الأقباط متحدون - اغتصاب في محراب التعليم.. مزّقوا ملابس المعلمة لرفضها الغش
أخر تحديث ٠٧:٢٦ | الخميس ٢١ مايو ٢٠١٥ | ١٣بشنس ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٦٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

"اغتصاب" في "محراب التعليم".. "مزّقوا ملابس المعلمة لرفضها الغش"

وزارة التربية والتعليم
وزارة التربية والتعليم

 لم تكن تعرف المعلمة "أ.ح" التي منعت الغش في مادة الدين، بمدرسة طلعت حرب بإدارة العمرانية بالجيزة، أن مصيرها سيكون تمزيق ملابسها ومحاولة اغتصابها من بعض الطلاب، فور انتهاء توقيت الامتحان، وعندما تستغيث بمدير الإدارة التعليمية يكون الرد "هعدي عليكم بكرة". 

 
ولكن: كيف بدأت الواقعة؟ 
عندما أصرت المعلمة- التي تتحفظ بوابة الأهرام على نشر اسمها- أن تطبق القواعد داخل لجنة امتحان مادة الدين الإسلامي، ومنعت قيام بعض الطلاب بغش السورة المطلوبة في الامتحان، هاج الطلاب وارتفعت أصواتهم داخل اللجنة، ورغم ذلك لم تخف أو تستجب لهم، وأصرت أن تضبط اللجنة، وتمنع الغش نهائيًا، إلى أن جاءت لحظة تجميع أوراق الإجابات فور انتهاء الوقت الأصلي للامتحان. 
 
خرج الطلاب إلا بعضهم من اللجنة، وأثناء خروج المعلمة، هجم عليها نحو 10 طلاب في محاولة تمزيق ملابسها ومحاولة اغتصابها، فسقطت على الأرض، وهنا صرخ باقي الطلاب "الحقوا الأبلة"، فهرول جميع المعلمين بالمدرسة إلى مكان الواقعة، في محاولة لإنقاذها من براثن هؤلاء الطلبة، بعد تمزيق ملابسها بالفعل. 
 
لم يستطع المعلمون بالمدرسة ضبط أي طالب ممن ارتكبوا الواقعة، والجميع تفرغ لتهدئة المعلمة، بعد إصابتها بحالة انهيار عصبي، ولم يكن أمام المعلمين سوى الاتصال بمدير الإدارة التعليمية لإبلاغه بالواقعة، وأن المعلمة أصيبت بالانهيار، وكانت الصدمة من مدير الإدارة: "هبقي أفوت عليكم بكرة"، حسبما روي أحد المعلمين لـ"بوابة الأهرام". 
 
لم تمر لحظات حتى قام نفس الطلبة، بإحضار كميات من الحجارة وزجاجات المياة الغازية الفارغة، وقاموا بإلقائها على المعلمين من أعلى سوى المدرسة، فاستغاث المعلمون بالشرطة، وكانت الصدمة الثانية: "مش هنعرف نيجي دي الوقت". 
 
كانت الصدمة الثالثة، عندما حضر مدير الإدارة التعليمية إلى المدرسة في اليوم التالي للواقعة، وحضر نفس الطلاب لأداء الامتحان، وكأن شيئًا لم يحدث، وكأن معلمة تم الاعتداء عليها وتمزيق ملابسها، وتجول مدير الإدارة، وجاء اللجنة التي يمتحن بها الطلاب، وقال لأحدهم: "عيب ياحبيبي متعملش كده تاني.. لازم تحترم المدرس بتاعك وتسمع كلامه". 
 
وبعدما يأس الجميع من موقف مدير الإدارة، اتجه معلمان حضرا الواقعة إلى مكتب الوزير محب الرافعي، وحكا له تفاصيل ماجرى بالضبط، وأصيب الوزير بالذهول من هول ماسمع، وتعهد برد كرامة المعلمة، وقام بإعطاء رقم هاتفه الشخصي للمعلمين، وقال لهما: "ده الرقم الشخصي بتاعي اللى بيكلمني عليه رئيس الوزراء، لو حقها مرجعش كلموني". 
 
انتهى اللقاء، ومرت ساعات حتى ذهبت المعلمة لتقديم شكوى رسمية إلى مدير الإدارة التعليمية، وكانت الصدمة الرابعة للمعلمة، بأنه حاول أن يقنعها بحل الأمر بشكل ودي، بعيدًا عن التحقيقات الرسمية. 
 
ومع تصعيد الأمر من المعلمين، والضحية نفسها، قررت بثينة كشك وكيل وزارة التعليم بالجيزة، إقالة مدير الإدارة وإحالته للتحقيق، وحرمان 5 طلاب شاركوا في واقعة محاولة الاغتصاب من الامتحان لمدة عام. 
 
غير أن الإقالة وحرمان الطلاب من الامتحان، كان أقصى ما استطاعت الوزارة ومديرة المديرية تقديمه للمعلمة التي التزمت بشرف المهنة لآخر لحظة، ورفضت أن تشارك في جريمة الغش، والأدهى من ذلك أن الامتحان كان في مادة الدين، وكأن "كرامة المعلم" لا تساوي أكثر من ذلك، ويبقى السؤال: ماذا قدمت الوزارة للمعلم كي يمنع الغش ويكون مطمئنًا من أن هناك وزراة تصونه وتحفظ كرامته وتحمي عرضه؟. 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.