سليمان شفيق
علي اثر ما حدث من "فضيحة" منشأة الزعفرانة بالمنيا ، ومحاولات جمع من الناس الذين يؤازرهم جهات بعينها ، ترك الجميع جوهر الامر وهو "حق المؤمنين في الصلاة " وفق حقوقهم بالمادة 46 من الدستور المصري ، وحاولوا عبر بعض المتنفذين أمنيا تحويل الصراع الي ادانة الضحايا ، والابتعاد عما حدث من اهانة المسيحية والكهنة ، والخروج عن القانون ، الي محاولات "رخيصة" لتحويل القضية الي ان نيافة الانبا مكاريوس اسقف المنيا وابو قرقاص (لاسباب افصح عنها احد الزملاء الاعلاميين في برنامجة بدعوة قداسة البابا تواضروس لابعادة عن المنيا ) ثم وللاسف تدخل طائفة نكن لها كل الاحترام والتقدير وهي الطائفة (القبطية الانجيلية ) واصدار مجمع المنيا بيان "غيرموفق وسيظل محل شكوك" ويدعوا للريبة ، والاكثر دهشة ان يتحدث احد كبار القساوسة المحترمين في البرنامج بطريقة تبدوا لاي باحث انها رتبت من جهات معينة لاعمال قاعدة (فرق تسد ) ولست الان بصدد مناقشة ما حدث بل الوقوف امام اصل المشكلة ، وهو حق المؤمنين من مختلف الاديان في الصلاة ، وكما هو معروف فأن قانون بناء الكنائس فشل ، وما يحدث اكبر دليل علي ذلك ، كل ذلك ذكرني بما كتب المفكر مجدي مهني في موقع الحوار المتمدن :
(يتحدث الصديق سليمان شفيق عن ليتورجيا الاحتجاج التي قادها الأنبا مكاريوس في مواجهة الاعتداءات المتكررة على مواطنين أقباط، دون أي ذنب لهم سوى كونهم أقباطا، والليتورجيا هي العبادة والصلاة، فعندما تكون العبادة تعبيرعن احتجاج أو اعتراض، نكون أمام عمل يربط الواقع اليومي بالإيمان والمعتقد، وهو ما يعطي الإيمان زخمه ومعناه، فالإيمان هو ما يعطي لحياتنا معن، ونعيش به ومن خلاله واقعنا اليومي، فالعلاقة بين الإيمان والواقع علاقة أصيلة ومستمرة، لو انقطع الإيمان عن الواقع، اصبح أيمانا معزولا تائها ومجردا من المعني، فالواقع هو مرآة الإيمان.
ويضيف :( لذا ليس غريبا أن يدعو الأنبا مكاريوس، كما يصوره الصديق سليمان شفيق، إلى "ليتورجيا الاحتجاج"، تجمُّع للصلاة تعبيرا عن ضيق وتبرم من الظلم والجور الذي يتم ممارسته في ظل الدولة المنحازة ضد الأقلية، الدولة التي لا تؤمن بحرمة الدم، أو تؤمن به بالقدر الذي يسمح بهروب الجاني، أو يسمح بتهريبه من العقاب المناسب، طالما أن الضحية تنتمي لتلك الأقلية
الأمر يتطلب ليتورجية احتجاج، يتطلب تعبيرا عن احتجاج من خلال العبادة، احتجاج تتم فيه الشكوى بطريقة علنية منظمة للمولى عز وجل، طالما أن ولي الأمر متقاعس، "بيمشي على سطر ويسيب سطر"، أو "بيمشي على سطر ويسيب المجرم يمارس اجرامه"، ضد الأقلية، وضد الدولة، وضد الدين، فكل الأديان تؤمن بحرمة الدم، حرمة لا يدركها الحاكم، ولا تدركها المؤسسات الدينية، فكلها صامتة رغم ما يصيبها من ضرر، وإلا لاعترضت كلها كي تحمي المواطن، وكي تحمي صحيح الدين من تلك الممارسات الجائرة التي لا ترعي حرمة الدم)
الحقيقة ان عدم تمكن قانون بناء الكنائس في حل المشكلة جعل الاقباط في القري والنجوع التي ليس بها كنائس يصلون في بيوت مثل الزعفرانة (30م)، او كما حدث من قبل يصلون في الشوارع كما حدث في قرية الفرن بالمنيا ، ووصل الامر الي الصلاة علي موتاهم بالشارع مثلما حدث ايضا في دمشاو هاشم بالمنيا ، وبدلا من ان يستنكر اهالي تلك القري ذلك تقوم قوي بعينها دينية او اجتماعية بمنع هؤلاء من الصلاة ، وبالطبع وفق مايرونة من امكانية اشقائهم المواطنين المصريين المسلمين من الصلاة في الشوارع ، فأرادوا ان يصلون ايضا وفق حقوق المواطنة ، ومعروف ان التقديم علي طلب كنيسة يأخذ سنوات ، فماذا يفعلون ؟ هل يتوقفون عن الصلاة حتي يرخص لهم ؟ ام يسيرون كيلو مترات للذهاب الي اقرب كنيسة ؟
من هنا ظهر ما اسميتة " الاحتجاج الليتورجي" ، اي سوف احتج ليس بالتظاهر ولكن بالصلاة ، والحقيقة ظهرت تلك الظاهرة في بلدان امريكا اللاتينية" في مواجهة الحكام الموالين لامريكا حينذاك مع ظهور "لاهوت التحرير" حينما كان الحكام الفاشيين يغاقون الكنائس المعادية لهم فيقوم المصلين ورهبان الجزويت بالصلاة بهم في الشوارع ، ولا ننسي ان قداسة البابا شنودة هو اول من فعلها فرديا في مصر، اي الاحتجاج والذهاب للدير، والان طورها نيافة الانبا مكاريوس وعلي سبيل المثال عندما اراد الاف الشباب التظاهر والاحتجاج ابان مقتل الشهيدين عماد وابنة ديفيد دعاهم الانبا مكاريوس للصلاة والاحتجاج مباشرة لله.
اننا بصدد ظاهرة موضوعية تحتاج تطبيق القانون علي المعتدين لانة من غير اللائق اذا تظاهربعض الناس احتجاجا علي اي شئ يقبض عليهم ويطبق القانون ، ولكن في حالة اهانة المسيحية لا يعاقب احد ؟!!
كما يجب اعادة قانون بناء الكنائس لمجلس النواب واضافة مادة حول امكانية ترخيص اماكن للصلاة حتي يتم الحصول علي ترخيص بناء الكنائس .
كما يجب ان يدرك القساوسة الذين اصدروا البيان ، ان عشرات القري بها كنائس متعددة لطوائف مختلفة ، وان الثقة في شعب كنائسهم هي التي تغنيهم عن الخوف من الظوائف الاخري ، بل ومع احترامي فأن ذلك البيان سوف يؤدي الي العكس مهما قيل من تعصب الارثوزكس .
واخيرا الظواهر تناقش موضوعيا بعيدا عن اخضاع الايمان لغير الله ، وان ظاهرة الاحتجاج الليتورجي هي انعكاس لظلم علي جماعة من المؤمنين يريدون الصلاة ، كما ان مهمة اي اسقف هي توفير اماكن للصلاة لجماعة المؤمنين ، وافتقادهم ، والدفاع عنهم ، خاصة في غياب الاحزاب والقوي المدنية ، وهذا ما يفعلة نيافة الانبا مكاريوس ، وما كان يفعلة جناب القس الراحل صموائيل حبيب دون بيانات سوي بيانات المحبة.
تحية لنيافة الانبا مكاريوس لدوره كراعي ولكل الانجيليين الذين تمسكوا بالمحبة ولم يخضعوا لقوي تريد التفرقة بين المسيحيين ، والاهم تحية لاهالي الزعفرانة الاقباط والكهنة علي تحملهم ما حدث ، وخالص الشكر للاهالي من المسلمين الذين رفضوا هذة الاعمال ، وسوف تبني بالقرية كنيسة ارثوزكسية وسيصلي المسيحيين فيها ، وستسود المحبة بينهم وبين اشقائهم الانجيليين الذين لن يتحملوا قسوة ما حدث لاشقائهم الارثوزكس ، من المتشددين او من البيان الاشد قسوة.
اتمني علي الدولة ان تدرس الامر جيدا ، وعلي الجهات التي تريد ان تفرق بين ابناء القرية دينيا او مذهبيا اقول لهم ، سيفشل مخططتكم .