CET 00:00:00 - 28/04/2009

مساحة رأي

بقلم: نبيل أسعد
قرأت رسالة الرئيس مبارك إلى أبناءه الأقباط في المهجر، وفرحت جداً جداً فرحاً عظيماً لأنني فعلاً شعرت أن السيد الرئيس بصحة جيدة بل ولديه إحساس مرهف نبيل خاصة عندما حدد في رسالته أنه لن يسمح بأي أيدي تعبث بالوحدة الوطنية، وهنا تصارعت كل مراكز مخي وأيقنت أن السيد الرئيس فعلاً يحكم مصر من خارجها ويستقي معلوماته من أناس إما أنهم ينافقوه أو مصابون بالنرجسية ولا يريدون أن يعكروا صفو سيادته، وقلت لنفسي عظيم أن السيد الرئيس ما زال يعرف أن بمصر أقباط وأنه لن يسمح بأن يعبث أحد بالوحدة الوطنية، وازاد يقيني أن السيد الرئيس منعزل تماماً عن الأقباط ومشاكلهم أو بمعنى أصح لا يرغب في إقحام نفسه في مشاكلهم لأنه لا يريد حلها، ودليلي على ذلك:
أولاً: أن مشاكل الأقباط تفاقمت وتراكمت في عهد سيادته حتى أصبحت أحد عيوب حكمه والذي لن يترك له التاريخ هذه المهزلة دون أن يدونها بدماء اللذين قُتلوا في الكشح الأولى والثانية وفي أبو قرقاص وفي أحداث العديسات التي قادها عضو مجلس سيادته.

ثانياً: أن الأحداث لم تقف عند هذا الحد الذي بتخاذل سيادته ازدادت وتفاقمت وكثرت ونتج عنها أحداث المحرّق الأولى والثانية وبمها العياط وصنبو وأسيوط والأسكندرية والدخيلة وعبد القادر ومريوط وبشر والعصافرة ودمياط ورشيد وبور سعيد و....، لقد ضرب سيادته الرقم القياسي منذ قامت الثورة في اضطهاد الأقباط في أحداث جماعية، فالتاريخ يسجل أكثر من مائة حادث جماعي ضد الأقباط ولم ولن نر سيادته يخرج مرة واحده ويقول كلمة عزاء حتى في من قتلوا.

ثالثاً: لقد استنجد به رأس الكنيسة المصرية وتناولتها كل الصحف والإذاعات بل وأيضاً جمال بن الأسعد ولم نسمع أن السيد الرئيس خرج من عزلته ورد على قداسة البابا، ثم عاد البابا واستنجد بالسيدة سوزان بشأن العائدين للمسيحية ولم نسمع استجابه، الأمر الذي يؤكد أن السيد الرئيس له نظرة معينة في الأقباط إما سطحية أو غير منطقية.

رابعاً: السيد الرئيس يعلم جيداً أن المشكلة القبطية أصبحت متداولة عالمياً يحمل ملفاتها مراكز حقوق الإنسان العالمية والإقليمية، وأذكّر سيادته عندما ذهبت أول لجنه لبحث حال الأقباط وكان رئيسها إليوت أبراهام وسأل سيادته عن أحداث الكشح... لا بد أن ألتزم بأدب اللياقة القبطية وأقف عند هذا الحد من الحوار الذي دار بين الرئيس والسيد إليوت التي على أثرها أنهيت سيادتكم اللقاء.

خامساً: السيد الرئيس إما أنه وافق على ضياع هيبة الدولة لضياع حق الأقباط أو أنه لا يعلم بما يحدث في بلده.. هل تعلم سيادة الرئيس أن القانون في بلدكم غُيّب تماماً فيما يخص الأقباط وعادت مكانه جلسات المصاطب التي توصف بالجلسات العرفية والتي يرغم فيها الأقباط المضارون بالتنازل عن حقهم لكم التهديد والوعيد الذي يروه.. سيادة الرئيس هل تم القبض على من قتلوا أقباط الزيتون أو من أشعلوا أحداث عين شمس التي تبعد المفروض عن مقر إقامتك بضع كليومترات.. سيادة الرئيس استلمت مصر وكان يتم تعيين سبعة من عشرة أعضاء بمجلس الشعب بمعرفة الرئيس، كم قبطي قمت سيادتك بتعينه في المجلس؟ لقد تم إلغاء القائمة في عهدكم وحلت الفرد لطرد الأقباط.
وبعد كل هذا تقول لن تسمح بأيدي العبث في الوحدة الوطنية، أي وطنية تتحدث عنها سيادة الرئيس والمادة الثانية في الدستور؟
وأي وحدة وأنتم تغدقون على الأزهر من مال الدولة والكنائس تدفع النور والمياة؟
وأي نسيج تتحدث عنه ودماء الأقباط تسيل كل يوم وبناتهم تُغتصب كل ساعة؟
وأي قوة تتحدث عنها وقانون دور العبادة حبيس الأدراج وليست هناك قوت تستطيع إخراجه؟
هل سيادتك تسمع عن تقرير العطيفي وأيضاً قوانين العزبي باشا؟ أي منهم تحبذ؟ في رأيي سيادتكم ترعى الاثنين معاً أو لا تعلم بهم.
سيادة الرئيس هل تعلم بمشكلة دير أبو فانا التي يدير الإغتصاب والنصب فيها مستشاراً قانونياً؟ وهل تعلم ما حدث للرهبان العزل؟

سيادة الرئيس هل تعلم أن أغلى شيء في الوجود هو مجاناً ولكنك لن تستطع شرائه أو إجبارنا عليه وهنا أخص نفسي، إنه الحب مجاناً ولكنه أغلى سلعى في الوجود.. إن هذا الحب الذي قتلته داخلنا من جهتكم لن تستطع أن تقتله تجاه بلدنا أو أهلنا، وأطمئن سيادتك حسب معلوماتي أن المظاهرات بانتظار سيادتكم أينما تذهب وبأسلوب راقي ومهذب وطالما أن سيادتكم (مطنش) نحن سنظل نطالب ونتظاهر حتى نحصل على حقوقنا المسلوبة وأمن آبائنا وأمهاتنا وإخواتنا بمصر.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٤ صوت عدد التعليقات: ١٤ تعليق

الكاتب

نبيل أسعد

فهرس مقالات الكاتب
راسل الكاتب

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

مواضيع أخرى للكاتب

وجهة نظر.. مبارك والأقباط

وجهة نظر.. وطن بلا قانون

أوباما المنحني

الأقباط في غزة

جديد الموقع