الأقباط متحدون - كلمة أخيرة إلى الدكتور خالد منتصر رداً على كلمة أخيرة نشرها سيادتة ( المصرى اليوم ) ..
أخر تحديث ٠٥:٠٩ | الجمعة ٢١ اغسطس ٢٠١٥ | ١٥مسرى ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٥٩السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

كلمة أخيرة إلى الدكتور خالد منتصر رداً على كلمة أخيرة نشرها سيادتة ( المصرى اليوم ) ..

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
القش بيسينتى جرجس
عزيزى ، بعد التحية والدعاء بالبركة .. نعم البركة ، ومن قلب صاف محب أتمنى لكم فاعليتها ..
 
سيدى الفاضل ، تلخيص كلمتك الأخيرة ، والمنشورة بالمصرى اليوم ، يتمحور ويتمركز حول إنكار كل ما لا تفسير علمى له ، وإنكار إيماننا بالبركة والأسرار وإعتبارها نوعاً من التخيلات والخرافات .. ودعنى أن أرد فى إيجاز ، ولا أطمع كثيراً فى إقناعكم - عزيزى - وإن كنت أتمنى ، ولكنى أبغى بالأكثر تثبيت إيمان أبنائنا وبناتنا وإزالة الشك من نفوسهم ..
 
عزيزى الفاضل ، كلنا يؤمن بالعلم ويحترم قوانين الطبيعة والكون ، ونؤمن أن درجة غليان الماء واحدة بكل بقاع الأرض ، ولكن دعنى أسألك عزيزى : ( أليس الله - جل إسمه القدوس ـ قادر أن يغير هذا القانون فيغلى الماء عند درجة ٢٠ فى موزمبيق أو أمريكا ؟ ) ، إن كانت الإجابة بالنفى فسيادتكم لا تؤمن بأن الله قادر على خلق آدم من تراب ، إذ لا يمكن لمنطق علمى أن يشرح هذا .. !! 
 
وما أقوله عن الخلق أقوله عن كثير من أحداث ذكرتها كتبنا المقدسة وخرجت تماماً عن كل قوانين الطبيعة .. وهنا ينتهى الكلام والحوار ، ويحول الموضوع إلى لجنة من علماء متخصصين فى الرد على الإلحاد ، إن أنكرنا هذه ( لا قدر الله ) ..
 
أنا هنا لا أتهم سيادتكم بالإلحاد ـ لا قدر الله ـ تماما كما تقول سيادتكم أنكم لا تقصد السخرية بدين أو عقيدة ، أنا هنا - عزيزى - أعرف وأؤكد أنك مؤمن بوجود الله - جل إسمه القدوس ـ وأثق فى إيمانكم ، ولهذا أتعجب جداً أنك تنكر قضية الإيمان بالأسرار ( أى ما يغيب عنا ) فى مقالك ، وتحمل ( مسطرة ) العلم وحدها لقياس الأمور كلها بها ، فهل تستطيع قياس قصة الخلق بها ؟ وهل تستطيع أن تفسر بها ( كن ، فيكون ) ؟ 
 
لقد قمت سيدى بقياس الروحى بمسطرة المادى فتاهت الأمور معك وعنك ، تسألنى عن المادة الفعالة فى الزيت حتى تمنح الشفاء ، وأنا أسألك عن البروتين والدهون وبقية المكونات العضوية فى التراب حتى تخلق لنا آدم .. !! ، وإن عجزنا عن الإجابة ، وبلا شك سنعجز ، فماذا أقول عن الروح والنفس البشرية بكل أعماق أسرارها .. !!
 
حقاً ، كم كان السيد المسيح القدوس محقاً فى تساؤله الذى وجهه إلى نيقوديموس ، ولا يزال موجهاً لنا : ( إن كنت قلت لكم الأرضيات ولستم تؤمنون ، فكيف تؤمنون إن قلت لكم السماويات ) - يو ٣ : ١٢ .. !!
 
الإيمان هو الثقة بما يرجى ، والإيقان بإمور لا ترى ( عب ١١ : ١ ) ، هذا هو تعريف الإيمان بحسب شرح كتابنا المقدس ، وبمسطرة الإيمان نرى السماء ، ونثق فى وجود الله وقدرته كضابط الكل ، ونرجو ونترجى الحياة الأبدية ، وبهذا القياس نسمى وندعى ( مؤمنين ) .. 
 
يؤسفنى عزيزى أن تجمع الكل فى سلة واحدة فى قولك ( من يتبنى خرافة غير علمية هو الذى يهين الدين ) ، وهنا أؤكد وجود الخرافات ، وأرفض هذه الخرافات بلا أدنى شك ، ولكنى أؤكد أيضاً أن أموراً كثيرة حولنا فى هذا الكون لا يمكن أن نفسرها علمياً ، لا لعجز فى العلم أو إنكار ِ له أبداً ، ولكن لعجزنا نحن ولمحدودية فكرنا وقدرتنا ، فنحن لانرى الله ولكننا نؤمن به ونثق فى وجوده - جل إسمه القدوس - فهل من تفسير علمى حتى لا نتهم بأننا نتبنى خرافة لا قدر الله ؟
 
كلمتكم - سيدى - فى المصرى اليوم تغلق باب النقاش إذ تنكر علينا مقياساً هاماً جداً ، ألا وهو الإيمان ، وإن ضاع الإيمان ، والبركة ، والأسرار ، إن ضاعت هذه لضاعت السماء والأبدية بل ولضاع وجود الله ذاته ( حاشا ولا سمح الله ) من حياتنا .. الله صاحب القوانين والعلم والفيزياء والكون بكل أسراره والقادر على تغييرها وتسيرها حسب قدرته غير المحدودة ..
 
وإن سلمنا بالتفسير العلمى لكل الأشياء ، فدعنى أسألكم سيدى ، هل يستطيع بشر - أى من كان - أن يدعى أنه يفهم ويعى كل العلم ؟ وهل كان يتخيل أجدادنا ومن ترك الحياة من خمسين سنة لا أكثر أن يصدق أن إكتشافاً ( ولا أقول إختراعاً ) إسمه ( شبكة النت ) أو الكومبيوتر سيكون بين أيدى الأطفال اليوم ؟ .. عزيزى ، علمك كله ومعرفتك كلها هما إكتشاف قدرة الله التى يسمح بها لنا يوماً بعد يوم ، وهناك الكثير والكثير جداً لم يكتشف بعد ، وسينتهى العالم يوماً وهو يجهل الكثير ، إلى أن نلقاه - له المجد - وتنكشف كل الأسرار ونحن متحررون من محدودية هذا الجسد ..
 
نحن لا ننكر العلم أبداً عزيزى ، وإيماننا فى البركة تأكيد وإعلان عجزنا عن فهم كل الأسرار الكونية أو حكمة الله بلا شك ، وقولك أن كبار القساوسة يلجأون إلى لندن وأمريكا طلباً للعلاج هو لنا وليس علينا - عزيزى - هو دليل إيمانهم بالعلم وثقتهم فى الطب ، وهذا لا يمنع أن يطلبوا البركة من الله ويستخدموا وسائط الكنيسة ، وفى إيمان يسلمون المشيئة له وحده - له المجد - سمح لهم بالشفاء أو لم يسمح .. نحن لا نفرض على الله مشيئة - لا سمح الله ..
 
وعندما نذكر المشيئة الإلهية فلا إعتراض ، فالمؤمن الحق هو الذى يصلى ما علمتنا إياه كلمة الله فى الصلاة الربانية ( لتكن مشيئتك .. ) ، وهكذا آمن بولس الرسول أن الله قادر أن يشفيه وطلب بلجاجة وإيمان ، ثم سلم للمشيئة الإلهية : ( تكفيك نعمتى لأن قوتى فى الضعف تكمل - ٢كو ١٢ : ٩ ) ، وهذا يفسر لنا شفاء البعض وعدم شفاء الآخرين رغم إيمانهم ، فمشيئة الله هى الأقوى ولا ندعى مؤمنين وأبناء إن لم نخضع لها ونؤمن أنها لنفعنا ..
 
،،، أخيراً ، أترفع - عزيزى - عن الرد على إتهامنا بإطالة الدقون للمتاجرة بالدين ، أو أن بيننا الملا أو راسبوتين ، وأؤكد لسيادتكم وبكل الإحترام أننا تابعى السيد المسيح القدوس الفقير
الذى لم يكن له أين يسند رأسه ، والذى قال لنا وأوصانا بكل الوضوح ألا نتاجر بالدين فى قوله ( مجاناً أخذتم ، مجاناً تعطوا ) ، وهكذا سارت الكنيسة منذ تأسيسها ، فإطمئن سيادتكم ، لن نبيع أسرارنا بكل كنوز العالم ، فإيماننا لا تساوية كل الكنوز ..
 
سيادتكم كتبت لنا كلمتك الأخيرة ، فإسمح لى سيدى أن تكون كلمتى هى أيضاً الأخيرة ، مع الدعاء بالبركة ..

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter