CET 00:00:00 - 03/06/2009

حوارات وتحقيقات

*الخبراء: نحتاج إلى خطاب عملي بعيد عن الأمنيات والوعود النظرية.
تحقيق: إسحق إبراهيم – خاص الأقباط متحدون

سيتحدث الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" في جامعة القاهرة إلى العالم الإسلامي –غدًا- معلنًا نهجه في التعامل مع العالم الإسلامي، ويتوقع الخبراء أن يعكس الخطاب تطورًا مهمًا في العلاقات العربية والإسلامية - الأمريكية والتي وصلت إلى مستوى متدهور، وأن يركز على فتح صفحة جديدة قائمة على احترام الثقافات والدعوة إلى السلام والعدالة وتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان، بينما يشعر بعض المصريين بالقلق من أن أوباما يمنح باختياره القاهرة مكانًا لإلقاء خطابه مصداقية غير مستحقة لحليف استبدادي يستعمل أساليب قاسية في إخماد المعارضة ويسير بخطى بطيئة نحو الديمقراطية.
وأظهر استطلاع حديث للرأي أجراه كرسي أنور السادات بجامعة ميريلاند الأمريكية ومؤسسة "جيمس زغبي" على عينة من ٦ دول عربية، إن ٨٪ من المستطلعة آراؤهم في مصر ينظرون للرئيس الأمريكي باراك أوباما نظرة إيجابية جدًا، في حين كانت نظرة ٢٤٪ إيجابية إلى حد ما، ورأى ٤١٪ أنه عادي بينما كانت نظرة ١٩٪ منهم سلبية جدًا مقارنة بـ ١٨٪ في المغرب ينظرون له نظرة إيجابية.
وأشار الاستطلاع الذي أُجريَّ في كل من مصر والأردن والمغرب والإمارات ولبنان والسعودية إلى أن ٣٪ فقط في مصر يعقدون آمالاً كبيرة على سياسة أوباما في الشرق الأوسط، في حين يقول ٤١٪ إن سياسته مبشرة إلى حد ما، بينما يرى ٣٪ أن سياسته غير مشجعة.
ووفقًا للاستطلاع فإن ٤٨٪ من المستطلعة آراؤهم في مصر يرون أن إدارة أوباما ستركز على العراق، يليه الصراع العربي ـ الإسرائيلي بنسبة ٢٢٪، ثم ١٥٪ لتغيير الاتجاهات تجاه العرب والمسلمين، و٣٪ لحقوق الإنسان. وذكر الاستطلاع أن ٧٢٪ من المستطلعين في الدول العربية الست يرون أن حال العراق الآن «أسوأ»، وأن ٥٩٪ يخشون من انقسام العراق.

مارجريت سكوبيمن جانبها أكدت السفيرة الأمريكية بالقاهرة "مارجريت سكوبي" خلال مائدة مستديرة عقدتها في مقر السفارة الأمريكية بالقاهرة حول الخطاب المرتقب قائلة:
إن زيارة أوباما للقاهرة تستهدف تجديد الصداقة والمشاركة بين مصر والولايات المتحدة، وأوضحت سكوبي أن علاقات الصداقة المتميزة بين الشعبين المصري والأمريكي شهدت تطورات كبيرة عبر الثلاثين عامًا الماضية وهي العلاقة التي تقدرها الولايات المتحدة وتسعى إلى دعمها على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية، مؤكدة تطلع بلادها لزيارة الرئيس حسني مبارك للولايات المتحدة.
وردًا على سؤال حول انتقادات نشطاء حقوق الإنسان لاختيار القاهرة واعتباره مؤشرًا على تخلي الإدارة الأمريكية عن دعم الديمقراطية في المنطقة، قالت سكوبي: إن الولايات المتحدة تدعم الاقتصاد والسياسة والأمن في مصر، والرئيس أوباما يهتم بدعم الديمقراطية، ومبادئ حقوق الإنسان، ولا يوجد تغيير في ذلك والمصريون لديهم أجندتهم الخاصة.

جهاد عودةوقال د. "جهاد عودة" أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان وعضو أمانة السياسات بالحزب الوطني:
سيركز خطاب أوباما على ثلاث قضايا رئيسية هي (الحوار والاحترام المتبادل بين الثقافات المختلفة ثم السلام والعدالة الاجتماعية وأخيرًا الديمقراطية وحقوق الإنسان). ولكي يكون الخطاب مؤثرًا وفعالاً لابد أن يشعر الناس بأنه خطاب عملي وليس خطاب نظري إنشائي لأنه في هذه الحالة سيكون مكرر ويفقد قيمته، فالحديث عن خطوات عملية ينقل هذه المسائل والقضايا من مجرد الإيمان إلى التعهدات.
يمثل إلقاء الخطاب من القاهرة مؤشرًا جيدًا للدور المصري القوي، ومهما حاولت السعودية أن تؤثر وتسحب هذا الدور في النهاية مصر هي الحضارة والامتزاج بين الفرعوني والقبطي والإسلامي، مصر فيها الأقليات والمواطنة وحقوق المرأة.
وأضاف: لا اعتقد أن النظام "سيزعل" من الحديث عن الإصلاح الديمقراطي في الداخل طالما أنها لم تأتي بشكل تعليمي أو أمر أو بطريقة متعالية بل سيتم التجاوب معها إذا جاءت في إطار تبادل الآراء خاصة أن النظام المصري يريد تحقيق إصلاح فعلي لكن توجد مشكلات في الواقع تعمل على تأخير هذا الإصلاح.

أبو العز الحريريوأكد "أبو العز الحريري" القيادي بحزب التجمع اليساري أن مجيء أوباما يعبر عن تغير كبير في السياسة الأمريكية تجاه العالم، ومنها تجاه الإسلام السياسي، وقال: قضايا الحريات والديمقراطية ستكون ملفات أساسية في اجتماعات أوباما بالمسئولين المصريين سواء في العلن أو الغرف المغلقة.
فأوباما عازم على تغير سياسة أمريكا في مواجهة منتقديها والتحول من المواجهة بالعنف إلى المواجهة بالكلمة، وهو ما يؤكده إعلانه توجيه خطاب للعالم الإسلامي من القاهرة، وعليه فإنه أكثر المؤمنين بضرورة نشر الديمقراطية والحريات في دول العالم الإسلامي وهو ما سيقوله للمسئولين المصريين.

وقال "أشرف راضي" المحلل السياسي بوكالة "رويترز" للأنباء:
سيتحدث أوباما للعالم الإسلامي وليس للعالم العربي فقط للإعلان عن نهج جديد قائم على فكرة الحوار بين أمريكا والدول الإسلامية  لكن ليس على حساب المصالح الأمريكية، فهو يحاول أن يجد مساحة مشتركة من العلاقات بين الطرفين والتي تحقق المنفعة لهما.
ومن المتوقع أن يتناول قضية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين خاصة في ظل تجمد مفاوضات السلام، وتصعيد الضغط على إسرائيل خاصة فيما يتعلق بملف المستوطنات.
وكذلك من المتوقع أن يتضمن الخطاب قضية العراق، وقد أعلن أوباما إن قرار الحرب كان خاطئ وأن القوات الأمريكية لن تستمر هناك، أما الحرب على الإرهاب فهي مستمرة وأكثر حدة من قبل لا سيما في أفغانستان وباكستان وفي التعامل مع الملف النووي الإيراني. 
تأثير هذا الخطاب سيكون مرهونًا بما يتضمنه، وهل يمثل استمرار لخط سياسات بوش أم أنه سيعمل على تغييرها وإذا خلا الخطاب من الإشارة إلى الديمقراطية وحقوق الإنسان ستحدث انتكاسة لبعض الإصلاحات التي تحققت في اتجاه الديمقراطية وحقوق الإنسان.
حول زيارة أوباما للسعودية قبل مصر وهل تمثل تنافس بين الدورين المصري والسعودي أكد راضي: أمريكا لها مصالح مع السعودية تجعل من الطبيعي وجود مقابلات بين الزعماء، فليس هناك تنافس بين مصر والسعودية على لعب دور الريادة في المنطقة، فالبلدان يمثلان محور مشترك للاعتدال، واختيار مصر جاء للمكانة التي يتمتع بها جامع الأزهر في قلوب المسلمين في جميع أنحاء العالم واختيار جامعة القاهرة لإطلاق الخطاب  جاء للترتيبات الأمنية وكذلك لأن الجامعة هي التي تنقل المجتمع التقليدي إلى المجتمع الحديث.

أحمد ماهروأكد "أحمد ماهر" وزير الخارجية السابق أن خطاب أوباما أمر لا يستحق أن نتوقف عنده لأنه طبيعي وليس مفاجئًا وأن اختيار الرئيس أوباما للقاهرة لإلقاء حديثه للعالم العربي يأتي من إدراكه تأثير المكان ثقافيًا، كما أنه قد يحمل معاني أخرى.
وأضاف ماهر: أنا متفائل بأوباما صاحب المواقف المختلفة، لكن لن يحل كل مشاكل العرب المنقسمين والمتصارعين مع أنفسهم إلا إذا احتاج العرب ذلك ووحدوا موقفهم، ليحققوا مطالبهم، في ظل مبادرة عربية تنادى بإقامة دولتين فلسطينية وإسرائيلية وإنهاء الاستيطان وعودة اللاجئين.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٣ تعليق