CET 00:00:00 - 10/05/2009

من الاخر

بقلم: أماني موسى
عاد عم سعيد مسعد أبو السعد من عمله وكالعادة تعبان وقرفان من الدنيا والناس وعارف أنه هيكمل قرفه بزن ابتسام في هات... هات.. هات والطلبات اللي ما لها نهايات، وعياله اللي عينهم جحظت من كتر ما هما مبحقلين في التليفزيون ليل نهار وكأنهم بيدرسوا الأفلام والمسلسلات وهيمتحنوا فيها أخر السنة!!
وهلكوه طول السنة بالمصاريف خصوصاً الدروس الخصوصية ما عدا ابنه الوسطاني "فرحان" اللي في الكلية ودة كان بيكتفي بس بالملازم اللي تكاليفها عالية بس مش زي حمل الدروس الخصوصية.

ولكن عم سعيد اندهش لما لقى ابنه الوسطاني "فرحان" قافل عليه أوضته أكتر من تلات أو أربع ساعات!!!
سأل مراته (الواد كل دة بيعمل إيه جوة) فقالتله وهي فرحانة أوي بابنها سي "فرحان" دة بيذاكر أصل الامتحانات على الأبواب... ربنا يهديه... أخيراً عرف مصلحته.
سكت عم سعيد وهو حاسس أنه فيه حاجة غريبة أكيد، دي مش عادة ابنه ولا حتى بيحب التركيز، ففتح الباب فجأة ولقى ابنه ماسك مذكرة في إيده، فقال في نفسه يبقى أنا ظلمت الواد، وفات ساعتين كمان وفضل "فرحان" جوة في الأوضة وكأنه في حالة اعتصام!! والأدهى من كدة أنه بعد شوية جه أصحابه من الكلية عشان يذاكروا معاه!!

وزاد استغراب عم سعيد وصمم أنه يعرف فيه إيه، وفعلاً دخل عليهم الأوضة فجأة لقى ابنه ماسك نفس الملزمة اللي كان ماسكها من شوية!! فشدها بسرعة من إيده عشان يعرف فيها إيه؟ ولقى فيها ........... (درس ثقافي)،  فانفجر في وش ابنه زي الأنبوبة وفضل يصرخ وطبعاً البيت كله اتلم، ولما سألته مراته قالها (تعالي... شوفي ابنك اللي إحنا فاكرينه بيذاكر... قاعد بيذاكر فيلم ثقافي) وراحت الست ابتسام ابتسمت ابتسامتها المعهودة وقالتله (وماله يا أخويا لما الواد يتثقف... دة كويس برضه... العلام مفيد)!!

طبعاً الست ابتسام مكنتش فاهمة وراح صاحب ابنها ميّل على زميله وقاله بصوت واطي وهو بيضحك (تلاقي الحجة ابتسام عمرها ما اتثقفت قبل كدة.... ولا تعرف الفرق بين البوسة والحضن... أصل زمانهم غير زماننا).
ولكن "فرحان" قال بصوت عالي أسكتوا... خلاص أنتوا مش فاهمين حاجة، دة فعلاً باب بناخده في مادة علم النفس عن الثقافة الجنسية وما يخصها..... والملزمة دي موضحة الباب عشان الطلاب يقدروا يفهموا بسهولة، يعني أنتوا ظلمتوني) فقاطعه صاحبه بصوت عالي (يا ابني إحنا هندخل الامتحان مش مذاكرين غيره أساساً).

فخرج عم سعيد من الأوضة وهو حزين على عياله، وفضل يسأل نفسه يا ترى العيال ليه مش طايقين الكتب ولا بيذاكروا؟؟ وليه ما بيصدقوا أخر السنة تيجي ويرموا كل الكتب؟ العيب في مين؟ فيا؟ أنا رغم ظروفي بس مش مقصر معاهم، وللا العيب في النظام نفسه وطريقة التعليم اللي بتخلي الطالب يكره نفسه ويكره الدراسة الدراسة؟؟ وللا العيب في المدرسين اللي بقى الجشع سمتهم ويكرهوا الطالب في المادة عشان ياخد درس خصوصي؟؟ وللا العيب في اللي بيشوفوه في أخوهم الكبير وأصحابه اللي متخرجين وقاعدين ليل نهار على القهوة وبقى (اللي بشهادة زي اللي من غير)؟؟ يمكن يكونوا محتاجين مناهج مشوقة لجيلهم وعصرهم اللي مختلف عن زمان كتير؟ بس يا ترى إيه الحل؟؟ نخلي المواد كلها ثقافية عشان العيال تحب الدراسة والمذاكرة؟   

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٤ تعليق