"بحيري": دور الصحابة حفظ القرآن وتطبيقه.. ونقلوا بعض الأمور توقيفا عن الرسول

 
كتب - نعيم يوسف 
واصل الباحث والإعلامي إسلام بحيري، طرح دراسته حول مسألة إجماع الفقهاء في الدين.
 
ما هو الإجماع؟
ويُعرف "الإجماع" بأنه "أحد مصادر التشريع الإسلامي وهو المصدر الثالث من المصادر الشرعية للأحكام عموماً بعد الكتاب والسنة، وكان ظهوره بسبب القضايا المستجدة التي طرأت بعد وفاة الرسول فصار كونه مصدر ضرورة لابد منها، ولكون النبي حذر من الفرقة والاختلاف وحثّ على الاجتماع في أحاديث كثيرة. ولا بد في الإجماع أن يستند إلى أصل من الكتاب والسنة، اللذان هما الوحيان والمصدران الأولان الأساسيان للتشريع" -كما جاء تعريفه في موسوعة ويكيبيديا على شبكة الانترنت-.
 
حلول لتفكيك القدسية
وطرح "بحيري"، في برنامجه "البوصلة"، المذاع على قناة "تين" الفضائية، ما أسماه بـ"الحلول"، لتفكيك قدسية الإجماع، وإرجاعه إلى بشريته.
 
دور الرسول
وأشار الباحث الإسلامي، إلى أنه وقت وجود الرسول نفسه، أبلغهم القرآن، وفعل أفعال سميت السنة، وفسر القرآن -وقلما فعل ذلك- ثم يحكم فيهم كقاض عادل، وهذا دوره.
 
دور الصحابة
ولفت إلى أن دور الصحابة هو حفظ القرآن ثم يطبقون معانيه، ثم ينقلون السنة لمن بعدهم، ونقل الصحابي -في عصر الصحابي فقط- بالتأكيد كان صحيحًا، وأيضا هم وعوا منه هو شخصيا كيف يفكر في الأشياء، وهذا يختلف، حيث يشبه الأمر أنه علمهم كيفيه صيد السمك، وليس أن يعطيهم طعامًا.
 
صحابة كبار متمرسون
وشدد على أن الصحابة الكبار المتمرسون الذين عايشوا الرسول طويلا، ورثوا عنه أشياء ووسائل يستطيعون التفكير بها، وهو عبارة عن نمط معين، وبالتالي يمكن تلقي منهم شيئين لا ثالث لهما، أولها ما سُمع وحُفظ من الرسول نفسه، دون زيادة أو نقص، مثل العبادة، والقرآن، والسنة الصحيحة قولًا، وفعلا، وهنا يعتبر الصحابي ناقل رسالة.
 
500 خطبة لم تنقل
وأكد على أن الرسول صلوا مع الرسول نفسه نحو 500 جمعة، ولم ينقل عنه أي واحدة منها، رغم أنها من الأولى أن تكون عليها إجماعا، ويتم نقلها.
 
نماذج على التوقيف
وأوضح أنه في مسألة صوم رمضان، فهناك نص يقول "وأتموا الصوم إلى الليل"، بينما نقل الصحابة "توقيفا"، أن الرسول كان يفطر مع أمته في وقت المغرب، وسارت الأمة على ذلك نقلا عن "التوقيف"، وهي سنة فعلية قاطعة، وهذا يؤكد قيمة وأهمية التوقيف، مثل الصلاة والوضوء، أيضا.
 
الإجماع الحجة
وأشار إلى أن الصحابة بعد وفاة الرسول اجتهدوا منفردين ومجتمعين، وهذا حدث كثيرًا، ويحق للمسلم أن يأخذ رأي الصحابي أو يتركه، ولكن عندما يجمع الصحابة جميعا على شيء ما، وهذا قليل فإن "هذا الإجماع، الذي هو إجماع الصحابة .. دين .. وحجة علينا، رغم أنه يظل كل فرد منهم بشرا يؤخذ اجتهاده أو يترك، ولكن اجتماعهم جميعا لا يُترك"، وهذا هو الإجماع الوحيد الذي يعتبر حجة في الإسلام هو إجماع الصحابة، ولكن غير هذا لا يكون حجة، ولنا الحق أن ننتج رأيا جديدًا في الدين، وربما نكون نحن حاليا أفضل منهم علمًا.