سليمان شفيق
صمت سعودي وانزعاج فرنسي ورغبة امريكية للتدخل 
انسحاب للسنة وترك الساحة للصراع بين المسيحيين والشيعة 
 
استقالة الحريري هل هي بداية الفراغ اللبناني المعتاد ، ومحاولة لتفريغ الانتفاضة من مضمونها تري ماذا كتبت الصحافة حول الامر في صحيفة الأخبار اللبنانية اعتبر ميسم رزق استقالة الحريري انصياعا للضغوط الخارجية ومشاركة في الانقلاب على العهد.
 
رزق يقول إن رئيس الحكومة لم يكن يعمل على خط واحد، بل اعتمد سياسة اللعب على الحبال، فقد رفض مطالب القوى السياسية بعقد جلسة للحكومة في الوقت الذي كان يعقد فيه اجتماعات سرية يومية مع مجموعات في الحراك. خطوة أراد منها مد الجسور مع الناشطين على الأرض ليظهر بأنه يقف بجانبهم تمهيدا لاستقالة تجعله خارج شعار "كلن يعني كلن".
 
اما صحيفة رأي اليوم تساءل عبد الباري عطوان عن سبب استقالة الحريري. عطوان يقول : اختلفت الآراء في الشارعين اللبناني والعربي حول الاستقالة المفاجئة، فالبعض رآها هروبا من المسؤولية ولا تشكل حلا بل تعمق الأزمة، بينما رآها معسكر آخر بأنها خطوة شجاعة جاءت استجابة لمطالب الحراك. ويكمل عطوان بالقول : بعد هذه الاستقالة، بات لبنان على فوهة بركان، وخاصة أن هناك قوى عديدة، داخلية وخارجية، إقليمية ودولية، لا تريد له الأمن والاستقرار. 
 
صحيفة لوريون لو جور كتبت أيضا عن استقالة سعد الحريري. الصحيفة اعتبرت أن استقالته وقلبه للطاولة خلق صدمة في الشارع وحضر لعودته مجددا كرئيس للحكومة. وتضيف الصحيفة أن الحريري لم يكن أمامه الكثير من الخيارات إلا الاستقالة بعد تعنت شركائه السياسيين ورفضهم الموافقة على إقالة جبران باسيل كجزء من تعديل وزاري.
 
اما صحيفة النهار القريبة من الوسط المسيحي فرات ان استقاله الحريري سوف تؤدي للفراغ .
 
هذا وقد استطاع الجيش اللبناني صباح اليوم فتح كل الطرقات وبدأ الحراك يفتح الطرق ، ولكن لازالت المصارف مغلقة .
 
وكانت فرنسا أول دولة علقت على الأوضاع اللبنانية واستقالة رئيس الحكومة وفور إعلان الحريري استقالته قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان   فى تعليق مقتضب أمام البرلمان الفرنسى إن استقالة الحريري تجعل الأزمة في لبنان خطيرة جدا
 
ودعا وزير الخارجية الفرنسي جميع السلطات اللبنانية، بالعمل على ضمان وحدة لبنان، فيما اتفقت ألمانيا مع فرنسا في تعليقها على استقالة الحريري وتبعتها التعليق على الأوضاع اللبنانية.
 
وقال هايكو ماس، وزير خارجية ألمانيا، بعد اجتماع مع وزير الخارجية المصري: "نأمل ألا تتسبب استقالة الحريري في تقويض الاستقرار في لبنان".
 
وأضاف وزير خارجية ألمانيا أن التطورات التي يشهدها لبنان تمثل أهمية حاسمة بالنسبة لنا وللمنطقة بأسرها، قائلا: "نأمل أن تتسم الاحتجاجات المحتملة في المستقبل بالسلمية.
 
وعن ردود الفعل المحلية قال مفتي الجمهورية اللبنانية، عبداللطيف دريان، إن استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري صدمة إيجابية من أجل التفاهم على حلول إنقاذية.
 
من جانبه، قال البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي تعليقا على استقالة رئيس الحكومة اللبنانية :نأمل أن تكون استقالة الحريري بداية الحلحلة
وقال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع: "حسناً فعل الحريري بتقديم استقالته تجاوبا مع المطلب الشعبي العارم"، مضيفا أن الخطوة التالية والأساسية للخروج من الأزمة هو تشكيل الحكومة الجديدة، داعيا لتشكيل حكومة تكنوقراط مؤلفة من وزراء مستقلين عن الأحزاب السياسية.
 
من جانبه، قال رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل في تغريدة له على موقع تويتر، إن استقالة الحريري قرار تاريخي في ظرف تاريخي وإرادة الشعب اللبناني هي التي انتصرت قائلا: "هذه بداية مسار التغيير الذي يستمر باحترام الدستور وإرادة الناس بتشكيل حكومة اختصاصيين وإجراء انتخابات مبكرة.
 
وعلقت وزيرة داخلية لبنان ريا الحسن على استقالة الحريري قائلة: "كانت ضرورية لمنع الانزلاق نحو الاقتتال الأهلي"، منوهة بأن الاقتتال الأهلي الذى شهدته وسط بيروت اليوم كان خطيرا.
 
فيما عقد رؤساء الوزراء السابقون للبنان فؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي وتمام سلام اجتماعاً في منزل السنيورة.
 
وأصدر الرؤساء السابقون بيانا عقب الاجتماع، مؤكدين فيه أنه "حانت اللحظة ليتحمل الجميع مسؤولياتهم للتجاوب مع مطالب الشارع اللبناني"، وهكذا انسحب السنه من الصراع تاركين الامر للصراع بين جعجع والقوات اللبنانية والشيعة .
 
وأكد الرؤساء أن سعد الحريري استجاب لنداء معظم اللبنانيين وحمى لبنان من الانهيارات.
 
أما مناصرو سعد الحريرى فقد كان لهم رأي آخر وعبروا عن رفضهم لاستقالته بقطع طرق في بيروت احتجاجا على استقالته وطالبوا باستقالة رئيسي الجمهورية والبرلمان أيضا.
 
ورغم ردود الأفعال الدولية والمحلية فإن استقالة الحريرى لم يتم فيها البت بعد من قبل الرئيس ميشال عون وإن أبدت مصادر لرويترز أن عون يدرس الاستقالة ولن يكلف الحريرى بتصريف الأعمال.
 
اول رد فعل امريكي : 
في أول تصريح أمريكي منذ نزول اللبنانيين إلى الشوارع للتظاهر، دعت واشنطن اليوم  الأربعاء القادة اللبنانيين إلى تلبية المطالب "المشروعة" لمواطنيهم الذين يتظاهرون بكثافة منذ أكثر من أسبوع ضد ما يتعبرونه فساد الحكومة.
 
أبدت وصرح ديفيد شينكر المكلّف بملف الشرق الأوسط في الخارجية الأمريكية  بأن الولايات المتحدة "على استعداد لمساعدة الحكومة اللبنانية" على اتخاذ إجراءات، ممتنعا في الوقت نفسه عن التعليق على خطة الإصلاحات التي عرضها رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري.
 
وأضاف شينكر أن المظاهرات تبرز ضرورة فتح "نقاش صريح" بين القادة والمواطنين حول "المطالب التي عبّر عنها منذ أمد بعيد الشعب اللبناني الذي يرغب بإصلاحات اقتصادية ونهاية الفساد المزمن.
 
وتابع "يعود للشعب اللبناني تقرير ما إذا كانت هذه الإصلاحات تلبي رغبته المشروعة في العيش في بلد مزدهر ومحرر من الفساد الذي يحد من قدراته منذ أمد بعيد جدا".
 
ولقد اندلعت شرارة الانتفاضة الأخيرة في لبنان إثر الإعلان في 17 أكتوبر عن ضريبة جديدة على الاتصالات المجانية عبر تطبيق واتساب. وفجرت هذه الضريبة غضب اللبنانيين في بلد لم تتمكن فيه الدولة من تلبية الحاجات الأساسية، مثل الماء والكهرباء والصحة بعد 30 عاما من نهاية الحرب الأهلية (1975-1990)
 
وكانت واشنطن دعمت اتفاق الطائف الذي أعاد السلم إلى لبنان بعد 15 عاما من الحرب الأهلية، لكنها ركزت منذ ذلك التاريخ جهودها الدبلوماسية على التصدّي لحزب الله حليف إيران الذي تحاول إضعاف موقفه داخل الحكومة اللبنانية.