الأقباط متحدون - فلسطينى من غزة يعرض إبنته للبيع
أخر تحديث ١٦:٤٨ | الجمعة ١٨ اكتوبر ٢٠١٣ | بابه ١٧٣٠ ش ٨ | العدد ٣٢٨٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

فلسطينى من غزة يعرض إبنته للبيع

فلسطينى من غزة يعرض إبنته للبيع
فلسطينى من غزة يعرض إبنته للبيع

محرر المتحدون

نقلت صفحة " تمرد فلسطينى " أن هاني الحديدي "33 عاما" من سكان الشجاعية ان يعرض طفلته نهلة "6" سنوات للبيع من اجل الحفاظ على باقي أسرته وأطفاله وتلبيه احتياجاتهم ومحاولة تحسين حياة أطفاله البقية.

هاني الحديدي الذى كان يعمل في مجال البناء والطوبار قبل فترة طويلة يقول "عملت طوال حياتي في مجال البناء، ولكن الظروف الان صعبة ولا توجد فرصة عمل لي لأسد حاجات ورمق أطفالي الخمسة، واسكن في بيت استئجار واتعرض للملاحقة والمطالبة من مالك المنزل شهريا لعدم قدرتي على الالتزام بدفع اجرة المنزل "500" شيكل، إضافة لفواتير الكهرباء والمياه الشهرية".

وتابع "لدى اربع بنات وولد، وابنتي الصغرى تحتاج لعملية في عينها في الشهرين المقبلين، وابنتي الثانية المولودة قبل خمسة أشهر تحتاج لعملية ايضا في اذنها، وابنتي الثالثة تحتاج عملية في أسفل قدمها ولا أتمكن حاليا من أي إجراء أو دفع أي رسوم أو إجراء أي عملية نظرا لعدم امتلاكي لأى شيكل في جيبي".

وأضاف"قررت أن أبيع ابنتي الغالية على قلبي نهلة والتي اعتبرها منارة قلبي هي وإخوتها أيضا، بمقابل مادي على ان يكون المبلغ كفيلا ان ينقل حياتي انا وأبنائي نقلة نوعية في تحسين ظروف حياتنا وتلبية احتياجاتهم، ورسم البسمة على شفاههم على ان استمر في الاطمئنان على ابنتي بشكل مستمر".

وحاول الحديدي تحسين ظروف حياته وسعى لدى الكثير من المؤسسات الخيرية لمساعدته وصرف مساعدة له، إلا أنها لم تعطيه جوابا شافيا يخفف عنه معاناته، وكانت مراجعته لهذه المؤسسات عبارة عن إبرة بنج ، وما زال يسعى محاولا الحصول على مساعدات من المؤسسات المحلية في غزة ودون جدوى.

ويقول "ما حدا يبهون عليه يبيع ابنه وعرضه ولكن الظروف أجبرتني على ان اتخذ هذا الإجراء نتيجة قلة الحيلة وقلة المال، وأول ما أفكر فيه حينما أبيع ابنتي ان أعالج ابنتي الصغيرة وابنتي الثانية واشترى لابنتي الثالثة إصبع برهم لعلاج إذنها، وذلك بعد مرور عدة أشهر وعدم مقدرتي على شراءه منذ مراجعة الدكتور".

وبدلا من إن يعيش هاني وعائلته أجواء العيد بفرحة بين أهله وأقاربه، ويشترى لأطفاله الحلوى والعاب العيد فهو يعرض اليوم طفلته للبيع في يوم العيد، نظرا لاشتداد الضائقة المالية عليه وعلى أسرته، ولم يدخل بيته أي زائر لا من أقاربه ولا جيرانه ولم يرسل له احد هدايا العيد من لحوم الأضاحي له.

ويقطن هاني وعائلته في منزل شبيه بـ "خم دجاج" حيث يدخل هاني لبيته في ممر طويل يوصله لغرف المنزل المكون من غرفة واحدة ومطبخ وحمام وصالون داخلي بنفس مساحة مدخل البيت، ولا يوجد داخل مطبخه سوى القليل من معدات إعداد الشاي وبعض الأوعية لإعداد الطعام، ومنذ عدة شهر لم يتمكن هاني من شراء غاز وتقوم زوجته بعمل الشاي وإعداد الطعام على الحطب بعد إشعاله داخل صالون المنزل.

ويقوم هاني بتخزين ملابس أطفاله داخل مجموعة من الحاويات الكرتونية ويصطفها فى شكل منتظم داخل غرفته، نظرا لعدم وجود خزانة خاصة بأطفاله الخمسة كما ان غرفة نومه لا يتواجد بها سوى خزانة آيلة للسقوط، ولا يتواجد داخل منزله الصغير أي أجهزة كهربائية، سوى ثلاجة متهالكة لا تحتوى بداخلها سوى العديد من زجاجات المياه، والقليل من البندورة والخيار والكثير من الفراغ.

وبدموع الحزن والحسرة تقول زوجته "اقسم بالله أطفالي يشتهون اللحمة ويطلبون منا اللحمة باستمرار ولم نتمكن من توفيرها، وانتظر على أحر من الجمر الاحتفال بمناسبات سعيدة في المنطقة لأرسل أطفالي من اجل الحصول على القليل من اللحمة في نهاية غذاء المناسبات".

وتضيف "في الفترات التي لا يوجد بها مناسبات أرسل أطفالي للجزار لجمع ما تبقى من اللحوم والعظام في نهاية عمل الجزار في محله، واضعه لأطفالي مع الطبيخ ليكون طبيخنا بنكهة اللحوم".

وبألم شديد تضيف "اقسم بالله العظيم لنا عدة أشهر نفطر على القليل من الخبز والملح، فهل في قطاع غزة احد مثلنا يفطر أطفاله على الملح؟"
وتتمنى الزوجة المكلومة ان يستمر الجو على هذا الحال لأنه في حال سقوط إمطار فذلك يعنى هروبهم من المنزل نظرا لان أسطح الغرف من ألواح الحديد "الزينقو" بالإضافة لأنه لا توجد الواح كاملة لحماية الغرف والأطفال، وفى حال سقوط الإمطار سيغرق المنزل بالمياه ويتجدد تشريد الأسرة بالكامل.

وبنظرات الطفولة البريئة تنظر نهلة إلى أخواتها ووالدها حينما يتحدث بحسرة وبدموع الألم في عينيه، ولا تدرى ما يدور حولها وحينما سألناها عن ما تتمناه قالت نهلة "أتمنى أن اشترى العاب العيد مثل جيراننا وان العب في الملاهي مع أخواتي، ونشترى الحلويات".

حال مرير وواقع صعب يختزله هاني وأسرته أملا في مستقبل أفضل يغير حياته ولو حساب فقدانه احد أطفاله ليكون سبيلا في سعادة بقية أشقاءه الصغار والتخفيف عن الأسرة.

وناشد هاني الحكومات وأهل الخير في مساعدته وتوفير حياة أفضل لأطفاله كونهم في مقتبل الحياة ومساعدته على توفير مسكن امن لأسرته.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter