السبت ١٦ مايو ٢٠١٥ -
٠٧:
٠١ م +02:00 EET
صورة أرشيفية
عرض/ سامية عياد
وصية جديدة يجب أن نتبعها ظهرت فى قصة القيامة ، وهى علينا أن ننظر ، فقد تكررت كلمة "نظر أو رأى" فى مواقف عديدة بعد القيامة لتعبر عن النضج الروحى الذى يأتى من استنارة العقل..
فى مقاله "هلما انظرا" يحدثنا نيافة الأنبا يوسف أسقف تكساس عن مغزى كلمة "نظر" ، جاء فى انجيل القديس متى أن مريم المجدلية ومريم الأخرى ذهبن لتنظرا القبر وحثهما الملاك قائلا "هلما انظرا الموضع الذى كان الرب مضطجعا فيه" ، "فتطلعن ورأين أن الحجر قد دحرج" ، وجاء فى انجيل يوحنا "وفى أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية الى القبر باكرا والظلام باق فنظرت الحجر مرفوعا عن القبر" ، "وفيما هى تبكى انحنت الى القبر فنظرت ملاكين بثياب بيض .. ولما قالت هذا التفت الى الوراء فنظرت يسوع واقفا" .
والنظر هو مرادف الاستنارة العقلية بحقيقة أو إعلان ، فالنظرة تعنى دخول الإنسان الى مستوى جديد من المعرفة والاستعلان، واستنارة الإنسان من جهة حقيقة القيامة لا تأتى مرة واحدة بل بتدرج شديد ، ويتضح هذا فى الآيات السابقة حيث أن المريمات قبلن حقيقة الموت والدفن مع السيد المسيح بذهبهما الى القبر ، ثم برؤيتهم القبر الفارغ والحجر والأكفان التى هى براهين حسية ملموسة تثير الوعى العقلى بحقيقة القيامة ، ثم رؤية الملاك وهو إعلان بداية الدخول الى الوعى الروحى المبنى على الإيمان ووصلت المريمات الى قمة الاستنارة الروحية برؤيتهم يسوع حيث تكلل التدرج عبر المراحل السابقة التى لا تنفع شيئا ما لم تنته عند رؤية يسوع .
اعطينا يا رب الاستنارة العقلية أن نعرفك جيدا ونلمس حضورك دائما فى حياتنا لكى نصل الى قمة الاستنارة الروحية والارتباط بك برابط الحب الأبدى ..