د. ممدوح حليم
أنشئت في الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي كنائس في شبرا صارت منارات لمدارس الأحد، هذه الكنائس هي:
كنيسة مار جرجس بجزيرة بدران، كنيسة العذراء بعياد بك، كنيسة الملاك بطوسون، كنيسة الأنبا أنطونيوس.

  انضم إلى مدرسي مدارس الأحد بهذه الكنائس عدد كبير من الشباب من المدارس الثانوية ( تحديدا ً مدرستي التوفيقية ومدارس الإيمان)، ثم التحق أغلبهم بالجامعة المصرية. تميز هذا الشباب بالطموح وانتمائه إلى الطبقة الوسطى وربما بدرجة من الاستعلاء كونه يدرس بالجامعة أو من خريجيها وكان ذلك أمرا ً نادرا ً آنذاك.

   كانت مدارس الأحد بكنيستي مار جرجس جزيرة بدران والعذراء بعياد بك وحدة واحدة، وقد اشتهرت كمدرسة مميزة قوية لمدارس الأحد بالعمل الاجتماعي من أنشطة صيفية كالنوادي الصيفية والمعسكرات، ومن رموزها د. وليم الخولي المؤسس للخدمة، د. هنري الخولي، المدرس سليمان نسيم وهو أول من أنشأ فصول إعداد الخدام. وكذلك وهيب عطاالله (الأنبا غريغوريوس فيما بعد) 

 أما كنيسة الأنبا أنطونيوس فقد اشتهرت بالتشدد والحرص الشدبد في المظهر من ملبس وعدم إطالة الشعر، والفصل بين الصبيان والبنات بدرجة شديدة.
 أما كنيسة الملاك بطوسون فكان من أبرز مدرسيها "إدوارد بنيامين" الذي كان أكبر سنا ً من غيره، وكان بمثابة الأب الروحي لأغلب التلاميذ الذين صاروا مدرسين بمدارس الأحد( هكذا كان يسمى خدام التربية الكنسية). وقد اشتهرت بالدعوة للإصلاح.

 ومن أهم مراكز مدارس الأحد آنذاك مدارس أحد الجيزة التي اشتهرت بخدمة القرية، وكذلك مدارس أحد أسيوط التي كانت آنذاك تعج بالنشاط المسيحي من مرسلين أجانب ووعاظ وجمعبات روحية ومدارس مسيحية. كانت أسيوط مركزا ً تبشيريا ً مهما ً على مستوى العالم يشار إليه بالبنان، وكانت أغلب الطوائف المسيحية لها رئاسة ومركز هناك، وقد نشط الأقباط الأرثوذكس أيضا من خلال مدارس الأحد. وقد حرصت حكومة الثورة على الحد من الوجود المسيحي في هذه المدينة الرائعة من خلال إنشاء الجامعة والتي صارت من خلال بعض رؤسائها مرتعا ً للجماعات المتطرفة والإرهابية.

   ومن خلال مدارس الأحد بشبرا بمراكزها الثلاث الشهيرة القوية الرائدة حدثت نقلة نوعية مهمة في تاريخ حركة مدارس الأحد. فما هي؟ هذا ما سنراه في الحلقات القادمة.