مينا ملاك عازر
في مثل هذا اليوم من أربع سنوات، سقطت الشرطة المصرية متأثرة بحشد جماهيري غير عادي كما كانت متأثرة بترهلها وغطرستها من كبيرها لصغيرها، وها نحن نراها ومنذ هذا اليوم إلى يومنا هذا، تترنح تحت وطأة أضعف الحشود ولكن في هذه المرة ليس لتعاظم الحشود وإنما لاستمرارها في غطرستها في التعامل، وهو ذلك التغطرس الذي دعمه قلة كفاءة والتواطؤ بعض الشيء في بعض الأحيان.
هذه الحقيقة المؤسفة التي آلت لها صديقي القارئ شرطتنا هي أكبر متسببب في بقاء أولائك الإرهابيين في أن يعيثوا في الأرض فساداً، لا أقل أنها هي التي تنفذ تلك الأعمال الإجرامية وتقتل رجالها وتزرع القنابل ولكنها تتخاذل وتغتر في نفسها فتتركهم يزدادون توحشاً، لا تعرف كيفية التعامل معهم لا تعرف كيف تقتص منهم وربما تعرف وتتخاذل، لا يستفزهم دماء أخوتهم فليعلنوا لنا إن كان الموضوع أكبر منهم
الجيش يعاونهم في سيناء، أيريدونه أن يعاونهم في مناطق أخرى، لا مانع، وهذا لا يعيبهم، فليتخلوا عن غطرستهم هذه وليخبرونا، هل يريدون الجيش أن يمد لهم يد المعونة أم أنهم يرون أنفسهم أكبر من الشرطة الفرنسية التي نزل لدعمها حوالي عشرة آلاف جندي من القوات المسلحة الفرنسية إلى الشارع بعد حادث شارل إبدو لمساندة الشرطة وإعادة الأمن للشارع.
شرطتنا ليست بحاجة فقط للجيش لدعمها، وإنما أيضاً بحاجة لتعامل أمني سليم، محتاجة للتخلى عن تلك الكمائن الثابتة المنتشرة المحفوظة والمعروفة والمتراخية، التي تزرع بجوارها القنابل وكأنهم يزرعون شجرة دون حراك من القوة الأمنية التي لا أعرف أين تكون أثناء زرع المتفجرات قرب الأقسام والكمائن الثابتة، الكمائن الثابتة لا قيمة لها، فالكل يعرف أين هي؟ وأين تقف؟ لا تغير أماكنها فيجيدون التعامل معها ليس فقط بزرع القنابل بجانبها وإنما أيضاً بإطلاق النار، وحينها لا تستطع أن ترد أيضاً، لأنها تؤخذ على حين غرة وكأنه من غير المتوقع أن يحدث هذا فتجد الشهداء والمصابين يسقطون منها في حين ينجو الجناة سالمين غانمين.
لا تنزعج فأنا لا أنسى نجاحاتهم في سيناء وغيرها من المحافظات وضرباتهم الأمنية مشهود لها ولكن لماذا هذا التراجع في المستوى الأمني ينزل فجأة في وقت من المفترض أنهم على أهبة الاستعداد، وعلى الدرجة القصوى من التأهب، وعلى علم أنهم مقبلين والعدو يعلن لهم إستراتيجيتهم وحتى بدون إعلانها نحن نعرفها ومعتادين عليها ومتوقعينها
إذن لماذا يفلح العدو في كل مرة أن يحقق نفس الإنجازات والنجاحات، وكأنه لا جديد أبداً في الأداء ولا أحد يتعلم من انهيار الشرطة في الثامن والعشرين من يناير ولا انهيارها المدوي في كل مناسبة، وسر غضبي أن الشرطة تنجح متى أرادت أن تنجح، وأكم من مناسبات تفلح في أن تؤمنها، إذن لماذا؟ ققولوا لي لماذا نترك أولائك الأشقياء ينجحوا
حتى يجدوا الفرصة للاتحاد الأوربي ليناشد جميع الأطراف ضبط النفس أو غيرها من المناشدات التي تساوي بيننا وبينهم، هم جماعة إرهابية لا يصح أن يكون على طرف المساواة معنا، اللهم –وللأسف- إلا في طريقة تعامل الشرطة معهم ذلك التعامل الذي لا يرقى عن كونه تعامل مجموعة بلطجية يشتبكون مع مجموعة أخرى فلا تشعر في العمل الشرطي وهم يواجهون المظاهرات للأسف بأي قدر من الحرفية والتعامل الأمني.
المختصر المفيد الأمن علم إن كنتم لم تتعلموه ولا تعلموه فقولوا نبحث عن حل لكم وحل لنا.