CET 22:10:08 - 03/08/2010

مبسوطة يا مصر

بقلم: محمد بربر
 لم يكن الذين آمنوا بأن العقل كائن حي على خطأ, الخطأ الأكبر هو العقول التي ماتت, أو قتلها الجهل مع سبق الإصرار والترصد, أصناف من العقول تعبث بمقدرات المجتمع, يخرجون علينا تارة ليتحدثوا باسم الدين وكأن معهم توكيل من عند رب العالمين لمحاسبة البشر, أو يصفون ما يخالف عقولهم المريضة -على سرير الموت- بأنه حرام ولا يجوز -لا تنسى تعطيش الجيم في مثل هذه المواقف- وربما يتمادى بعضهم في التحذير من معاملة شخص ما لمجرد أنه يتحدث عن أمور لا يستوعبها الأفق الضيق.

 وهناك في جمهورية نبيهاليا, سُئل العبقري الراحل في فيلمه الرائع سؤالاً يكشف عن زيف وسذاجة هؤلاء الذين يرون في أنفسهم ملائكة منزلة من السماء, قالوا لزكي: "هو انت لا مؤاخذة ديمقراطي"؟؟

 بعدما استغلهم مَن أراد السيطرة على واحة كبيرة سقطت فيها طائرتهم, وأراد هذا الرجل -الفنان "جميل راتب"- أن يقحم الدين في أغراضه الدنيئة ليتحدث مع بعض السذج عن أن هناك في الواحة مَن هو كافر، إذ يفخر دائمًا بديمقراطيته, ثم يتعامل أهل الواحة مع "زكي" -الرجل الديمقراطي- على أساس أنه كافر يفسد في الأرض وسيلقى العذاب الأليم يوم القيامة.

 وهنا أيضًا, في بلادنا المظلمة, ليس بفعل خطط ترشيد الكهرباء, وإنما بفعل العقول التي تحاكم القلوب والنفوس, وتتطاول على خلق الله البسطاء, لتحل حرامًا وتحرّم حلالاً, في بلادنا التي تعاني من هؤلاء السذج الذين يجهلون ويعاندون, فيصفون الديمقراطي بالكافر والليبرالي بالعاصي الذي سيلقى العذاب الأليم يوم أن يعيشون هم في جنة الخلد.

 غاب الأزهر, واحتلت فتاوى الفضائيات عقول المصريين, واستغل الساسة ورجال المصالح جهل الفقراء, حتى الوزراء في حكومتنا الرشيدة يستغلون الدين في برامجهم الانتخابية، وهم يجلسون في مقاعد البرلمان عن طريق انتخابات مزورة أصلاً، وكأنهم قد حصلوا على رخصة شرعية تجيز لهم التزوير.

 وفي تقديري أن افتقادنا لدولة ديمقراطية مدنية هو سبب ما تعانيه بلدنا من فساد وجهل وفقر, وإلى أن يأتي اليوم الذي تصحو العقول من سباتها العميق, سنظل نواجه هؤلاء الظلاميين ومبسوطة يا مصر.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق