مينا ملاك عازر
أنه من دواعي العجب، تزامن إعلان الرئيس السيسي عدم موت مصر مع إعلان بوتين سلامته، وأنه لم يزل على قيد الحياة، وأنه لم يصبه مكروه كما ادعى الأعداء عليه.
حقاً من دواعي العجب، لكنه أيضاً من دواعي الفخر أن يعلن أكثر رئيس أحبه المصريون عدم موت بلده من منصة أنجح مؤتمر اقتصادي شهده العالم، وشهدته مصر، الرئيس السيسي وهو يعلن عدم وفاة بلدنا مصر تشعر وكأنه كمن أحيى الله له حبيبته بعد أن ظن كل الظن بألا تلاقيا بينه وبينها، بدى واضح عشق الرئيس لبلاده، قد يكون هذا لعقيدته العسكرية التي تربي داخله حب الوطن، وقد يكون هذا لأنه تربى في بيئة مصرية خالصة أصيلة، تربي على حب الوطن، وحب فداءها بعكس أولائك الذين تمنوا موتها وفشل مؤتمرها الداعم لاقتصادها.
لن أحدثكم عن الإخوان وحنقهم على مصر ومؤتمرها الاقتصادي الداعم لها لكن أحدثكم عن قدر فرحتهم لو لا قدر الله تحقق ما تمنوه وما توقعته إسرائيل ونشرته صحافتها ومعها أمريكا وهو وفاة بوتين، فلعلهم قالا ها هو ثاني داعم لمصر ينتقل عن دنيانا فقد سبقه الملك عبد الله -رحمه الله- وها لحقه بوتين - والحمد لله- أن الله سلم ولم يلبي لهم أمنياتهم ونجى مصر من موتها وسلم وبقى بوتين حياً.
الإخوان ومن على شاكلتهم يخطئون في تقديرهم للموقف، يظنون أن الموقف في روسيا يمكن التشكيك فيه، كما شككوا في الموقف السعودي بعد رحيل الملك عبد الله وقالوا أن خلفه الملك سلمان سيتخذ مواقف مغايرة له، روسيا دولة مؤسسات لا تهتز لرئيس يرحل وآخر يأتي، روسيا على مدار عمرها تعتبر الإخوان جماعة إرهابية، ولا جديد بالنسبة لها في هذا، ولم يتغير موقفها منذ أن اعتبرت الإخوان إرهابية، لم تغير موقفها فهى لم تقابل مندوبها مقابلة رسمية محترمة كما قابلت خلفه في حكم مصر الرئيس السيسي.
مصر بقت، والسعودية ها هي تبقى تدعم مصر، وها هو بوتين حي، فهل ترغبون في المزيد من الأحداث لتكيدكم وتحرق دمكم، هل أقول لكم أن فرنسا نفسها تدعمنا بطائرات رافال، وأن ميركل تتطلع للقاء السيسي في ألمانيا، ألمانيا نفسها التي تأويكم وتساندكم، حيث نظر مندوبكم في ساعته متأففاً من الجلسة مع مستشارتها، ها مستشارتها ترنو للقاء رئيسنا السيسي، هل أنكأ جراحكم أكثر وأقول لكم أن رئيس بنك قطر الوطني محمد دياب يشير لاحتمالية تمويل البنك لمشروعات استثمارية في مصر.
ها هي مصر تلقنكم الدرس تلو الدرس، وأنتم تتجهون سريعاً لمزبلة التاريخ.