لا، فستقول في كل هدوء يغطي نار الشماتة، آدي آخرة إللي في السلطة كلها نار وآديهما إتلطا سواء الوزير أو حمدي كلاهما يستاهل، وأكيد ربنا غضبان عليهم، بعد ما علىَ الوزير ورفعه بعد أن كان نسياً منسياً ومركون على الرف في وزارته، فجأة بقى وزير كان ربنا مديه فرصة، لكن الفساد مالهوش رجلين جاب رجله ووقع في الخية، ولا الباشمهندس إللي صدعنا بالأخلاق والمبادئ آدي ابنه مقبوض عليه في قضية سطو مسلح، وهو نفسه إتقبض عليه في قضية رشوة، وسلم لي على المبادئ.
لو حضرتك من هؤلاء المعارضين للحكومة وللرئيس السيسي، ستقول آهوه شفتم بنفسكم مالهمش عزيز ولا غالي، الراجل لسه متبرع من أسبوع بمائتين وخمسين مليون جنيه لتحيا مصر، ورغم كده قلبوا عليه، وأقالوه وقدموه للمحاكمة وحتى حمدي الفخراني قلبوا عليه، آدي ثورتهم أجنحتها بتضرب في بعضها، والقوية فيها بتأكل الضعيفة، وظهر من بينهم الفسدة والمرتشين.
لو حضرتك من معارضي ثورة يونيو لأنها جات على ثورة يناير المجيدة إللي حضرتك قمت بها، وتعتبرها مثل بنت من بناتك وإللي يختلف مع أي شيء تعمله هذه الثورة يبقى ما بيفهمشي، حاتقول شفتم بقى الفرق بين الثورتين، ثورة يناير جابت حد فاسد متهم بقضية فساد زي الفخراني أو الوزير، لكن ثورتكم بقى جايبة ولسا حتجيب، وحتنسى خالص إن واحدة من أسباب وصول الإخوان للسلطة هي ثورة يناير التي لم يحسن قيادتها فأدت لكارثة وصول جواسيس وخونة للحكم، ذلك لا ينفي أن ثورة يناير أطاحت بالكثير من رموز الفساد.
لو حضرتك من هؤلاء الذين بلا أهواء وبلا أي ميول سوى حب الوطن، ستصمت منتظر ما ستكشف عنه التحقيقات الأيام القادمة، وستكشف عنه أحكام القضاء، وتتمنى من كل قلبك أن يحمي الله مصر من كل الفسدة كبيرهم وصغيرهم، وقبل كل شيء القوانين الفاسدة المتضاربة التي ربما لها دور في إسقاط وزير الزراعة في قضية الفساد الكبرى هذه.
المختصر المفيد مصر فوق الجميع، والجحيم لكل فاسد مهما كان.