الأقباط متحدون - الكنيسة والفنون وأهل الكار !!
أخر تحديث ٠٧:٢٨ | الأحد ١٦ اغسطس ٢٠١٥ | ١٠مسرى ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٥٤السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الكنيسة والفنون وأهل الكار !!

الكنيسة والفنون وأهل الكار !!
الكنيسة والفنون وأهل الكار !!

بقلم : مدحت بشاي

لا شك أن الفن القبطى يُعد بما أثرى به الحضارة المصرية من اعمال وإنجازات خالدة يُعد مرحلة ومحطة هامة في تاريخ الفن المصري القديم، ولعل الأعمال الجدارية المنقوشة والمنحوتة على جدران كهوف الإنسان البدائي ثم جداريات المعابد والمقابر في عصور الحضارات القديمة وهياكل المصريين والفن المصري في المراحل الوسطي والأخيرة، نرى لها الامتداد الإبداعي والحضاري على جدران وأسقف هياكل و ساحات الكنائس، وخير شاهد على عبقرية وروعة المرحلة المسيحية ما يضمه المتحف القبطي من أعمال بلغت أعداد مقتنياته 16000 مقتنى متنوعة الخامات وطرق التنفيذ والإبداع ... بمناسبة اليوبيل الذهبي لإنشاء الكاتدرائية المرقسية بالعباسية (عام 1965 الإنشاء/ عام 1968 الافتتاح)، أعلنت إدارة الكاتدرائية عن مسابقة فنية لتصميم جداريات وأيقونات لإتمام إنجاز المرحلة الأخيرة لاكتمال بهاء كاتدرائية تمثل أعرق كنائس العالم الارثوذكسية..لكن للأسف جاء نص الإعلان المنشور في إصدارات الكنيسة يحمل الكثير من علامات الاستفهام، والتي أثارت غضب أهل الإبداع والاختصاص، ولا تبشر بإنجاز أعمال تليق بذلك الصرح الروحي العتيد..

يعني إيه مسابقة محلية لصرح ديني عالمي تاريخي يخص كل أقباط الكنيسة الارثوذكسية في العالم؟!!
لماذا يناشد الإعلان الفنان المسيحي فقط للمشاركة، رغم أن الفنان المصري المسلم قد شارك عبر التاريخ في العديد من الإنجازات الحضارية المسيحية، كما شارك الفنان المصري المسيحي في إنجازات منشآت أخيه المسلم؟!

تطلب المسابقة من الفنان رؤية فنية متكاملة للكاتدرائية من الداخل، وهو أمر غريب يشير إلى غياب تلك الرؤية أصلاً عند بناء الكاتدرائية، حيث يشير ذلك إلي أنه لم تكن هناك لجنة تضم أهل الهندسة المعمارية والتصميم الداخلي وحتى الآن لوضع تصور متكامل لمساحات الإبداع وعلاقاتها المعمارية الجمالية ومراعاة القيمة الروحية للمكان الذي ستوضع فيه الأعمال، وأن الأمر متروك الآن للفنان التشكيلي يلعب على كيفه!!!

يطلب الإعلان مساقط رأسية وأفقية من الفنان المشارك في نكتة غير مسبوقة، فالمفروض أن يتم إعداد تلك المساقط للأماكن المراد المساهمة بشغلها بتصميمات فنية، ويتم تسليمها للفنان مع كراسة شروط واضحة الرؤية من جانب الإدارة وعبر إشراف لجنة مشكلة من أهل الفن والعمارة وممثل للمجمع المقدس وأساتذة تاريخ الفنون والحضارات والآثار!!!

جاء في الإعلان «لا يعتبر قرار لجنة تحكيم الأعمال المقدمة نافذاً إلا بعد موافقة واعتماد قداسة البابا تواضروس الثاني»... وهنا أذكر بصفحة في تاريخ الفنون المسيحية، عندما أنجز الفنان العالمي «مايكل أنجلو» إحدى مراحل أهم أعماله على سقف الكنيسة في عصر النهضة، وقامت الدنيا ولم تقعد من جماعات التشدد يطالبون الكنيسة بأن تطالب الفنان بالتوقف حيث كيف يتم تصوير أجساد عارية في مكان صلاة، ووصل الأمر إلى تشويه الأعمال لتغطية أجزاء من أجساد شخوص اللوحات، ولكن الكنيسة انتصرت لرؤية الفنان، ولم تتدخل لنكسب عملاً تاريخياً عبقرياً خالداً
ذكر في شروط المسابقة أن المطلوب تصميمات متكاملة للهياكل والشرقيات وصحن الكنيسة والحوائط والقباب والقبوات (مساحات تتجاوز آلاف الأمتار) فى مدة شهرين .. !!

المسابقة تفتح المجال لأي خامة!!.. ولا دراية بالخامات وجودتها والمناسب تاريخياً منها.. ويتجسد عدم الدراية اعتبار ان الكانفس (قماش محضر للرسم عليه بالالوان الزيتية) احدى الخامات المقترحة!!!
وتم التنفيذ بلجنة تقييم لم نسمع عن إنجاز فني لأحدهم ، رغم إن كاتدرائيتنا المصرية العظيمة بتاريخها ورمزيتها كانت في حاجه لإجراء مسابقة بين فناني العالم !!!
   
يقول المثل المصري الشهير "إدي العيش لخبازينه ولو أكلوا نصه"، ولا إيه يا آباء كنيستنا العظيمة؟!


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter