مدحت بشاي
في إطار مطالبة الرأي العام ، بل وبما جاء بإلحاح في أكثر من خطاب للرئيس السيسي حول تجديد الخطاب الديني والثقافي ، كان ينبغي أن نعيش حالة تسمح بقبول التحاور حول أهمية الانصات لصوت العقل والعلم والأخذ بأسباب التقدم ، وكنت أتصور الاتجاه للاحتفاء بالرموز الوطنية التي قام أصحابها بجهود وإنجازات فكرية رائعة لمقاومة حملات تجار الأديان ، ومن يرون أنهم فقط الأوصياء على الناس فيما يمارسون من عبادات وشعائر وطقوس وفق رؤاهم الخاصة جداً. وإلا أخرجوهم من الدين والمله وإلى حد التكفير والتحريض ضدهم ..
وفي ذكرى مقتل فرج فودة الكاتب والمفكر المستنير كنت أتصور ، وفي معرض الاهتمام بإحياء رسالته التنويرية أن تتولى العديد من المؤسسات الثقافية والدينية تنظيم العيد من الاحتفاليات ، ولكن للأسف لاحظنا مؤخراً حملات هجوم صحفية وإعلامية ، وبعضها حكومية وكأنها أجهزة تابعة لمنظمات التشدد وتصدير الفكر المتطرف ...
في مقال هام للمهندس عزت بولس رئيس تحرير موقعنا " أقباط متحدون " تناول ردود فعل الندوة الهامة والجريئة التي تم فيها استضافة الطبيب والكاتب خالد منتصر ..
أختار منها ماتم طرحه من أسئلة حول جدوى وأهمية عقد مثل تلك الندوات .. يقول بولس " في ندوة عامة أقيمت منذ أيام لمجموعة" علمانيون"، تناول الدكتور خالد منتصر موضوع هام يمس كل المصريين وهو خطورة ربط الدين الثابت والمقدس بالعلم ك"متغير" بلغة أكثر وضوحًا خطورة ما يُسمي ب" الإعجاز العلمي في الأديان" وذلك ليس فقط بالدين الإسلامي وإنما بالأديان كافة. المتابع للمحاضرة يجد أن د. خالد منتصر أستطاع ببساطة لغوية وتسلسل فكري واحترام للأديان كافة، أن المروجين لما يُسمي ب" الإعجاز العلمي بالأديان" لا يهمهم حماية الدين المٌقدس، وإنما يستغلوا بساطة البعض وجهل البعض الأخر لصناعة نوع جديد من " البيزنس" الذي يبيع الوهم، ولا يبحث بمعالجة الأسباب الحقيقية لتراجعنا الحضاري كشعوب عربية بوجه عام ومصر على وجه الخصوص. في مصر هناك سلوك برأيي مثير للشفقة، فكل طرف ديني يري أنه لا" إعجاز علمي " بدين الأخر، لكن لا يقبل نظريًا أن يكون معتقده الديني هو أيضًا بلا هذا " الإعجاز العلمي"، فالمتشددين إسلاميًا تنفرج أساريرهم عندما يفند منتصر أو غيره من العلمانيين، الحقيقة العلمية لما يُسمي بلغة المسيحي" معجزة"، والعكس تمامًا يحدث من قبل هؤلاء المتشددين،
عندما يكشف منتصر حقيقة المتاجرين بشرح النص الديني الإسلامي على نحو بعيد عن معناه القيمي والأخلاقي الرائع. أنتشر مقطع بسيط من لقاء ممتاز علمي للدكتور خالد منتصر، وتداولته المواقع الإخبارية، بطريقة " القطيع الإليكتروني" بصورة لم نعهدها إلا عندما يكون ورائها محرك " إخواني الهوي" – دعنا لا ننسي أن شباكات التواصل الاجتماعي يحركها الإخوان أولاً- لينهال التكفير والمزايدات الرخيصة على د. منتصر. ونحن نوضح كإدارة" الأقباط متحدون " إننا نشعر بعمق الأسف ، لما لقاه د. منتصر من تهديدات واتهامات من كلا الجانبين المسيحي الاسلامى،كنتيجة لنشر هذا المقطع، ولكن يبقى التساؤل: هل يعتقد أن كل من ذو فكر راجح وعقل متفتح، أن فكره بمجتمع لا يقرأ ولا يستطيع مناقشة ثوابته من أرضية فكرية محايدة، أنه سوف يُقابل بالترحاب؟ أو حتى النقاش بعيدًا عن المزايدات الرخيصة المُستغلة للجهل ؟ اعتقد أن كل من يحاول الخروج عن نص الأفكار المتوارثة والعادات المتداولة مصريًا وعربيًا، سوف يقابل بهجوم ضار ومحاولة لإسكاته من تجار" التدين" الذين يسعون لمواصلة الهيمنة على عقول الناس ..
وفي هذا الجزء من المقال أعرض أيضاً جوانب من مقال هحومي يبدو محرضاً ضد "منتصر " وعلى صفحات مجلة قومية عتيدة ..
يقول الكاتب " لم يكن أحد يتخيل أن يخرج من بيننا من يدعي أنه تحدث مع الله ولو كان ذلك في المنام ، ولا كان متوقعاً أن طبيباً محترماً ، أو هكذا نظنه ، يتصدى لأمر يمس عقيدة ثابتة عند المسلمين ويلوث ماء زمزم الطاهرة بشائعة مسمومة ، لكن هنذا هو ما أوصلنا إليه ، حال المتجاوزين والمدعين ومن لم يجدوا من يقطع ألسنتهم ، ظنوها " فوضى ومولد وصاحبه غايب " تخيلوا أن الدين هو " هفية " هذا العصر ، وكل من هب ودب يتجرأ عليه بلا حساب ولا عقاب
ويضيف ساخراً "هي خيبة أن نصمت وكأننا عاجزون عن الدفاع عن مقدسات ديننا وثوابته .. وهي كارثة ـن نمنح أمثال هؤلاء مساحة يدسون من خلالها سمومهم في عقول شباب مازالت عقولهم لم تنضج وقواعد إيمانهم لم ترسخ . أما الدكتور خالد منتصر الذي يبدو أنه لم يجد نصيبه في الطب ، فحاول أن يجده على الشاشة ، مذيع بدرجة طبيب ، والمشاهد في مصر عموماً لا يسأل عن تخصص الطبيب ولا كفاءته ، المهم كلامه حلو ولسنه بينقط عسل ، وكثير من العسل يخالطه السم ،والدكتور خالد أبو لسان عسل ، عرف ياكل الدماغ مثل بقية أطباء البرامج ، ولأن كلمة السر في نجاح البرامج الطبية واللعب على مزاج المشاهدين والدكتور يعرف المزاج المصري جيداً فقد قرر أن يحول حلقاته إلى الملفات الجنسية ، بذكاء تجار الشاشة الدكتور يعلم أن الجنس إدمان للمصريين ولو حتى مجرد كلام ، والدكتور آخرته كلام ، زاد وفاض في حلقات الطب الجنسي إلى أن بلغت منتهاها وعندما فرغ إناء الجنس ولم تصلح حبات الفياجرا وشعر أن برنامجه لم يعد له نفس نسبة المشاهدة ولا كلامه له نفس القبول قلب على الوجه الآخر ،
اللعب على الدين ،أزمة وتمر لكنها ستعيد إنتاج الدكتور من جديد ، مفيش مانع من تجاوز ثوابت الدين الإسلامي ، ياما تجاوز آخرون في حقه ولم يطلهم سوء ، والضرورات تبيح المحظورات ، واستعادة الجماهيرية للدكتور تستحق التضحية ولو على حساب الدين الإسلامي .الدكتور خالد هذه المرة وإن كان تحدث خارج برنامجه ، لكن المصلحة واحدة ، ، رواج ما بعد الركود تحدث عن الصيام ، أحد الأركان الخمسة للإسلام الذي من المفترض أنه يعتنقه .. سخر من المسلمين الذين يصومون ، لأنهم يظنون أن الصيام مفيد للصحة ، بينما الدكتور خالد اكتشف بألمعيته الطبية وذكائه الذي يستحق عليه جائزة نوبل في " الفتى الطبي " أن الصيام مضر ، كان فين الدكتور من زمان ، حتى يفسر لنا الماء بالماء ، أطن الدكتور لم يقرأ كتاب الله ليعلم أن هناك من الصيام للمريض ، يعني الموضوعلا يحتاج رؤية الدكتور ، لكن القصة ليست في الرؤية الطبية وإنما المساس بأحد أعمدة الدين " ..
للحديث بقية لكشف مدى مغالطات الكاتب الذي عنون مقاله ب " من سقطات إيناس إلى افتكاسات منتصر " !!
medhatbeshay9@gmail.com